يختلف السفيه عبد الفتاح السيسي عن سابقيه من الجنرالات العسكريين ممن انقلبوا على الشرعية؛ فمشاهد تسويقه يغيب فيها- غالبًا- وجود الرجال، ويمكنك أن تبحث في المواقع الإخبارية والشبكة العنكبوتية، عن لقاءٍ جمع السيسي برجل فقير أو معدم أو صاحب حالة خاصة، لكنك لن تجد انتشارًا، مقارنة باللقاءات والمواقف الإنسانية المرتبطة بالسيدات. وبدا الأمر غريبًا على المصريين في 3 يوليو 2013، فضائيات وقنوات التلفزيون الرسمي تعرض بإلحاح وكثافة وصلات الرقص الشعبي من النساء، ويحاول العسكر الآن استدعاء «أوساط النسوان» استعدادًا لمسرحية انتخابات الرئاسة في 2018، حيث اختفت النساء في ظروف غامضة جراء تراكم الفقر وقتل أبنائهن، الناتج عن القمع العسكري بكل أنواعه!. استدعاء للرقص الاستدعاء هذه المرة تم على الملأ في فعاليات منتدى شباب العالم، أمس الأربعاء، حيث أطلق السفيه السيسي بيان الاستدعاء بالقول: «للمرأة دور عظيم في حياة الأمم والمجتمعات، وهي من تأخذها إلى الأمام»، وأضاف السفيه: "الرجالة هيزعلوا منى وإحنا داخلين على انتخابات". وفي إلحاح لم يغِب على المراقبين قال السفيه: "المفروض الراجل يحط إيده وراء ظهره وهو بيكلم الست عشان متخفش.. مش يزعق ويشتم.. وكده الرجالة هيزعلوا منى وإحنا داخلين على انتخابات". يأتي ذلك في الوقت الذي يحاول أنصار الانقلاب العسكريّ، الترويج بأن المرأة حققت في عهد السيسي ما لم تحققه في عهود سابقة، فيما يرى المعارضون أن تلك هي الحقبة السوداء في تاريخ المرأة المصرية. أهان المرأة وكشفت تقارير حقوقية محلية ودولية، عن حجم إهانة المرأة في عصر السيسي، كما كشفت كيف انتشر الفقر بين النساء في عهد السيسي في ظل حالة الانهيار الاقتصادي. ويطالب السيسي النساء بالتقشف، في الوقت الذي يمنح فيه وزراءه ملايين الجنيهات، فضلا عن إذلالهن باعتقال أبنائهن وأزواجهن، وقطع أرزاقهن. وأكدت الكاتبة الصحفية أسماء شكر، أن عهد السيسي هو الحقبة السوداء في تاريخ المرأة المصرية، مؤكدة أن قائد الانقلاب "يستخدم المرأة كستار سياسي للتغطية على جرائمه"، وأن نظامه يقلد نظام مبارك في استخدامها "كديكور سياسي لتجميل صورته"، وفق تعبيرها. وتساءلت شكر- في تصريحات صحفية- "كيف يكون السيسي قد أنصف المرأة؛ بينما اعتُقلت في عهده 3000 امرأة وتمت محاكمتهن عسكريا، وتعرضت النساء للقتل في المظاهرات وأثناء فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة (14 أغسطس 2013) وغيرها من مذابح الانقلاب؟". وأضافت شكر: "في عهد السيسي هناك 10 فتيات مختفيات قسريا منذ فض رابعة إلى هذه اللحظة، وهناك إحصائية حديثة لحركة نساء ضد الانقلاب وثقت 20 حالة اغتصاب، هي ما تم توثيقها فقط، بأماكن الاحتجاز". عمو "عزيز"! ويرى السفيه السيسي ومعه عصابة الانقلاب العسكري، أن المرأة التي رقصت أمام لجان الانقلاب هي الأكثر وعيًا وإدراكًا منذ 30 يونيو لمجابهة الشرعية، وقال: "المرأة خافت على ولادها ومستقبلهم وبلدها من الفكر المتطرف". وقال، خلال جلسة "حوار حول دور المرأة في صنع القرار"، ضمن فعاليات منتدى الشباب: "المرأة المصرية نزلت.. أكثر من 33 مليون مصري ومصرية في الشوارع علشان يمنحوني تفويض لمحاربة الإرهاب في عز الحر والصيام". ومنذ أيام، انتقد الصحفي خالد بيومي بكاء السفيه السيسي؛ لمعاناة ناشطة عراقية تعرضت لانتهاكات وحشيّةٍ على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، وسقوطها أسيرة، ثم بيعها في سوق النخاسة، مؤكدا أنه من الأجدر للسيسي أن يهتم بظاهرة التحرش والمضايقات الجنسية المنتشرة ضد النساء، ويعالج الانتهاكات في سجون الانقلاب. وعلى فترات متقاربة، تُدشن عدة منظمات حقوقية، حملات للمطالبة بمنع الانتهاكات ضد سيدات وفتيات تم الحكم عليهن في بعض السجون، وتنتشر بين الحين والآخر صور ومقاطع فيديو لسيدات يحاولن زيارة أبنائهن أو أزواجهن في السجون، ينتظرن بالساعات أمام السجن، للحصول على رقم ودور، وقد يرفض ضابط المباحث دون سبب.