تسود حالة من الركود أسواق الملابس الشتوية؛ على خلفية ارتفاع أسعارها بنسبة تقترب من "100%" للمصري، و"170%" للمستورد، بحسب خبراء ومتخصصين، الأمر الذي يزيد معاناة تجار الملابس، لا سيما بعد فشل الأوكازيون الصيفي لأول مرة منذ سنوات طويلة، وتسبب في خسائر فادحة للتجار. «170%» زيادة في أسعار المستورد ومع دخول موسم الشتاء، قال يحيى زنانيري، رئيس شعبة الملابس ومنتجي الملابس بالغرفة التجارية بالقاهرة: إن سوق الملابس تشهد حالة من الركود، وإن الشراء شبه منعدم رغم دخول موسم الشتاء، لافتًا إلى أن أسعار الملابس المستوردة ارتفعت بنسبة تصل ل150%، مقارنة بالعام الماضي. وأضاف زنانيري، في تصريحات صحفية، أن أسعار الملابس الشتوية ستشهد زيادة جديدة خلال الأيام المقبلة، تتراوح بين 5 و10%، حيث تصل الزيادة للملابس المستوردة إلى 170%، والمحلي 105%، لافتًا إلى أن أسعار الملابس "البالة المستوردة" ارتفعت من 50 إلى 185 جنيهًا بنسبة 370%. وأشار إلى أن هذه الزيادات جاءت بسبب قرار تعويم الجنيه وزيادة أسعار مستلزمات الإنتاج وزيادة أسعار الكهرباء، مؤكدًا أن التجار يقومون بعملية إنعاش لحركة البيع، بتقليل هامش الربح؛ حتى تعود الحركة لطبيعتها. معاناة التجار ويؤكد تجار أن الملابس الشتوية هذا العام هى الأكثر ارتفاعا على مدى الأعوام السابقة؛ حيث يقول محمد رجب، أحد التجار، إنه لا يوجد إقبال على شراء الملابس هذا العام، وأضاف: "بيوتنا اتخربت والغلاء وقف الحال"، مؤكدا أن الأسعار سترتفع أيضا خلال العام الجارى فى موسم الشتاء؛ بسبب ارتفاع أسعار الدولار. سيد علي، أحد أصحاب المحال التجارية، أكد أن نسبة الإقبال انخفضت بنحو 30% مقارنة بالعام الماضى، معتبرا أن فكرة الأوكازيون لم تعد مجدية أو جاذبة للشراء كما كان يحدث سابقا. مصانع تغلق أبوابها ويضيف رئيس شعبة الملابس أن عددا كبيرا من المصانع قد أغلقت بسبب ارتفاع أسعار الخامات، معتبرا أن خسائر التجار أقل من المصانع، وذلك لأن التاجر يمكنه رد البضاعة، أما المصنع فملاذه الوحيد من الغلاء غلق أبوابه لحين تحسن أوضاعه. وتابع زنانيري "المستورد هذا العام أقل، وتجار المحلي يتبعون فكرة خسائر قريبة أفضل من مكسب فى علم الغيب"، معتبرا أن الركود هو المسيطر على المشهد. جدير بالذكر أن الأوكازيون الصيفي الذى استمر ما يقرب من شهرين قد كبد التجار خسائر كبيرة، ولم تحدث انتعاشة فى السوق المحلية، رغم أن نسبة التخفيض به وصلت إلى 50% من سعر المنتج، وهذا ما دفع التجار لعقد سلسلة من الاجتماعات دون التوصل لحل لأزمتهم لارتباطها بالأوضاع الاقتصادية العامة. أسباب الأزمة ويتفق مع "زنانيري" علي شكري، نائب رئيس غرفة القاهرة التجارية ورئيس شعبة الملابس الجاهزة، مؤكدا أن أسعار الملابس الشتوية ارتفعت خلال العام الجاري أكثر من 80 إلى 90% عن العام السابق. ويعزو "شكري" أسباب هذه الزيادة إلى ارتفاع معدلات التكلفة منذ زيادة سعر الدولار بعد تحرير سعره، حيث ارتفع إلى الضعف، وهو أحد عناصر التكلفة المهمة في هذه الصناعة، مشيرًا إلى أن سوق الملابس تشهد ركودًا كبيرًا خلال الفترة الحالية، ولذلك يسعى التجار إلى دفع عجلة المبيعات على حساب هوامش أرباحهم حتى يستطيعوا تلبية متطلباتهم المعيشية.