قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن مضايقة الناشطين في مجال حقوق الإنسان بات أمرا شائعا في مصر، لكن قضية اعتقال الحقوقي المدافع عن المختفين قسريا إبراهيم متولي حجازي تأتي في لحظة حساسة ل"عبدالفتاح السيسي"، لسجله الضعيف في مجال حقوق الإنسان، التي تعرض بسببها لتحقيقات دولية مكثفة أخيرا، وتلقى بسببها عقوبة جديدة من الولاياتالمتحدة. وقال ديكلان والش محرر الصحيفة إن قضية "السيد حجازي" في إشارة لإبراهيم متولي لها صدى أكبر لعلاقاتها مع جوليو ريجيني، وهو طالب إيطالي تم العثور على جثته المضطربة في القاهرة في فبراير 2016، بعد تسعة أيام من اختفائه، مما أدى إلى خوض دبلوماسي مع إيطاليا التي لا تزال تسيطر على العلاقات بين بلدان. وقال محمد لطفي، المدير التنفيذي للجنة المصرية للحقوق والحريات، التي تمثل أسرة ريجيني في مصر، إن إبراهيم متولي ساعد في التحقيق في ظروف وفاة ريجيني. في الوقت الذي عانى فيه كثير من المصريين الذين تناولوا قضية ريجيني -وكذلك حالات مئات المصريين الذين اختفوا أيضا في السنوات الأخيرة- من مضايقات أو أسكت على نحو آخر. وقال "لطفي" إن إبراهيم متولي كان يعتزم الإدلاء بشهادته بشأن القضية المعروضة على لجنة الأممالمتحدة في جنيف. وأضاف "لطفي" إنه حذر "حجازي" الأسبوع الماضي من الذهاب إلى سويسرا، قائلا إن السلطات قد لا تسمح له بالرحلة. وقال لطفى "لم يستمع". "قال لي" ليس لدي أي شيء ليخسره.. لقد حصلوا بالفعل على ابني". ظهور بعد اختفاء ونبهت "نيويورك تايمز" إلى متابعتها ظهور إبراهيم متولي بعد يومين، عندما شاهده محام آخر، في مكتب المدعي العام في القاهرة، وحينها لم يسمح لمتولي بمقابلة محام أو إجراء مكالمة هاتفية. ثم صرح المدعي العام أمس الأربعاء أن إبراهيم متولي كان محتجزا لمدة 15 يوما بتهمة نشر أخبار مزيفة وإدارة منظمة غير مشروعة، وهو محتجز في الجناح الأمني شديد الحراسة لسجن طرة. مثار استغراب واستغرب "ديكلان والش" محرر الصحيفة من كون المحامي المصري إبراهيم متولي، يمارس عمله لسنوات في مجال حقوق الإنسان، بتوثيق محنة المصريين الذين اختفوا قسريا في الدهاليز الخلفية لأجهزة الأمن القمعية في بلاده، ثم اختفى فجأة –هذا الأسبوع- دون أن يترك أثرا، وانضم لفترة وجيزة إلى صفوف الناس الذين صار مثلهم لأيام. وقال "والش" إن ل"حجازي" -في إشارة للمحامي إبراهيم متولي- مصلحة شخصية في القضية؛ بعدما اختفى أحد أبنائه في تجمع للإسلاميين في وسط القاهرة في عام 2013 –أحداث الحرس الجمهوري- ولم يتم العثور عليه إلى الآن. وأكدت "نيويورك تايمز" أنه لدى توجه "حجازي، 53 عاما، إلى مطار القاهرة الدولي، يوم الأحد على رحلة إلى جنيف حيث كان من المقرر أن يشهد أمام فريق الأممالمتحدة العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي الذي يحقق في هذه الحالات. وبعد ساعات، تلقى أحد أصدقاء "حجازي" رسالة من هاتفه، قائلا إنه على وشك الإقلاع. لكن السيد حجازي لم ينزل أبدا في جنيف. وأضاف التقرير أنه كثيرا ما تعرض الناشطون في مجال حقوق الإنسان للمضايقات من قبل السلطات، وأصدرت هيومن رايتس ووتش تقريرا الأسبوع الماضي اتهم الشرطة وقوات الأمن بالتعذيب والانتهاكات. استقطاعات أمريكية ورأت أن استقطاع وزارة الخارجية الشهر الماضي 300 مليون دولار كمساعدات سنوية لمصر، كرد جزئي على قانون الجمعيات الأهلية الذيوصفته بال"قاس"، وقعه السيسي في مايو الماضي، يجعل من المستحيل على بعض مجموعات الحقوق المدنية العمل في البلاد. وأضافت أن السلطات حظرت الوصول إلى الموقع الإلكتروني ل هيومن رايتس ووتش، فأضافته إلى قائمة تضم أكثر من 400 موقع محظور في البلاد منذ يونيو، ردا منها على تقرير "رايتس ووتش"، الذي استند إلى مقابلات مع 19 معتقلا سابقا، اتهموا الشرطة وقوات الأمن المصرية بارتكاب التعذيب وغيره من الانتهاكات الجسيمة. كما هاجم مسؤولون ومنافذ إعلامية موالية للحكومة هيومن رايتس ووتش، التي ردت بإتاحة نسخ من التقرير عن طريق مواقع إلكترونية لم تعترض الحكومة المصرية عليها. ريجيني مستمر وقال رئيس الوزراء الايطالى باولو جنتيلونى أمس الأربعاء إن تحقيق ريجينيى يظل "واجبا للدولة"، كما وانتقد والدا ريجيني قرار إيطاليا بإرسال السفير إلى القاهرة، قائلا إن الحكومة استسلمت نفوذها الرئيسي ضد السيسي. وقال مسؤولون إيطاليون إنهم بحاجة إلى وجود دبلوماسي كامل في القاهرة للمساعدة في حل القضية، حسب "نيويورك تايمز". وتعود قضية ريجيني، التي أصبحت إحساسا لوسائل الإعلام الإخبارية في إيطاليا، إلى العناوين الرئيسية، حيث تبذل إيطاليا ومصر جهودا مؤقتة لإصلاح العلاقات بعد فترة كدمات. وصل سفير ايطاليا لدى مصر جيامباولو كانتيني الى القاهرة اليوم الاربعاء بعد غياب دام 18 شهرا تقريبا. وسحبت إيطاليا سفيرها لدى مصر في إبريل 2016 احتجاجا على ما أسماه المسئولون الإيطاليون بالعرقلة المصرية للتحقيق في جريمة قتل ريجيني. ويعتقد المحققون الإيطاليون وبعض كبار المسئولين الأمريكيين أن أفراد قوات الأمن المصرية عذبوا السيد ريجيني وقتلوه. https://mobile.nytimes.com/2017/09/13/world/middleeast/egypt-lawyer-disappeared.html?_r=0&referer=