ذكر تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الخميس، أن العديد من اللاجئين المستفيدين من اللجوء في الكنائس اعتنقوا الديانة المسيحية في ألمانيا، ما أعاد الشكوك حول الأهداف الكامنة وراء استضافة اللاجئين منذ البداية وتقديم المساعدات لهم، فيما تصر المنظمات الكنسية الألمانية على أن الدافع كان إنسانيًا وليس تبشيريًا (تنصيريا)، لكن ذلك لم يقنع جماعات إسلامية ولا حتى السلطات الألمانية نفسها وجعل الكنائس في سهام الانتقادات والتشكيك. ويعتبر بكير البوغا -السكرتير العام للاتحاد التركي الإسلامي للشئون الدينية، الذي يعد أكبر منظمة إسلامية في ألمانيا- أن إجبار اللاجئين على اعتناق المسيحية يعد شكلًا من أشكال الإساءة. وقال ألبوغا "هم يرغبون بمنح الخبز في يد ونسخة عن الإنجيل في اليد الأخرى" مضيفًا أن السبب الرئيس وراء عدم تمكن الجماعات الإسلامية من تقديم الكثير للاجئين كما تفعل الجماعات المسيحية هو وضعها القانوني. وتتميز الكنائس الرئيسة في ألمانيا بأنها منظمة للغاية وقريبة من الدولة، ومُنحت منذ وقت طويل حق اعتبارها كشركات عامة يمكنها امتلاك الأراضي، وجمع الضرائب، والحصول على أموال حكومية لتنفيذ مشاريع رعاية اجتماعية، ولم تحصل مساجد ألمانيا والجمعيات الإسلامية على هذه الصلاحيات. وأكد ألبوغا: "تقريبًا جميع الدعم والعمل من أجل اللاجئين يدفع من الحكومة إلى المنظمات الكنسية". بداية الكارثة 2015 وبادرت كنائس ألمانية ومنظمات مرتبطة بها للعب دور مهم في الاستجابة للأفواج المتدفقة من اللاجئين في عام 2015، مع ادعائها فصل الدين عن جهودها وعدم تقديم المساعدات الإنسانية على أساس عرقي أو ديني، خاصة تلك التي تنفذ مشاريع إغاثة ممولة من الدولة. وبعد مرور سنوات على أكبر تدفق للاجئين تشهده البلاد منذ عقود ما زالت بعض الكنائس تدافع بشكل أكثر نشاطًا عن اللاجئين وتؤوي طالبي اللجوء المرفوضين داخلها؛ حتى لا تتمكن الشرطة الألمانية من ترحيلهم بينما تقدم طعونًا قانونية في قضاياهم. نماذج مبكية وفي ألمانيا يعيش 12 طالب لجوء مرفوض في الطابق السفلي من الكنيسة اللوثرية، منهم علي كريمي البالغ من العمر 44 عامًا الذي يمكث في مبنى الكنيسة منذ 6 أشهر تقريبًا، وهرب كريمي إلى ألمانيا بعد سجنه مرتين في إيران بسبب نشاطه السياسي واعتنق المسيحية خلال لجوئه في مبنى الكنيسة. يقول كريمي "أنا أبحث عن معتقد لا يفرض ولا يضغط ولا يقتل". بدوره، أكد القس غوتفريدمارتنز أنه في ذروة الأزمة قبل عامين كانت كنيسته اللوثرية تقوم بالتعميد الجماعي لأكثر من 200 شخص في وقت واحد. وأضاف "ازداد عدد أعضاء هذه الكنيسة من بضع مئات إلى أكثر من 1300 إيراني وأفغاني، جميعهم اعتنقوا المسيحية". الكنيسة تراوغ بالقانون ويخضع اللاجئون في الاتحاد الأوروبي لقانون دبلن، الذي يحتم على طالبي اللجوء تحضير أوراقهم في البلد الذي دخلوا منه إلى الاتحاد الأوروبي، حيث دخل كريمي الاتحاد من خلال إيطاليا لذلك يجب على ألمانيا إعادته إلى هناك وفقًا لقانون دبلن، وهو ما تحاول فعله مع 29 ألفًا من أمثاله، ومع ذلك لم يتم ترحيل سوى 3 آلاف و85 لاجئًا منهم. ومن الطرق المتاحة لتجنب الترحيل هو اللجوء للكنيسة، حيث يعيش أشخاص مثل كريمي داخل الكنائس لمدة 6 أشهر وبعد هذه المدة، ووفقًا للقانون الألماني يسمح لطالب اللجوء بتحضير وتقديم أوراقه من ألمانيا. وتقول شبكة ل"آسيل إن دير كيرش" وهي شبكة من الأبرشيات الألمانية توفر بيوتًا آمنة، "إنه يوجد حاليًا 351 موقعًا للجوء في الكنائس في ألمانيا، وتستضيف هذه المواقع 551 شخصًا من بينهم 127 طفلًا و301 حالة مصنفة على أنها تتبع قانون دبلن، الذي يمكن للشرطة الألمانية من ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين، وهي ظاهرة ازدادت بالنسبة للأفغان بشكل خاص. وحسب تقارير لجأ الكثير من اللاجئين المهددين بالترحيل لاعتناق المسيحية سبيلًا لما يبقيهم في ألمانيا، وتواجه الكنسية انتقادات لاذعة حول صدقية هذا الاعتناق. ولعل التعنت الشديد من قبل الحكومات الأوروبية إزاء اللاجئين قد يحمل في طياته أهدافا تنصيرية، مثلما جرى في ألمانيا مؤخرا، حيث لا يجد اللاجئ الفار بنفسه وأسرته من نير طغيان الحكام العرب في سوريا والعراق ومصر طريقا للأمان سوى اللجوء للكنيسة. وهو الخطر الأكبر الذي ينتظر مسلمو مصر وسوريا والعراق واليمن.. وهو ما قد يفسر الصمت الغربي والأمريكي إزاء استبداد وجرائم الانقلابيين، محاولين تعظيم استفادتهم من الأوضاع سياسيا بإضعاف تلك الدول لتسهيل استيلائها على خيراتها والتمركز في منطقة حيوية بالعالم، ودينيا بتقديم يد العون للاجئين من تلك الدول بدعاوى الإنسانية ونوايا التنصير. وهو الأمر الذي يوجب دينيا ضرورة التحرك لإنقاذ أهل مصر وسوريا والعراق واليمن من خطر الإبادة على يد طغاتهم أو التنصير على أعتاب كنائس الغرب.