حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر- في بيان لها في جنيف اليوم الإثنين- من أن أزمة إنسانية قد تضرب المجتمع المدني الأفغاني، في ظل آثار انعكاسات النزاع المسلح في البلاد، والتي جعلت الصعوبات تتزايد أمام الأفغان العاديين للحصول على الرعاية الصحية، إضافة إلى زيادة معاناة المدنيين من تدهور الوضع الاقتصادي والكوارث الطبيعية والظروف المناخية القاسية، وبما جعل الأمل في المستقبل بالنسبة للمدنيين الأفغان في تراجع بشكل مضطرد. وفي الوقت الذي أعرب فيه ريتو ستوكر، رئيس بعثة الصليب الأحمر في أفغانستان والمنتهية ولايته، عن قلقه العميق تجاه مستقبل الوضع في أفغانستان بعد خمس سنوات قضاها هناك، أضاف أن الصراع المسلح قد اتخذ منعطفا نحو الأسوأ في البلاد، وأن المدنيين الأفغان أصبحوا محاصرين بين العديد من خطوط القتال الأمامية، بعد أن تكاثرت الجماعات المسلحة المحلية بشكل كبير. وشدد ستوكر على أن الأطراف في النزاع المسلح في أفغانستان عليها أن تعمل وبجد؛ من أجل وقف الهجمات على موظفي الرعاية الصحية، وعلى السيارات والمرافق الخاصة بهذا القطاع، وأن تدرك أنه لا يمكن اعتبار تلك الهجمات جزءا من السلوك العادي للحرب. وطالب مسئول الصليب الأحمر أطراف النزاع المسلح في أفغانستان بالعمل لكي تبقى الرعاية الصحية متاحة لكل من يحتاج إليها ودون تمييز، وأن يكون التعامل مع هذا القطاع من منطلق الاعتبارات الطبية والإنسانية فقط. من ناحية أخرى، وفي الوقت الذي أشار ريتو ستوكر- الذي تولى رئاسة بعثة الصليب الأحمر في أفغانستان منذ عام 2005- إلى وجود بعض التقدم في أفغانستان بالرغم من كل التحديات القائمة، وبخاصة ما يتعلق بقدرة الصليب الأحمر هناك في الفترة الأخيرة على نقل دواعي قلقه بشكل مباشر وصريح إلى مختلف أطراف الصراع، وإبداء تلك الأطراف استعدادا أكبر للاستماع وأيضا تنفيذ بعض التوصيات الخاصة بسير العمليات، وكذلك المسائل ذات الصلة بالمحتجزين والأسرى. وقال مسئول الصليب الأحمر: إن اللجنة الدولية تواصل زيارة آلاف الأشخاص المحتجزين ممن هم على علاقة بالنزاع المسلح في البلاد وفي جميع الأماكن، سواء الواقعة تحت السيطرة الأفغانية أو الدولية". ولفت ستوكر في هذا الصدد إلى قلق اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن يؤدي انسحاب القوات الدولية من أفغانستان إلى خفض التمويل المتاح للحكومة الأفغانية، وبما يجعل من الصعوبة الحفاظ على ظروف مقبولة في السجون هناك.