في مثل هذه الأيام من عام 2013 منح عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف ومفتي مصر السابق الدكتور علي جمعة، جنرالات الانقلاب التي أجاز فيها لجنود وضباط الشرطة والجيش قتل المتظاهرين من أنصار الشرعية ورافضي الانقلاب، واليوم يجدد جمعة ذات الفتوى لكن هذه المرة بحق شعب بأكمله هم أهل قطر. وأثار تحريض “جمعة” ضد الشعب القطري غضب النشطاء والسياسيين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين رفضوا بشكل قاطع ذلك التحريض، مؤكدين على حرمة الدم في مصر والخليج، في حين رأى البعض أن جمعة أصبح أداة طيّعة في أيدي عصابة الخليج التي تقودهم الإمارات لتبرير ما يقومون به من حصار متعسف ضد دولة قطر.
من التجارة للأزهر
نور الدين علي جمعة محمد عبد الوهاب ولد فى 3 مارس 1952 بمحافظة بني سويف وانتسب إلى جامعة الأزهر في سنة 1979 م بعدما حصل على بكالوريوس كلية التجارة، ثم أكمل مرحلة الدراسات العليا في تخصص أصول الفقه في كلية الشريعة والقانون، حتى نال درجة التخصص الماجستير في سنة 1985 م بدرجة ممتاز، ثم حصل على درجة العالمية الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى سنة 1988 م، تحصّل كذلك على الإجازة العالية ليسانس من كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر عام 1979م، وكان قد حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس عام 1973م.
شغل جمعة منصب مفتي جمهورية مصر العربية منذ 28 سبتمبر 2003 وحتى 2013، وكذلك فهو عضو في مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف منذ عام 2004 وحتى الآن، وأستاذ أصول الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة- جامعة الأزهر، وعضو مؤتمر الفقه الإسلامي بالهند، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
من أساتذته وشيوخه شيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق، استفاد منه ولازمه مدة، فعينه عضوا في لجنة الفتوى، وكان أصغر عضو بها، وذلك بطلب رئيسها الشيخ عطية صقر، عينه باحثا في مجمع البحوث الإسلامية لحضور جميع جلساته ولجانه.
وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لجمعة يطالب فيها جنود وضباط الشرطة والجيش بقتل المتظاهرين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين بحجة أنهم “خوارج”، وجاءت هذه الدعوة خلال كلمة وجهها لجمع من ضباط الشرطة والجيش.
ورغم نفيه مرات عديدة إصدار فتوى بقتل المتظاهرين السلميين، فإن جمعة يصر على أن سلوكيات الإخوان المسلمين وتصرفاتهم تدل على أنهم “خوارج هذا العصر” وأن كتاب الله وتعاليم الإسلام لا تتجاوز حناجرهم.
سجن في السعودية
وجّه د.محمد الصغير، وكيل وزارة الأوقاف المصرية السابق، تساؤلاً لمفتي مصر السابق علي جمعة، بعد أن نَسَبَ تسمية دولة قطر إلى “قطري بن الفجاءة”، أحد رؤوس الخوارج.
وقال “الصغير” في تغريدةٍ له على حسابه في “تويتر”: “هل يملك علي جمعة الشجاعة فيذكر لنا لماذا سجن في السعودية في مقتبل عمره؟ وما علاقة ذلك باحتضان أبوظبي له وتكليفه باختيار ضيوف رمضان سنويا؟”.
كان نشطاء مواقع التواصل الإجتماعيّ، تداولوا مقطعاً مُسجلاً لِ”علي جمعة”، تحدث فيه عن أصل تسمية قطر، زاعماً أن “قطري” كان شاعرًا وفصيحًا وفارسًا وسُميت قطر بذلك الاسم على اسمه لأنه فرّ إليها من العراق وهو أصل عائلة “آل ثاني” الحاكمة لدولة قطر الآن وقتله “الحجاج في طبرستان” بإرسال رجل شجاع له فقتله، مشيرًا إلى أن الخوارج أتعبوا الدنيا حتى أن الإمام “قطري” توفى عام 79 هجرية وبعده بعامين قضي على الخوارج تمامًا ، مؤكدًا أنه أمامنا عامان حتى نقضي على الخوارج الذين في قطر.
جمعة كذاب
وكذّب مؤرخ كويتي رواية علي جمعة حول أصل تسمية دولة قطر؛ إذ وقال المؤرخ عبد العزيز العويد، إن علي جمعة “جاهل”، متابعا: “قطر عرفت بهذا الاسم قبل الإسلام، تنسب لها الثياب القطرية، والإبل القطرية”.
وذكر العويد أن قطري بن الفجاءة اسمه الحقيقي جعونة بن مازن التميمي، مضيفا أنه “ولد في عدان (بالكويت الآن)، ثم انتقل إلى قطر، ولقب بقطري”.
وحول المهلب بن أبي صفرة، الذي قاتل الخوارج، قال علي جمعة إنه من “الإمارات”. قال العويد: “هو أزدي ولد في دبا عمان، فأصله يرجع إلى عمان”.
وحذر العويد من “الذين يستخدمون الدين أو التاريخ” للتفريق بين الأوطان، في إشارة إلى تصريحات علي جمعة، الذي زعم من خلالها أن الإمارات ومنذ مئات السنوات تقاتل الخوارج، فيما قطر تؤويهم وتدافع عنهم.