فر مئات من المدنيين من منازلهم على مشارف غرب مدينة الموصل العراقية، مع انطلاق هجوم القوات العراقية المدعومة من الولاياتالمتحدة لاستعادة غرب المدينة الذي يسيطر عليه تنظيم «الدولة الإسلامية». وأعرب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في وقت سابق، عن قلقه الشديد على 750 ألف شخص من المحاصرين غرب مدينة الموصل. ونقلت الشرطة الاتحادية نحو 200 امرأة وطفل في حافلات أمس الأربعاء إلى بلدة حمام العليل على بعد نحو20 كيلومترا جنوبي الموصل حيث أقيمت مخيمات. وقال النازحون إنهم هربوا من القصف العنيف على قريتين قرب مطار الموصل الذي أصبح الآن في مرمى نيران القوات العراقية وقد يصبح قاعدة دعم للتوغل في المدينة.
وفرق أهالي الموصل شمالي العراق بين نازح يكابد معاناة المخيمات، ورازح تحت وطأة انعدام الخدمات وتحت قنابل الطائرات المسيرة في الجانب الشرقي المستعاد حديثا على يد قوات الحكومة العراقية الموالية لإيران. ولا يختلف الأمران كثيرا، فالمخيمات المنتشرة في شرق الموصل على أطراف مدينة أربيل تحوي أكثر من 14 ألف عائلة -حسب مصدر رسمي- يعانون نقصا في الخدمات الأساسية ومنعا من الخروج إلا للضرورة. ويحرص ساكنو المخيمات على تسجيل أسمائهم لدى إدارة المخيم طلبا للعودة إلى شرق الموصل رغم الخروقات الأمنية والخدمات الهزيلة فيها، إذ يتوجب على النازح أن يسجل اسمه وينتظر عشرة أيام على الأقل حتى يسمح له بالعودة، حسب مقيم بمخيم الخازر (40 كلم شرق الموصل) يدعى سالم. يقول سالم -وهو أحد أفراد عائلة من 8 أشخاص- إنهم أعدوا عدتهم وسجلوا في طابور العودة وأخبرتهم إدارة المخيم أن أسماءهم ستخضع للتدقيق الأمني خوفا من وجود ارتباط بينهم وبين مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. ويضيف سالم، وهو على باب خيمته واضعا يديه في جيبيه ومرتديا قبعة صوفية بسبب موجة برد اجتاحت شمالي العراق منذ يومين، أن جيرانه في حي البكر شرقي الموصل أخبروه أن الخدمات غير متوفرة تماما، لكنه يريد العودة للعمل وإعالة عائلته وتسجيل أطفاله في المدارس.