شارك الرئيس محمد مرسي، اليوم الثلاثاء، فى مأدبة الإفطار التى أقامها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لرؤساء الدول والوفود المشاركة في أعمال الدورة ال67 للجمعية العامة للأمم المتحدة. ووفقا للدكتور ياسر علي المتحدث الرئاسي، فإن الرئيس يعقد عشرة لقاءات ثنائية مع عدد من القادة منهم الرئيس الفرنسي أولاند، ورؤساء وزراء بريطانيا وبنجلاديش وسويسرا. كما حضر الرئيس أيضا الجلسة الصباحية للجمعية العامة للأمم المتحدة، والجلسة الختامية للاجتماعات السنوية لمبادرة كلينتون. فيما سيلقي الرئيس، غدا الأربعاء، كلمة مصر أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما استقبل الرئيس بمقر إقامته بنيويورك وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وتناول اللقاء تطورات الأوضاع الداخلية في مصر، والوضع الإقليمي فى منطقة الشرق الأوسط. كانت وكالة رويترز للأنباء قد أكدت فى تقرير لها عن أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون طمأنت خلال اللقاء الرئيس محمد مرسي أن الولاياتالمتحدة ستمضي قدمًا في خطط لتوسيع المساعدات الاقتصادية، على الرغم من احتجاجات مناهضة لأمريكا ألقت ظلالًا جديدة على علاقات الولاياتالمتحدة مع المنطقة. ونقلت الوكالة عن مسئول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية قوله: إن كلينتون أكدت استمرار التزام إدارة أوباما بتقديم مساعدات عسكرية واقتصادية للقاهرة، كما أن كلينتون قامت بمسعى شخصي لإقناع المشرعين بالإبقاء على المساعدات الأمريكية إلى مصر ودول عربية أخرى في مسارها. وأضاف: بالطبع نحن نتفهم أنه ربما هناك في الكونجرس من تساءلوا بشأن المعونات لكن يوجد تأييد قوي من الحزبين لأن تحقق مصر نجاحًا على الصعيد الديمقراطي؛ لأنه من مصلحة أمننا القومي أن يحدث ذلك. وتابع المسئول: المصريون أمامهم طريق طويل وشاق لإنجاز إصلاحات الميزانية التي ستكون ضرورية، وأن يفعلوا ذلك بطريقة تساعدهم في السير قدمًا بعمليتهم الديمقراطية". وأشار المسئول الأمريكي، إلى إن كلينتون ومرسي تناولًا أيضا مسألة إيران، لكنه أشار إلى أن الولاياتالمتحدة ستتريث في دعم اقتراح مرسي بأن تشكل إيران ومصر وتركيا والسعودية مجموعة جديدة لمحاولة إيجاد حل للعنف في سوريا. من جهة أخرى استقبل الرئيس محمد مرسي رئيسة البرازيل ديلما روسيف، التى تشارك أيضا فى اجتماعات الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث تناول اللقاء عملية الانتقال الديمقراطي الجارية حاليا في مصر، وتجربة البرازيل فى الانتقال إلى مصاف الدول ذات الاقتصاديات الكبرى، وسبل دعم التعاون ونقل الخبرات بين البلدين. كما التقى مرسي بمقر بعثة مصر لدى الأممالمتحدةبنيويورك رؤساء المنظمات الإسلامية والمسيحية واليهودية فى الولاياتالمتحدة من بينهم داليا مجاهد مستشارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشئون الأديان واس جوبيلز. وقال د. ياسر علي: إن اللقاء تم برعاية البعثة المصرية لدى الأممالمتحدة فى نيويورك فى إطار تعزيز الحوار والتسامح والتفاهم بين الديانات؛ حيث أكد الرئيس خلال اللقاء ضرورة قبول الآخر، وتقبل الاختلافات بين الأديان، مشيرا إلى أن الإسلام هو دين التسامح. وأشار الرئيس إلى أن مصر التى نعيش فيها اليوم هى نتاج لتاريخ من الثقافات والحضارات، لافتا إلى أن مصر هي بلد الأزهر الذي يعبر عن الإسلام المتفتح. وتابع الرئيس "إننا نحتاج إلى بذل المزيد من الجهود على المستوى الدولي لإزالة الصورة النمطية السلبية عن المسلمين"، مؤكدا أنه لا بد من الحوار بين أصحاب الديانات لتعظيم النقاط المشتركة وتقليل نقاط الخلاف. ودعا مرسي إلى عدم الأخذ بالمظهر وإنما بالجوهر، وتحقيق التعايش بين الجميع، وعقب الكلمة دار حوار بين الرئيس مرسي وممثلي الديانات الثلاثة. وحول المرأة فى الإسلام، قال مرسي: إنه لا يعرف من أين يأتي الناس بالحديث عن ظلم المرأة فى الإسلام، موضحا بأنه إذا كان الناس فى الإسلام أحرارًا فى الاعتقاد فإنهم بالتالي أحرار فى كل ما هو دون ذلك. وشدد على أن المرأة والرجل في مصر متساوون فى الحقوق والواجبات، كما أن المرأة فى مصر تعمل فى كل المجالات. ونفى الرئيس أن يكون قد طلب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتخاذ إجراءات استثنائية بشأن الفيلم المسىء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، موضحا أنه طلب منه أن يكون هناك إجراء من خلال الكونجرس كما تم من قبل إزاء الإرهاب. وأكد الرئيس مرسي أن مصر دولة مدنية وطنية ديمقراطية دستورية حديثة، حسب وثيقة الأزهر، مضيفا أن مصر تحترم اتفاقيات السلام وتريد أيضا السلام الشامل والعادل، وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم فى تقرير المصير، وقال: "لكن على مدى 33 عاما لم يتحقق شىء". وبالنسبة لسيناء، قال الرئيس مرسي: "إن مصر لديها حساسية إزاء حديث أي دولة أخرى عن سيناء، ونحن مسئولون عن أمن سيناء، وإذا كانت هناك مشاكل فنحن نعمل على حلها". وأضاف أن الشعب المصري حريص على مد جسور الصداقة مع كافة الشعوب ومنها الشعب الأمريكي، وقال: "نقدر لأمريكا دعمها للربيع العربي ولمسايرة الديمقراطية فى مصر"، مشيرا إلى أن مصر تتحرك حاليا نحو مزيد من التعاون القائم على التوازن والمصالح المشتركة، وهى مرحلة تعامل بندية وليس خضوع. من جهته أكد الدكتور ياسر علي حرص الرئيس على استغلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة للقاء أكبر عدد ممكن من رؤساء الدول والحكومات المشاركة، وذلك فى إطار تنشيط العلاقات الثنائية، وتنشيط الاستثمارات المشتركة بين مصر وكثير من دول العالم. وأشار إلى أن كل جولات الرئيس الخارجية والجهد الذي يبذله على المحيط الإقليمي والدولي إنما يستهدف في الأساس تحقيق مصلحة المواطن المصري، ودفع عجلة الاقتصاد المصري، واستعادة دور مصر الإقليمي والدولي.