قال الكاتب الصحفي وائل قنديل، إننا أصبحنا خلال عهد السيسي، في زمن"امسك حقوقي" و"اترك حرامي" يتحكم في مستقبل مصر ويعطي شعبها دروسا في الوطنية والأخلاق والقيم الإنسانية، موضحا أن الناشطين أصبحوا في مجال الحريات وحقوق الإنسان يتحسسون رءوسهم. وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الجمعة، أن مصر تعيش، مع عبد الفتاح السيسي، حالةً مشابهةً لأجواء النازية، في أوج اشتعالها، عندما كان غوبلز وزير دعاية النازي، يقول "كلما سمعت كلمة مثقف تحسّست مسدسي". وكشف أن حالة السعار السلطوي ضد الحريات وحقوق الإنسان بلغت مستوياتٍ غير مسبوقة في تاريخ القمع، خلال الشهور القليلة الماضية، وشملت خليطاً مخيفاً من أعمال المداهمة والغلق والمصادرة والتحفظ على الأموال، والمنع من السفر والضبط والإحضار والحبس، ثم الخروج بكفالات، في ظل "تسونامي" من التحريض والكراهية، ينطلق من جميع النقاط الإعلامية التابعة للسلطة العسكرية. وأوضح قنديل أنه في هذه الحالة من هستيريا الوطنية الفاسدة، شديدة الرخص والابتذال، تحلّ صيحة "امسك حقوقي" محل "امسك حرامي"، ليرفع الستار عن كبار لصوص المال العام، بموجب أحكام القضاء بعد ثورة يناير 2011، متألقين في المناسبات العامة، بينما الأوغاد المدافعون عن إنسانية البشر وخرائط الوطن يتكوّمون على بلاط الزنازين الباردة، منهم من يفقد البصر، وتتيبس أطرافه. واختتم مقاله قائلا: "ولن أملّ من تكرار كلمات آخر الحقوقيين الكبار، أحمد سيف الإسلام، عن مذابح رابعة العدوية وما سبقها وما تلاها. كان الهدف منها هو إنهاء عصر الجماهير، من خلال تنفيذ ما من شأنه تآكل وتضاؤل وزن الجماهير، كقوة محركة في العمل السياسي، في المستقبل، وهو ما ستدفع ثمنه كل القوى السياسية، وليس فقط الإخوان".