كشفت صحيفة موالية لسلطات الانقلاب عن موجة غلاء جديدة ضربت الأسواق، حيث شهدت السلع الغذائية ارتفاعات جديدة تضاعفت بشكل كبير، فقد ارتفعت أسعار الدواجن «%100»، والخضروات «50%» ومواد البناء «80%»، وسط شكاوى المواطنين من عجز النظام وعدم قدرته على ضبط الأسعار أو توفير السلع. وتحت عنوان "موجة غلاء جديدة تضرب الأسواق.. والمواطنون يلجئون ل«التقسيط»، سلطت صحيفة «الوطن»، في عدد الثلاثاء، الضوء على الارتفاع الجنوني لأسعار السلع، وانعدام الرقابة الحكومية على الأسواق، بمنح التجار فرصة لاستغلال المستهلكين، برفع الأسعار دون رقيب، واضطر الأهالى فى بعض المحافظات إلى شراء احتياجاتهم الشهرية بنظام «التقسيط»، وسط مطالبات بإقالة الحكومة التى عجزت عن حماية المواطنين من جشع التجار. ولا شك أن الصحيفة تحمل الحكومة المسئولية، متجاهلة أن المسئولية الأولى تقع على قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وهو ما يكشف عن توجهات هذه الصحف بتحميل مجلس الوزراء المسئولية، رغم أنهم مجرد سكرتارية ينفذون الأوامر والتعليمات والسياسات التي يقررها السيسي وأجهزته الأمنية. وقالت الصحيفة، إن أسعار الدواجن ارتفعت في الغربية من 17 جنيها إلى 35 جنيها للكيلو، و120 جنيها لكيلو اللحوم، إلى جانب زيادة أسعار الخضراوات بنسبة 50%، و80% لمواد البناء. وفى كفر الشيخ، تراجع الإقبال على أسواق التجزئة ومحال تجارة الجملة، واشتكى المواطنون من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، إضافة إلى وجود عجز فى السلع التموينية، واتهموا الأجهزة التنفيذية بالتقاعس عن ضبط أسعار السلع رغم تصريحات اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، بفتح منافذ للبيع للحد من جشع التجار. وقال علي أحمد، من أبناء مدينة كفر الشيخ: إن أسعار السلع الأساسية والضرورية ارتفعت بنسبة تزيد على 70%، مشيرا إلى أن نقص السلع التموينية، خاصة السكر والزيت، وقلة كمياتها المعروضة، اضطر الأهالى للجوء إلى السوق الحرة لتدبير احتياجاتهم اليومية، لافتا إلى أن بقال التموين رفض إعطاءه «زيت وسكر وأرز» بحجة نقص الكمية المورّدة إليه. وأضافت نورا إبراهيم، ربة منزل، قائلة: «مش لاقيين سكر، والأسعار بقت نار، حتى كيلو الطماطم، الأساسية فى كل وجبة، ارتفع سعره إلى 6 جنيهات، والزبدة البلدى ارتفعت من 45 جنيها للكيلو إلى 55 جنيها، وكذلك السمن النباتى من 30 جنيها للعبوة زنة 2 كيلو إلى 50 جنيها لنفس العبوة، وارتفع سعر كيلو الزيت من 22 إلى 28 جنيها للكيلو.. مبقيناش نشترى اللحمة بعد ما وصل سعرها 130 جنيها، واللحوم المجمدة ب75 جنيها، هنجيب منين؟». وقال علي المزين، موظف: إن "الراتب لم يعد كافيا لنفقات أسبوع، وكان من المفترض أن تزيد رواتب العاملين بالدولة مقابل ارتفاع الأسعار، فالراتب الآن أصبح لا يكفى حاجتنا، ولو استمر ارتفاع الأسعار بدون زيادة الرواتب فلن تكون هناك طبقة وسطى". وأوضح أحمد محمد، صاحب محل تجارى، أن نسبة الإقبال انخفضت بشكل كبير؛ بسبب الحالة الاقتصادية السيئة للمواطنين، مشيرا إلى أن المستهلك يشترى كميات ضئيلة لا تكفى احتياجاته، وأحيانا يلجأ إلى شراء مستلزماته الشهرية بالتقسيط. وفى المنيا، اشتكى المواطنون من ارتفاع أسعار الألبان والجبن والسمن البلدى والفاكهة؛ بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف والأسمدة ومستلزمات الإنتاج الزراعى وإيجارات الأراضى، وقال عبد الغنى نور "مزارع": إن "قطعة الجبن البلدى وصلت إلى جنيه ونصف الجنيه بدلا من جنيه، ووصل رطل السمن البلدى إلى 40 جنيها مقابل 30 جنيها قبل شهر واحد، كما ارتفع سعر البيض البلدى بواقع جنيه وربع الجنيه للبيضة الواحدة، وسجل سعر بيض المزارع 175 قرشا للواحدة"، وأرجع ذلك إلى ارتفاع ثمن الأعلاف بشكل جنونى وإيجارات الأراضى الزراعية للعام الجديد، حيث ارتفع إيجار القيراط الواحد إلى 250 جنيها بدلا من 190 جنيها، ولفت إلى أن أسعار الأدوية البيطرية تضاعفت فى غضون شهر واحد، ما دفع الفلاحين إلى رفع أسعار منتجات الألبان؛ لعدم تعرضهم لخسائر كبيرة. وطالت زيادة الأسعار السلع الغذائية الأساسية، خاصة البقوليات، حيث أكد مدحت عمار، حارس عقار، أن سعر كيلو العدس قفز إلى 30 جنيها قبل نحو أسبوع، كما ارتفع سعر الفاصوليا الجافة، فضلا عن زيادة سعر الفول البلدى إلى 13 جنيها بدلا من 10 جنيهات، لافتا إلى أن بعض البقالين يستغلون انعدام الرقابة للتحكم فى السوق ورفع الأسعار. وفى سوهاج، سجلت أسعار اللحوم البلدية 120 جنيها للكيلو، وارتفعت أسعار الشاى بشكل كبير، حيث وصل سعر الكيلو إلى 80 جنيها، والعدس إلى 45 جنيها، والأرز إلى 10 جنيهات، بينما وصل سعر علبة السمن النباتى 2 كيلو إلى 40 جنيها، بينما لم تطرأ أى زيادات على أسعار الملح منذ تعويم الجنيه، وظل سعر كيس الملح على حاله يباع مقابل نصف جنيه، ليبقى الملح هو السلعة الوحيدة فى الأسواق التى لم تطلها نار الأسعار.