أكد عبداللطيف المناوي، مساء الأحد، استقالته بشكل رسمي من قناة (الغد العربي) الممولة كما صحيفة اليوم السابع، من الرجل الأمني الفتحاوي محمد دحلان، المستشار الأمني لمحمد بن زايد، التي ترأسها لما يقرب من عام ونصف العام؛ على خلفية الأزمة التي حدثت مؤخرا بينه وبين إدارة القناة بشأن اللافتات الدعائية التي أظهرت الأطماع الإيرانية في المنطقة العربية وفي الخليج تحديدا بعد نشر دعاية تحمل صورة لخامنئي وخلفه برجي الفيصلية والمملكة الموجودين بالرياض وأثار استياء واضحا من السعوديين حكومة وشعبا. وبعيدا عن عبارات "السعادة بالتجربة" "و"المهنية" و"المنافسة الإخبارية"، التي كالها "المناوي" الصحفي السابق بالشرق الأوسط السعودية، ومدير تحرير الأخبار في ماسبيرو قبل ثورة يناير، وأحد المتهمين بإيواء ملفات مخابراتية منها اغتيال الفنانة سعاد حسني. قال المناوي "لكن وبعد التطورات الأخيرة يبدو أن الوقت قد حان لترك التجربة لتستمر في اتجاهها مع الوصول إلى نقطة بات فيها صعبا -لدى الأطراف المختلفة- الاستمرار في تولي المهمة.. لذلك قررت أن أنهى علاقتي بها". وانطلقت القناة قبل عام ونصف العام، بعدما انتقل مقرها من لندن إلى القاهرة. صورة خامنئي وطلبت السلطات المصرية في تصريح سابق له نشرته صحف انقلابية منها "المصري اليوم" إزالة صور للطيب أردوغان من الطرق السريعة، فيما لم ينشر عنه أنه طلب منه نفس الطلب من الجهات نفسها بالنسبة لصور مرشد إيران، على خامنئي، على إعلاناتها بطريق المحور المتجه نحو مدينة 6 أكتوبر. وبعض الغضب السعودي، وتوقف أرامكو عن تغطية العجز المصري بالمحروقات، أوعزت السلطات إلى الأزهر ومؤسسة الانقلابي أحمد الطيب، التعبير عن "الاستياء". وقالت "الغد العربي" إن صور المرشد الإيراني، تأتي في إطار دعاية إعلانية لقناة الغد الإخبارية الخاصة، لفيلم يحمل اسم «الإرهابي»، يبثه برنامج «الصورة بكل الأبعاد»، ويعرض على القناة ذاتها، ويتناول سياسات الدولة الفارسية في المنطقة العربية، وفق ما نقلته مواقع إخبارية محلية على لسان مصادر (لم تسمها) بالقناة. وقالت قناة العربية السعودية، عبر موقعها الرسمي أن «السلطات المصرية طلبت من فضائية عربية (الغد) تعمل في القاهرة إزالة صورة على خامنئي، مرشد إيران، من إعلاناتها المنتشرة بشوارع القاهرة". هجوم سعودي وهاجم الباحث السعودي، عبدالعزيز التويجري، هاجم السلطات المصرية، نظرًا لما سماه سماحها بانتشار صور مرشد إيران في القاهرة. وقال في تغريدة عبر موقع «تويتر»: «صورة خامنئي في لوحة لتليفزيون الغد في مصر وفي الصورة برج المملكة وبرج الفيصلية وغيرهما، الذي أعرفه أن اللوحات الإعلانية لا توضع دون ترخيص». مقال المناوي وقبل ساعتين كتب عبداللطيف المناوي في "المصري اليوم" مقالا بعنوان "اعتذار للمستشارة السياسية للسفارة السورية"، ألمح فيه ضمنيا أسباب استقالته وتعلقها بصور خامنئي، ومن قبلها صور أردوغان التي رفعها. وقال "المناوي" منذ حوالى العام، جاءنى اتصال من المستشارة السياسية للسفارة السورية بالقاهرة. وقالت لى -بعد مقدمة من المجاملات المهنية والشخصية- إن هناك أحد الإعلانات التابعة للقناة التى أتولى إدارتها فى شوارع القاهرة، يُظهر الرئيس السورى بشار الأسد، وهو يحتل مساحة ضخمة من الإعلان، والجزء الأخير من الصورة يبين معاناة الشعب السورى من التدمير والتشريد والقتل". وأضاف أن المستشارة اعتبرت الصور مسيئة لبشار، وتظهره بصورة سلبية، وأكمل "فسألتنى عن إمكانية رفع الإعلان من شوارع القاهرة، فأجبتها بأن هذا ممكن إذا قررت فى المقابل التوقف عن تغطية الشأن السورى من دمشق، مع العلم أننا القناة العربية الوحيدة التى تنقل من داخل دمشق، ليس انحيازًا ولكن توازنًا ومهنية". وأضاف -مدعيا المهنية والشرف الصحفي- "يبدو أنها لم تقتنع، وتوجهت إلىَّ بسؤال واضح: هل يمكن رفع الإعلان؟. فاعتذرت لها بالنفى. وقبل أن تنهى كلامها قالت لى: هل تسمح لى أن أسألك سؤالًا: هل تستطيعون أن تعلقوا فى الإعلانات الخارجية إعلاناً يمس زعماء خليجيين، ودولاً خليجية، فأجبتها فى إطار المهنية والحرفية: نعم، فردت بمزيج من الدهشة والاستنكار والتشكيك بتساؤل: نعم؟! شكرًا. وأنهت المكالمة". وأشار إلى صورة أروغان في ظل تبدل حالة العداء مع الخليج إلى صداقة منذ عدة أسابيع، لافتا إلى الإعلان الآخر "يحمل صورة لمرشد الثورة الإيرانية، خامنئى، وهو يلتقط صورة سيلفى مع أبرز معالم دول الخليج، فى إشارة واضحة إلى مطامعه التى لا تخفى على أحد فى دول الخليج، فقامت الدنيا ولم تقعد، واعتبر بعض المسئولين فى دول خليجية أن هذا الإعلان ماسٍّ بهم وبكرامتهم ووطنيتهم وبأمنهم القومى، وأنه إساءة ما بعدها إساءة من دولة كانوا يعتبرونها حليفة، ولم تُفلح معهم محاولات الإفهام، ولكن يبدو أن تلك الأجواء من التوتر والحساسية والتربص سادت، ووصل الأمر إلى خلق قناعة بأن قدرة التعامل والفهم لطبيعة المهنة والممارسة المهنية لدى هؤلاء باتت غير قائمة وغير ممكنة". واعتبر أن هؤلاء لم يتمكنوا "أن يفهموا الأبعاد المختلفة للصورة، لم يستطع هؤلاء أن يتقبلوا فكرة أن تخرج وجهة نظر أو خبر أو صورة أو إعلان لا يتعاطى بشكل كامل مع رؤيتهم ورغبتهم، لم يستطع هؤلاء أن يقبلوا بأن تكون هناك مساحة للاختلاف داخل العلاقات السياسية، مع الاتفاق على الأهداف الكلية، التى لا خلاف عليها بين دول عربية يُفترض أنها فى خندق واحد. وسادت روح التوتر والرغبة فى إثبات قدرتهم على فرض رؤيتهم وتصورهم وفهمهم لطبيعة المهنة، التى لا يجب إلا أن تكون ذات اتجاه واحد هم يرونه". http://www.almasryalyoum.com/news/details/1032558