لا نزكي على الله أحدا.. ولكن الله وعد من يحبه أن يجعل له القبول في الأرض، وها هو الشهيد بإذن الله مهند إيهاب الذي وافته المنية منذ يومين يملأ مواقع التواصل الاجتماعي تكريما وترحما ودعاء له بالمغفرة، بل أكرمه الله بمن يعتمر عنه ليس واحدا أو اثنين وإنما أربعة أشخاص يؤدون عنه العمرة، فمتى يوضع لنا القبول في الأرض؟ مهند، رحل عن عالمنا بعد معاناة من مرض السرطان فى سجون نظام 3 يوليو، لكنه لم يكن الأول، ولن يكون الأخير حسب توقعات متابعين للمشهد، فلا "مصالحات وطنية، ولا تهدئة" حتى الآن. وتوفى مهند، فجر الاثنين، فى أحد مستشفيات نيويورك، بعد رحلة علاج صعبة فى الولاياتالمتحدة من مرض سرطان الدم "اللوكيميا"، بعدما عجز أطباء مصر فى تشخيص العلاج، وعجزت أطرافه عن التنقل من طبيب إلى آخر ومستشفى لآخر دون جدوى. أصيب الشاب بالمرض أثناء وجوده فى السجن، وألقى القبض عليه بسبب مشاركته فى تصوير إحدى المظاهرات التى أعقبت أحداث ال30 من يونيو فى أغسطس 2013، وخرج بعد عدة أيام بسبب حداثة سنه. وعام 2014 قبض عليه للمرة الثانية وظل فى سجن الأحداث بكوم الدكة لمدة 3 أشهر، خرج بعدها على ذمة القضية، وقبض عليه للمرة الثالثة فى يناير 2015، وأودع فى سجن برج العرب بالإسكندرية، أصيب خلالها بمرض سرطان الدم. شاهد.. التدوينة الأخيرة للشهيد "مهند إيهاب" بداية إصابته بالمرض المشكلة بدأت فى شهر مايو 2015، عندما كتب، عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك"، قائلًا: "إنه فى شهر خمسة بدأت أرجع وأنزل دم من مناخيرى وما قدرش أتكلم ومش عارف أمسك حاجة، ومش عارف أدخل الحمام لوحدي، رحت مستشفى السجن قالولى عندك أنيميا، وبعد كده تيفود، ثم قيل لى فيروس فى الكبد، ودونى مستشفى الحميات، ماعرفوش يشخصوا المرض". واستكمل "مهند" فى سرده: "مرة جه والدى وعرف ياخد التحليل ووداه معمل، قالوله سرطان دم، بس بعد كده فضلت لحد ما اتنقلت (المستشفى) "الميري"، وزنى نزل 25 كيلو فى شهر". رحلة علاجه وبدأ "مهند"، يتلقى علاجه "الكيماوي" بالمستشفى الحكومى وهو مسجون، وبعد تدهور صحته، ومع كثرة الشكاوى من أهله، أُخلي سبيله على ذمة القضية أواخر يوليو الماضي، وسافر إلى أمريكا حتى يُعالج. وخاض رحلة علاج صعبة فى الولاياتالمتحدة، إذ خضع لتجربة علاجات جديدة لم تثبت علميًا حتى الآن ثبات عجز العلاجات الموجودة عن التعامل مع حالته، قبل أن يتوفاه الله بأمريكا. ومات مهند خاطف المدرعتين!