* آخر زيادة برواتب الأفراد كانت في عهد مرسي.. والسيسي يشتري ولاءات القادة فقط كتب- جميل نظمي:
تحدثت تقارير إعلامية صادرة بالقاهرة، اليوم، عن تصاعد الغضب داخل دوائر الجيش المصري؛ بسبب سياسات قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، رغم الاغراءات المالية التي يقدمها للجيش وتوسيع إمبراطوريته الاقتصادية.
وكانت الإمبراطورية الاقتصادية للجيش المصري قد توسعت بعد السماح للمؤسسة العسكرية بتأسيس شركات برأس مال محلي أو بالشراكة مع رأس مال أجنبي.
وكشفت مصادر عسكرية لصحيفة "العربي الجديد"، الصادرة في لندن، صباح اليوم، عن وجود أزمة داخل الجيش تجاه السيسي، تصاحبها حالة غضب من سياساته في التمييز "حالة الغضب لا تتعلق فقط برفض تصدير المؤسسة العسكرية مع الشعب، من خلال تعمّد السيسي إسناد حل الأزمات للجيش، ولكنها أمور داخلية"، بحسب المصادر، التي أضافت أن "السيسي منذ وصوله للحكم عمد إلى تمييز القيادات الكبرى في التعاملات المادية بشكل فاضح؛ إذ تقتصر بعض المكافآت وبنود استمارة صرف الراتب، على الرتب الكبيرة فقط دون غيرها".
وتابعت: "سياسات السيسي في التمييز بين الرتب الكبيرة والقادة عن القيادات الصغرى وصف الضباط وما هو أقل، خلقت فجوة بين السواد الأعظم داخل الجيش والقيادات وحتى مع السيسي نفسه".
ولفتت المصادر إلى أن "السيسي لم يُغرق كامل المؤسسة العسكرية بالأموال وزيادة رواتب ومكافآت وزيادة معاشات، لكن الحقيقة أن كل الامتيازات التي يتحدث عنها الناس والإعلام تنصبّ بالأساس على الرتب والقيادات الكبيرة".
وشدّدت على أن "أحد بنود استمارة صرف الراتب في بعض الأسلحة داخل الجيش، كانت مكافآة من عائد نواد وفنادق وقرى سياحية تابعة للمؤسسة العسكرية، وحينما تولى السيسي وزارة الدفاع ثم رئاسة الجمهورية، تم تخصيص مثل هذه البنود للقادة فقط".
وأكدت المصادر أن "الجميع يعلم داخل الجيش وخارجه، أن تمييز السيسي للقيادات الكبيرة، يأتي رغبةً في استمرار ولائهم له، خصوصًا في ظل الظروف المحيطة بالبلاد والأزمات والمشكلات واحتمالية تفجّر الأوضاع الاجتماعية مخلفةً موجةً ثورية جديدة".
وأوضحت أن "بعض الضباط الصغار وصف الضباط والأفراد طالبوا القيادات الحالية بالمساواة في الامتيازات والمنح والمكافآت، وعودة البنود المحذوفة في استمارات الرواتب".
واستطردت المصادر معتبرة أن "الزيادة التي حصل عليها أفراد القوات المسلحة، كانت قبل تغيير وزير الدفاع السابق المشير محمد حسين طنطاوي في عهد الرئيس محمد مرسي، متمثلةً في قرار تحت اسم زيادة جهود أفراد الجيش، وهو ما ضاعف تقريباً الرواتب".
وتابعت أن "رغبة السيسي في ولاء قيادات الجيش جعلته أكثر انحيازًا لها، وهو ما أفقده أي شعبية بين أفراد القوات المسلحة. بالتالي باتوا أقل تأييدًا له، وهذا ليس عاملاً حاسمًا في أي حراك شعبي، ولكنه يؤخذ في الحسبان بدرجة كبيرة".
وأردفت المصادر ذاتها أن "السيسي خصّص مكافآة جديدة لم تكن موجودة في السابق، وهي مخصصة فقط لكل رتبة كبيرة يسبق اسمها كلمة قائد".