• السيسي لرئيس الجمعية الشرعية الراحل: لا تتكلم لا أحب أن أسمع كلامك.. • المراكبي : المعتصمون في رابعة خوارج • حسان: قناتي يا سيادة المشير ليست مع المعتصمين أصدرت "هيئة علماء الثورة" -تشكلت من بعض العلماء الرافضين للانقلاب- بيانا كشفت فيه عن تفاصيل مثيرة وخطيرة عن لقاء وفد العلماء بقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي قبل مذبحة رابعة والنهضة وباقي ميادين مصر في 14 أغسطس 2013، ويكشف كواليس جديدة من مفاوضات وفد العلماء قبل الفض وتخالف في ذات الوقت رواية الداعية محمد حسان بل تفضح سلوكه الانتهازي. البيان ذكر أن حوارا جرى بين الإمام محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية السابق عليه رحمة الله، وقائد الانقلاب أحرج فيه الإمام زعيم الانقلاب وأقام عليه الحجة أمام كل من حسان والمراكبي وباقي وفد العلماء والدعاة. بيان الهيئة الذي حصلت "الحرية والعدالة" على نسخة منه يقول: «خرج حسان من غرفة الرعاية المركزة ليقول إن الإخوان رفضوا فض الاعتصام، وإن السيسي اضطر لذلك اضطرارا، وإنهم يخالفون سنن الله بمعارضتهم ما أسماه هو بالدولة». ويضيف البيان: «من سوء حظه أن رفيقًا له في لقائه المذكور مع السيسي كان قد أدلى بشهادته لعدد من هيئة علماء الثورة أثناء زيارته في مرضه الأخير، هذا الشاهد العدل هو الأستاذ الدكتور محمد المختار المهدي -رحمه الله تعالى- الرئيس السابق للجمعيات الشرعية». تفاصيل اللقاء وحسب البيان فإن الدكتور مختار المهدي قال «إنه في فترة الاعتصام طلب من بعض رموز العلماء غير المحسوبين على الإخوان التدخل، واكتشفت أن الاستدعاء كان لأخذ مباركتنا لما عزموا عليه، وكان ظنهم أننا جميعًا سنكون من طراز حسان.. فوجدتني في هذا الاجتماع مع حسان وجمال المراكبي وأستاذ أزهري -لن نذكر اسمه- وآخرين، وإذا بالسيسي منتفش وبجواره العصار». وحسب الإمام المهدي «بدا حسان -وكان قد عاد من عمرة- قائلاً للسيسي: "والله يا سيادة الفريق ما جاء بي إلى هنا إلا لأني سمعت الناس في الحرم يدعون عليك فهالني هذا.. فجئت مسرعًا إليك وأنت تعلم مدى نصحي وحبي لك".. ووفق البيان: "فرد السيسي: ليدعو من يشاء أنا عارف إني أنا صح وميهمنيش الدعاء، فقال المراكبي: إذا كان الناس يدعون عليك فنحن ندعو لك». الإمام المهدي يحرج السيسي فقال الدكتور المهدي للسيسي: «إن ما فعلته لا يبشر بالخير ولو أردت حل المشكلة.. أخرج الرئيس ولتكن المحاجة علنية والمعتصمون في رابعة لن يبرحوها حتى يعود إليهم رئيسهم». وأضاف: «فقال له السيسي ولرفيقه الأزهري: من أنتما؟ أنا لا أعرفك، أنا أعرف الشيخ حسان والمراكبي من زمان.. انتم مين اللي جابكم؟ وأكد حسان والمراكبي عمق العلاقة التي تربطهما بالسيسي، وجعلا يتذاكران علاقات حميمة اشتملت على لقاءات عائلية ووساطات". وحسب البيان، قال الدكتور المهدي: "فاكتشفت حينها أن الترتيب قديم بين الطرفين، وأنا وزميلي الأزهري جيء بنا لإكمال المشهد».. فقلت للسيسي: إننا علماء إسلام والذي يهمنا مصلحة هذا الدين ومن حقنا أن نرتاب من موقفكم من الدين؛ لأن أول إجراء فعلتموه هو قطع البث عن القنوات الإسلامية -فقط- مثل الناس والحافظ وغيرهما.. وهذا يعد حربًا على الدين ومصادرة على الرأي الآخر". ويضيف المهدي «فقال لي السيسي: اسكت ولا تتكلم مرة أخرى.. ثم قال: إنني أغلقت هذه القنوات لأنها تحرض على الفتنة. سر عودة بث قناة الرحمة وبحسب شهادة الإمام المهدي «وهنا بادر حسان قائلاً: ولكن قناتي _ الرحمة _ لا تبث الفتنة وليست مع هؤلاء المعتصمين. السيسي: نعيد لك قناة الرحمة ولكن على مسئوليتك؟ حسان: نعم على مسئوليتي". وأشار البيان إلى أن السيسي قال للواء العصار : اكتب يا عصار : تعود قناة الرحمة على مسئولية الشيخ حسان فقال الأزهري الآخر: هذه رشوة". السيسي: مفيش حاجة اسمها مشروع إسلامي ونقل البيان: أكمل السيسي قائلاً: مفيش حاجه اسمها مشروع إسلامي ولن أسمح به في المنطقة.. ثم قال: لكم عليَّ ألا أفض الاعتصام بالقوة إلا إذا صدر من المعتصمين إطلاق نار. فقال الدكتور مختار: إذن أنت تنوي أن تفضه بالقوة. قال السيسي: كيف؟ وحسب راوية الدكتور المهدي، قال له: "أنت مسئول عن تامين هؤلاء المعتصمين السلميين أصلاً، وعليك أن تحميهم من الدخلاء والمدسوسين ، وهم إلى الآن وما نعرفه عنهم سلميون. فإذا اندس فيهم حامل سلاح فهي مسئوليتك في المقام الأول ولا تأخذ الجميع بسببه وتجري مذبحة. وهذا الوعد منك لا يجعلنا مطمئنين لأنه يمكن أن يندس بينهم بعض ضباطك ويطلق رصاصة واحدة فتستحل دماء المعتصمين جميعاً، وهذا ما لا نتابعك عليه أو نفتيك به". فرد السيسي -وفقًا للبيان -: "قلت لك لا تتكلم لا أحب أن أسمع كلامك، بل أريد أن أسمع كلام هؤلاء -يقصد حسان والمراكبي- فوافقاه.. بل قال المراكبي صراحة: يا سيادة الفريق إن المعتصمين في رابعة خوارج خرجوا على الحاكم ، وأنا ألفت كتابًا في حرمة الخروج على الحاكم -كأنه يعطيه الضوء الأخضر-.. فطابت نفس السيسي بكلام حسان والمراكبي وعزم على فعلته الشنيعة". مع السيسي من البداية ويكشف البيان أن حسان كان مع السيسي منذ البداية وأن تحركاته إنما كانت تهدف إلى شق صفوف المعتصمين ورافضي الانقلاب.. واستطرد البيان: "ثم رأينا حسان يذهب إلى رابعة بغرض شق الصف محاولاً إقناع المعتصمين بالانصراف ثم يقول لهم: إن السيسي تعهد لي بعدم الفض. ومع عماية الصبح فوجئ المعتصمون بمحاولة اقتحام الاعتصام بالآليات العسكرية، ولم يمض على تعهد حسان ساعات". واختتم البيان: «حسان إذ يتحدث عن سنة حرمة مناطحة الدولة يخطئ مسلك الحسين وسعيد بن جبير وابن الأشعث وزيد بن علي والعز بن عبدالسلام، والنووي، وابن القيم، وابن تيمية، والإمام أحمد، والامام مالك الذي كسرت ذراعه لأجل فتوى أفتاها لم ترق للحاكم ، والإمام أبي حنيفة الذي مات في السجن ، ومن قبلهم أصحاب الأخدود ، وسحرة فرعون، وسيدنا يحيى الذي قطعت رأسه، وزكريا الذي نشر بالمنشار، وغيرهم كثر عبر التاريخ». ويعد الدكتور محمد المختار المهدي عليه رحمة الله أحد أبرز ثلاثة من هيئة كبار العلماء رفضوا الانقلاب صراحة وهم الدكتور محمد المختار المهدي والدكتور حسن الشافعي والدكتور محمد عمارة.