تسبب حكم محكمة القضاء الإداري- الذي قضى بمصرية تيران وصنافير وأبطل اتفاق ترسيم الحدود الذي أبرمه قائد الانقلاب السيسي مع السعودية- في موجة سخرية واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر سياسيون ونشطاء عبر "السوشيال ميديا" أن السيسي بات في موقف شديد الحرج بعد أن فرط وخان تراب الوطن، وباع جزيرتين للسعودية مقابل حفنة من الدولارات، إلا أن حكم القضاء الإداري اليوم فضحه على رؤوس الأشهاد. وعبر موقع "فيس بوك"، تناول نشطاء صورة مركبة بشكل ساخر، قالوا إنها التقطت وسربت من المحمول الشخصي لقائد الانقلاب، تكشف قيام الملك سلمان بالاتصال بالسيسي عشرات المرات بعد حكم القضاء الإداري لاسترجاع أمواله التي حصل عليها السيسي مقابل بيعه الجزيرتين. السيسي- وبحسب الصور الساخرة المسربة- يسمي الملك سلمان عبر هاتفه الشخصي "سلمان رز"، في إشارة ساخرة من النشطاء على أن السيسي ينظر لحكام الخليج على أنهم مصادر للتمويل والدعم أو "الرز"، بحسب وصف السيسي في أحد تسريباته. وبحسب مراقبين، فإن الحكم الذي أصدرته محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، والقاضي ببطلان اتفاقية إعادة ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، التي تضمنت وجود جزيرتي تيران وصنافير ضمن المياه الإقليمية السعودية، وضعت قائد الانقلاب في موقف حرج، حيث أتى الحكم ليضفي شرعية على موقف المعارضين للاتفاقية منذ اللحظة الأولى لإعلانها في أبريل الماضي، وذلك أثناء زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر، الأمر الذي ترتب عليه خروج مظاهرات رافضة للاتفاقية، نتج عنها إلقاء القبض على مئات الشباب والنشطاء بتهمة مخالفة قانون التظاهر، حتى وصل الأمر إلى إصدار أحكام بالحبس 5 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه على 47 ناشطًا، لكن تم تخفيف الحكم والاكتفاء بالغرامة فقط، إلى جانب قرار الإفراج عن عشرات النشطاء الذين أفرج عنهم بعد قضاء عدة أسابيع داخل الحجز. في هذا الإطار، يفتح الحكم الصادر الكثير من الملفات المتعلقة بالاتفاقية، ويجدد حالة الجدل التي أثيرت حولها، منذ الإعلان عن تشكيل حملات لرفض الاتفاقية، من بينها حملة "مصر مش للبيع"، وحركات سياسية رفضت الاتفاقية، واعتبرت الأمر تنازلا واضحا من مصر عن جزء من أراضيها.