بالتزامن مع خطاب الفرافرة الذي هدم فيه قائد الانقلاب معالم وأركان الدولة المصرية، وبالقرب من مقر منصته التي لم يقترب منها سوى مجموعة من العسكر بزي رسمي وبزي مدني وممثلين كومبارس لأدوار الفلاحين.. أعلنت، أمس هيئة الدفاع عن معتقلي سجن الوادي الجديد، دخول نحو 500 معتقل في إضراب مفتوح بسبب سوء المعاملة. وكانت أسر معتقلي "سجن الوادي الجديد"، توجهت بعدة استغاثات حقوقية لإنقاذ ذويهم من التعذيب الذي يتعرضون له يوميا. وأوضحت أسر المعتقلين، في بيان صحفي، في 8 إبريل الماضي، أن ذويهم يتعرضون للضرب المبرح، أو ما يطلق عليه "التشريفة"، بشكل مستمر بعد كل عرض على النيابة أو جلسة محاكمة، ويتم إجبارهم على السباحة في حوض من الطين، ثم النزول إلى "بالوعات الصرف الصحي". وأضاف البيان أن "إدارة السجن تفرض عليهم البقاء بدون ملابس ولا استحمام لمدد تصل إلى عشرة أيام، ويتم إجبارهم على قضاء الحاجة في الطرقات دون سواتر، بجانب منع التريّض أو دخول العلاج". وينتمي المعتقلون بالسجن إلى محافظاتأسوان والبحر الأحمر وقنا وسوهاج وأسيوط، جنوب مصر. وشهد السجن في أوقات سابقة مقتل 13 معتقلا، بسبب التعذيب والإهمال الطبي، فضلا عن تعرض عضو مجلس الشعب المعتقل، محمد يوسف القاضي (73 عاما)، لتعذيب شديد يهدد حياته، حسب تصريحات سابقة للقيادي بحزب الحرية والعدالة أحمد رامي الحوفي. وتشير مصادر حقوقية أنه خلال أقل من 6 أشهر قتل 10 سجناء خلال عام 2015، وعادة ما يتم إصدار قرار بأن سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية. ففي 30 مارس 2015، لقى السجين "سعيد عبدالواحد"-المحكوم عليه 7 سنوات- مصرعه داخل زنزانته بسجن الوادي الجديد العمومي، وبنقل جثمانه إلى مشرحة مستشفى الخارجة العام، وتوقيع الكشف الطبي عليه تبين أن سبب الوفاة إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية وفشل في عضلات ووظائف القلب. وقبل تلك الواقعة بنحو أسبوع لفظ السجين "شحاتة عزيز مقار" 68 سنة، أنفاسه الأخيرة، عقب إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية وعدم وجود شبهة جنائية في وفاته-بحسب الكشف الطبي الموقع عليه، وتحرر المحضر رقم 1971 إداري قسم شرطة الخارجة لسنة 2015. وتكررت نفس الأسباب في وفاة السجين "سيد .ق" في 5 مارس 2015، وكان قسم شرطة الخارجة قد تلقى إخطار من السجن العمومي يفيد بمصرعه، وتحرر المحضر رقم 784 إداري الخارجة. وفي نهاية شهر فبراير 2015 لقي السجين العزب أبوبكر عوض محمد، 46 سنة، مقيم بمركز أرمنت، محافظة قنا ، مصرعه، ويقضى عقوبة المؤبد، بسجن الوادي الجديد، على ذمة القضية رقم 5160 جنايات قنا، لسنة 1999. فيما اختلف التشخيص في وفاة "حمادة عبدالرازق" في 20 فبراير 2015، الذي لقى مصرعه بعد إصابته بنوبة سكر حادة. وقبلها بيومين توفي السجين "أحمد سيد"، أثناء نقله بسيارة إسعاف إلى مستشفى أسيوط الجامعي بعد إصابته أيضًا بنوبة سكر حادة. وفي نهاية عام 2014 لقى السجين "احمد جادو" مصرعه داخل زنزانته ، بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية. كما لفظ السجين "م.ع" روحه، في 21 سبتمبر 2014، داخل زنزانته، بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية بحسب التقرير الطبي الصادر بشأنه. وفي 2 سبتمبر 2014، توفي السجين "محمد راشد" للسبب نفسه. فيما تنفي الداخلية في بيانات رسممية اتهامات بالاهمال الطبي، فيما ترجع دوائر الطب الشرعي أسباب الوفاة إلى التزاحم والتكدس وعدم التهوية الجيدة لفترة زمنية طويلة مما يؤثر بالسلب على الجهاز التنفسي. تلك الجريمة الانسانية لم تشر إليها خطابات السيسي أو اعلامه فيما تكتوي أسر السجناء والمعتقلين بنيران الاهمال الطبي وتعذيب ذويهم والتنكيل بهم بالمخالفة لكافة القوانين والمواثيق الحقوقية.