أفاد متعاملون في سوق الصرف المصرية، اليوم الثلاثاء، بأن سعر الدولار يواصل الارتفاع في السوق السوداء؛ حيث قفز اليوم من 10.65 و10.67 جنيهات إلى 10.80 جنيهات. ويواصل سعر العملة الأميركية الصعود في مصر، رغم توالي زيارات وفود إلى البلاد، مصحوبة بوعود بضخ استثمارات كبيرة في السوق المصرية، خاصة زيارتا العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند.
وقال ناصر حماد، مدير شركة صرافة بمنطقة وسط القاهرة، في تصريحات صحفية ، إن سعر الدولار ارتفع اليوم الثلاثاء إلى 10.75 جنيهات وسط عمليات بيع قليلة جدا، وتكاد تكون منعدمة.
وأوضح أن الدولار أصابته حالة جنون، أمس الإثنين؛ حيث ارتفع من صباح اليوم إلى نهايته بأكثر من 30 قرشًا، وواصلت شركات الصرافة رفع السعر لإغراء العملاء ببيع الدولار بدون جدوى.
وأرجع ارتفاع سعر الدولار إلى زيادة الطلب على العملة الأميركية، خاصة من قبل المستوردين، الذين يطلبون الدولار بأي سعر، ومن جانب آخر انتشار شائعات بخفض جديد لقيمة الجنيه أمام الدولار.
وقال أحمد الزيني، عضو مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية: إن الدولار شهد ارتفاعات غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن شركات الصرافة ترفض بيع كميات كبيرة من الدولار مرة واحدة.
وأشار إلى أن المستوردين ينتظرون عدة أيام وقد تصل لأسبوع لتوفير مبالغ من الدولار لإجراء العمليات الاستيرادية، لافتًا إلى أن الدولار قفز إلى 10.80 جنيهات بالسوق السوداء.
ويسمح البنك رسميًّا لشركات الصرافة ببيع الدولار بفارق 15 قرشًا فوق أو دون سعر البيع الرسمي.
لكن غالبًا ما تطلب شركات الصرافة سعرًا أعلى للدولار عندما يكون شحيحًا.
ويبلغ السعر الرسمي الجديد للجنيه في تعاملات ما بين البنوك 8.78 جنيهات، بينما يشتري الأفراد الدولار من البنوك بسعر 8.88 جنيهات.
وقال مراقبون للسوق المصري، إن الارتفاع المستمر في أسعار الدولار يهدد مصر بموجة تضخمية تشمل أسعار كل السلع، تفوق قدرات المواطنين.
وقال رئيس شعبة المستوردين في غرفة القاهرة التجارية، أحمد شيحة، في تصريحات صحفية إن هناك ارتفاعًا كبيرًا في سعر الدولار، منذ بداية الأسبوع الجاري، وإن شركات الصرافة في السوق السوداء تعلل زيادة السعر بارتفاع حجم الطلب على العملات الصعبة، في ظل ندرة المعروض بالقنوات الرسمية.
وأضاف أن ارتفاع أسعار الدولار يسهم في زيادة الأسعار على المستهلكين، وهناك تخوف مع دخول موسم شهر رمضان، الذي يسجل استهلاكا يفوق الفترات العادية بنحو 40% تقريبًا.
ولم تنجح مساعي البنك المركزي، خلال الفترة الماضية، سواء بخفض سعر العملة أو العطاءات الاستثنائية أو إغلاق شركات الصرافة، في القضاء على السوق السوداء، أو حتى تخفيف حدة هبوط الجنيه فيها.
ولفت شيحة، إلى أن استمرار هذا الارتفاع ينذر بموجة تضخمية كبيرة، لا يستطيع المواطن البسيط استيعابها.
وأشار إلى أن أسعار جميع السلع شهدت ارتفاعات غير مسبوقة نتيجة للتراجع المستمر في سعر صرف العملة المحلية (الجنيه)، خاصة أن مصر تستورد أكثر من 70% من احتياجاتها.
وقال عماد عابدين، نائب رئيس شعبة المواد الغذائية في غرفة القاهرة التجارية: إن أسعار السلع الغذائية مرشحة لزيادات كبيرة قبل شهر رمضان المبارك، تأثرا بارتفاع أسعار الدولار.
وأضاف أن السوق شهدت ارتفاعات كبيرة في أسعار السلع الاستراتيجية مثل الأرز والمكرونة والدقيق والبقوليات ومصنعات اللحوم والسكر والزيوت، رغم حالة الركود التي تعانيها الأسواق.
وقال أحمد العناني، عضو مجلس إدارة غرفة الحبوب ومنتجاتها باتحاد الصناعات المصرية: "الدولار هو المتحكم الرئيس في أسعار جميع المنتجات والسلع"، مشيرًا إلى أن البنوك لا توفر الدولار، حتى للسلع الغذائية الاستراتيجية، وأن هناك العديد من البضائع المحتجزة داخل الموانئ لحين سداد قيمتها للموردين في الخارج.