في رأي نشطاء ومراقبين أن الدور الذي يلعبه الإعلامي طارق عبد الجابر مثير للدهشة، بعد ادعائه الإصابة بمرض السرطان، وإعلانه "التوبة" عن العمل مع قنوات دعم الشرعية ورفض الانقلاب العسكري. ولم يُقنع "عبد الجابر" أحدًا بمسرحية إعلان الندم على العمل بقناة "الشرق"، وظهر بوضوح أنه مطلوب منه تأدية هذا الدور بشكل "مسبك"، إلا أن تمثيل "عبد الجابر" كان دون المستوى، وخرج التمثيل مسلوقا كعادة حظ الانقلاب العاثر، الذي مثل مسرحية "عصابة الأجانب" التي اتهم ضحاياها بقتل جوليو ريجيني، وتبين بعد ذلك أنها قصة فاشلة من نسج خيال الانقلاب، تأتي مسرحية "عبد الجابر" الهابطة لتضع نهاية مخبر إعلامي!. ولم ينس مؤلف مسرحية "عبد الجابر" أن يضع بها الكثير من البهارات، عندما صرح "كل التهديدات تأتيني من أرقام خارجية "private"، والبعض الآخر يعرضون عليَّ أموالا طائلة لتحويلها عبر حسابي البنكي في أي مكان موجود به؛ للتراجع عن قرار عودتي إلى مصر وتأييد السيسي". صفعة عبد الجابر لم ينس المشاهد المصري الصفعة التي نالها "عبد الجابر" من كف جندي صهيوني؛ تقديرا له على دوره في التعاون مع "المخابرات المصرية"، الذي اعترف به على موقع صحيفة "اليوم السابع"، أثناء عمله كمراسل للتلفزيون المصري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرًا إلى أن جهاز المخابرات هربه من أمام المقاومة في قطاع غزة، بعد افتضاح كونه جاسوسا، وأمرته بالنزول إلى القاهرة على الفور. وعن علاقة "عبد الجابر" بقناة "الشرق"، التي كانت مملوكة في السابق لرجل الأعمال والمرشح الرئاسي السابق د. باسم خفاجي، قال مالك القناة الجديد الدكتور أيمن نور: إن طارق عبد الجابر حضر من اليونان للعمل في قناة الشرق، بمبادرة وإلحاح منه، واستمر عمله بها لشهور محدودة، وترك العمل، وعاد لليونان، قبل توقف قناة الشرق لأسباب مالية. وفضح "نور" محاولة الانقلاب شراء قناة "الشرق" من مالكها باسم خفاجي، عن طريق "عبد الجابر"، وقال: "تقدم عبد الجابر بعروض لشراء القناة من إدارتها السابقة، إلا أنها محاولة لم تتم". المخابرات حلوة! وأضاف نور "وعندما انتقلت أسهم وإدارة القناة لي شخصيا، كان طارق عبد الجابر قد عاد لليونان، وأسس تلفزيون "الحياة حلوة"، ولم يطلب العودة للعمل ب"الشرق"، ولم نطلب منه هذا الطلب، ولم يحدث أي اتصال إلا عندما اتصل بي لإبلاغي أنه لم يحصل على كامل مستحقاته من الإدارة السابقة، التي قدمت له وللجميع 50% من متأخرات العاملين، كتسوية نهائية للعلاقة بين الشرق القديمة والعاملين السابقين، وقد تسلم طارق المبلغ من الإدارة السابقة، وأُرسل له على اليونان، وانتهت علاقته بقناة الشرق نهائيا، منذ منتصف 2015م وإلى الآن. وأضاف أن "عبد الجابر أقحم اسم قناة "الشرق" في طلبه "العادل" للعودة إلى مصر في الأيام القليلة الماضية، مشفوعة بقصة إصابته بمرض عضال، لم نسمع عن إصابته به إلا من خلال مداخلاته مع بعض القنوات المصرية". وشدد قائلا: "وإدارة الشرق تنبه الزميل ألا يستخدم قناة الشرق وسيلة للبحث عن عمل، أو لإرضاء أي جهة ما". مسرحية بلا جمهور وفي الفصل الأخير من المسرحية- وقبل إسدال الستار على "عبد الجابر"، كما تم إسداله على "عكاشة" من قبل- عبَّر الإعلامي الفاشل، من العاصمة اليونانية أثينا، عن سعادته البالغة بقرار قائد الانقلاب، بالسماح له بالعودة إلى مصر؛ مراعاة لظروفه الإنسانية، وهنا "مربط الفرس"، حيث أراد الانقلاب أن يستخدم "عبد الجابر" لإزالة ما علق بثوبه الملوث بالقمع والانتهاكات والقتل والتعذيب. ومن جهة ثانية، أراد عن طريق "عبد الجابر" أيضا ضرب الإعلام الثوري المعارض للانقلاب، عن طريق تشويه نوافذه والعاملين به، وهو ما جاء بين سطور تصريح "عبد الجابر"، الذي دخل في نوبة بكاء مصطنع، قائلا: أنا النهاردة حسيت إني اتولدت من جديد".