كل من يعبر خط الحدود سنكسر رجله".. تلك كانت تهديدات أحمد أبو الغيط للفلسطينيين، وقتما كان وزيرا لخارجية مبارك، وشددت حكومة المخلوع الحصار على الفلسطينيين، وضاق الحال بالمحاصرين في غزة، فكسروا الحدود للحصول على الغذاء والتموين، وعادوا سريعا إلى ديارهم. أحمد أبو الغيط، الذي وصفته وكالة "رويترز" للأنباء بأنه دبلوماسي بلا إنجاز في مؤسسة بلا مواقف، أصبح أمينا عاما لجامعة الدول العربية، بعد أن دفع قائد الانقلاب العسكري به لهذا المنصب. وبينما رفضت قطر والسودان ترشيح أبو الغيط لهذا المنصب، نجحت كل من مصر والإمارات والبحرين والسعودية في أن يستولي أبو الغيط على أمانة الجامعة العربية، وهي الجامعة التي لم تحرك ساكنا تجاه أي قضية عربية. وقبل ساعات من تنصيبه رسميا أمينا عاما لجامعة الدول العربية، وصفت وكالة أنباء "رويترز" العالمية أحمد أبو الغيط، الرئيس الحالي لجامعة الدولة العربية، بأنه أقل وزراء الخارجية في العقد الأخير إنجازات. وأوضحت رويترز- في مقال نشرته تحت عنوان "أبو الغيط دبلوماسي بلا إنجاز في مؤسسة بلا موقف"- أن وزارة الخارجية المصرية أهدرت في عهده فرصا لا تعوض لمصر، مستندة في ذلك لما جاء في شهادته هو شخصيا. واستهل المقال بمشهد اشتهر به وزير الخارجية الأسبق، في موقف أكثر من مخز، وهو ممسك بيد نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني، بعد أن اختل توازنها عقب انتهاء مؤتمر جمعهما، في ديسمبر 2008، أعلنت فيه أن بلادها ستخوض حربا ضروسا على غزة، لتتحول الصورة الفوتوغرافية إلى "سقطة" لا تزال تطارد الرجل حتى الآن. وتعرض وزير الخارجية وقتها لانتقادات حادة في مصر والعالم العربي، بعد أن ظل محتفظا بثباته وهدوء ملامحه في مؤتمر أعلنت فيه إسرائيل من قصر الاتحادية الاعتداء على قطاع غزة قبل يومين فقط من بدء حرب استمرت 23 يوما، وراح ضحيتها أكثر من 1450 شخصا، وأصيب أكثر من 5450 آخرين. وكان أبو الغيط قد سرد في كتابه "شهادتي" جانبا من تعقيدات السياسة الخارجية لمصر منذ عام 2004 حتى أحداث يناير 2011، قائلا: "يجب أن أعترف أنه كانت هناك صعوبات، وكانت أدوات السياسة الخارجية المصرية كثيرا ما تتنازع مع بعضها البعض، ما أدى إلى إهدار فرص لمصر". وأضاف المقال "سيظل وزير الخارجية المصري الذي خانه التوفيق في العديد من الأحداث، فهو صاحب العبارة الشهيرة عقب 25 يناير "إن مصر ليست تونس"، واصفا توقع انتقال أحداث تونس لمصر بأنه "كلام فارغ". كما سلط الضوء على أزمة مقتل السفير المصري في العراق إيهاب الشريف، في يوليو 2005، أحد أكبر الأزمات التي واجهت أبو الغيط عقب عام واحد من توليه حقيبة وزارة الخارجية المصرية، حيث اتهمه معارضوه ب"الجهل"؛ بسبب الدفع بالشريف إلى العراق رغم عمله الدبلوماسي السابق بإسرائيل، والذي جعله هدفا للجماعات المسلحة هناك. وقُتل الشريف عقب أيام من اختطافه على يد أفراد من تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين"، والذي كان يتزعمه أبو مصعب الزرقاوي، وقِيل في بيان أعلنه التنظيم آنذاك، إن مقتل الشريف جاء بسبب عمله الدبلوماسي في إسرائيل، وذلك ضمن مقطع مصور ظهر فيه الشريف معصوب العينين.