سلطت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية الضوء على برامج "التوك شو" في فضائيات الانقلاب العسكري، مشيرة إلى أن فحواها سخيف، ومقدميها ناطقون باسم السيسي. وأشارت المجلة إلى حلقة الإعلامي المؤيد للانقلاب أحمد موسى ببرنامج "على مسؤوليتي"، المذاع عبر فضائية صدى بلد، التي عرض فيها فيديو من "القمر الصناعي"، حسب قوله، لإحدى الضربات الروسية على تنظيم داعش بسوريا، معلقا "يا لها من دقة، انظروا إلى هذه السيارة، وشاهدوا استهداف الصاروخ لها، لا أحد يمكنه الفرار". وقالت المجلة "رغم أن الفيديو كان للعبة "فيديو جيم"، إلا أن موسى قال: "نحن نختلق شيئًا"، واصفة برنامجه بأنه ملخص لسخافة برامج "التوك شو" الشعبية. وانتقلت المجلة إلى إيقاف برنامج خيري رمضان "ممكن" على قناة "سي بي سي"، الشهر الماضي، بعد استضافته تيمور السبكي، الذي اتهم نساء الصعيد بالخيانة، فيما صدر حكم بالحبس ضد ريهام سعيد 6 أشهر بعد إذاعتها صورًا لضحية تحرش جنسي. واعتبرت المجلة أن الأمر لم يتوقف على تأييد مقدمي البرامج لقائد الانقلاب السيسي فقط، بل وصل الأمر لتلقي التوجيهات منه، مشيرة إلى ما قاله أحمد موسى بأنه "سيقول أي شيء يطلبه الجيش منه؛ حبا واحتراما للمؤسسة العسكرية". وأشارت المجلة إلى أن جزءا آخر من الإعلاميين يخلطون بين نظرية المؤامرة ونفاق الانقلاب، لافتة إلى ما قاله الإعلامي عمرو أديب، عن أنه يراوده القلق من أن ضباط مخابرات أجانب يحاولون تدمير البلد، وربما يغتالون السيسي. ورأت المجلة البريطانية أن السيسي وضع الإعلاميين أمام خيارين: إما أن يؤيدوه ويدعموه، أو أن يصمتوا للأبد، مثل ما حدث مع الإعلامي الساخر باسم يوسف ومنع برنامجه، وهو ما رفضه البعض، وانتهى بهم المطاف بالسجون، لتصبح مصر بذلك ثاني دولة في سجن الصحفيين حول العالم بعد الصين". المجلة البريطانية نوهت إلى حديث السيسي بأن مصر "هدف للعديد من المؤامرات الدولية"، مشيرة إلى أن مقدمي برامج التوك شو يقدمون تفاصيل عن تلك المؤامرات. ولفتت المجلة إلى لقاء حسام سويلم، مساعد وزير الدفاع السابق، مع الإعلامي تامر أمين، والذي زعم خلاله أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وراء ثورة يناير، وهي من تتحكم في الأجواء المصرية. وأوضحت "الإيكونوميست" أنه رغم أن كلمات مذيعي التوك شو غالبًا بلا معنى، إلا أنها لها تأثير قوي على الرأي العام المصري، خاصة أن أكثر من ربع سكان البلاد لا يجيدون القراءة والكتابة.