قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن فيلم نائب برلمان السيسي، توفيق عكاشة "الهابط" انتهى في فضاء السياسة المصرية، بعد مخطط الثورة المضادة للقضاء على ثورة يناير برعاية قادة الانقلاب العسكري. وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة"العربي الجديد" اليوم الجمعة- أن الأجهزة الأمنية كان تلقن عكاشة كل ما يريدون ترويجه، من حكايات وفزاعات، لدغدغة الوعي وإعادة تشكيله، موضحًا أن المجلس العسكري الحاكم يعد الجهة الراعية والداعمة لهذا النوع من الإعلام المدمر لخلايا التلقي العاقل، ليتطوّر الأمر فيما بعد، وتقرّر "الأجهزة" طرح عكاشة زعيماً شعبياً لجمهور الثورة المضادة، وتخصص له "ميدان العباسية" منصة لقصف "يناير" وثوارها، بكل أنواع الأسلحة القذرة. وأشار إلى أن مليونيات عكاشة في العباسية اتخذت عنوانا ثابتاً، "مليونيات دعم المجلس العسكري"، على الرغم من أنه لم يكن يحضرها سوى عشرات من البشر، المدفوع لهم، وقد قلت عن واحدة من هذه "المليونيات البائسة" ، مشيرا إلى أن مركبات عسكرية كانت تتوجه إلى الميدان في الصباح، لتوزع أعلاما زاهية، تكاد تكون "مكوية"، ثم تأتي، في نهاية اليوم، لتجمع الأعلام والرايات، حتى تعود إلى توزيعها في مناسبة مقبلة. وقال قنديل: إن عكاشة ظاهرة صنعها العسكر، وبالتحديد عبد الفتاح السيسي، وقد تحدث عكاشة كثيرا عن لقاءاته السرية بالجنرال، واتفاقاتهما الخفية على ترويج شائعات بعينها، بإلحاح، حتى تستقر وتثبت، ولم يحدث أن أحداً كذبه، أو نفى ما يقول، لافتا إلى أنه مع وصول الرئيس محمد مرسي إلى الحكم، بدأت عملية "الاستخدام المفرط للقوة العكاشية"، وتنصيبه متحدثاً رسمياً ووحيداً باسم مشروع الثورة المضادة، حتى أن المخابرات الحربية حينما قررت إطلاق محطة إذاعية "راديو 9090"، كانت تنقل تغطيات حية لكل ما يقوم به عكاشة من وقفات ومؤتمراتٍ تسب الرئيس المنتخب، وتحشد للانقلاب عليه.. والأسوأ أن بعضا ممن كنا نظنهم سياسيين ومثقفين كباراً، لم يعودوا يجدون غضاضةً أو يستشعرون خجلاً من المثول بين يدي "عكاشة" في ستوديو قناته. وأوضح أن التسويق الذي تم لعكاشة جعله يظن أنه مفكر 30 يونيو، وأنه من صنع "دولة عبد الفتاح السيسي"، فحلق به الحلم إلى طلب رئاسة البرلمان، مترفعاً عن المناصب الوزارية الصغيرة التي لم تعد تناسب حجمه، منوها إلى أن عكاشة كان دوره يجسد دورا جديد للوطنية، يقوم على أن أعداء مصر هم " الإخوان وثورة يناير والمقاومة الفلسطينية وقطر وتركيا"، في مقابل "إسرائيل" صديقاً وحليفاً وداعماً وراعياً للنظام الجديد. وكشف قنديل عن أن سر إحراق عكاشة، أو إخفاءه قسريا، بشكل مؤقت، وهو يذهب بمشروع التطبيع والانفتاح على الداعم الصهيوني إلى آفاق غير مسبوقة؟ أن عكاشة رأى وعرف واطلع، أكثر مما يجب، على دقائق العلاقة الخفية بين السيسي والكيان الصهيوني، وكشف منها أكثر من المسموح بكشفه، وتحدث باعتباره شريكاً أساسيا للسيسي في حب إسرائيل، وليس مجرد وسيلة أو مرسال غرام، فكانت النهاية "جزاء سنّمار أو جزاء عكاشة".