هو أحد أبطال موقعة "الأمعاء الخاوية" داخل معتقلات الانقلاب، الذى كسر بصموده عناد العسكر، ونجح فى تصدير قضية المعتقلين السياسيين خلف أسوار مقابر السيسي إلى العالم، حتى نال حريته ليواصل النضال خارج حدود الوطن بفضح مجازر دولة البيادة ويكشف الأهوال التى يكابدها قرابة 40 ألف مصري وراء قضبان الفاشية. محمد صلاح سلطان؛ شاب مصري ساقته الأقدار أن يحط رحاله فى مصر فى أعقاب الانقلاب العسكري قادما من الولاياتالمتحدة، وكان عليه أن يدفع ضريبة رفضه استيلاء السيسي على السلطة فى 3 يوليو 2013، لتقوم مليشيات العسكر باعتقاله من منزله مع مجموعة من أصدقائه بدلا من والده القيادي الإخواني والداعية الإسلامي البارز، لتوجه له بعد 150 يوما من التعذيب والانتهاك النفسي والبدني اتهامات بإدارة "غرفة عمليات رابعة" التي زعمت السلطات تشكيلها لتوجيه تحركات جماعة الإخوان بهدف مواجهة الدولة. سلطان الذى يحمل الجنسية الأمريكية وشارك فى حملة وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض لم يكن ليستقوي بالخارج على وطنه حتى وإن اعتلى الطواغيت رأس السلطة، وقرر أن يكافخ ضد فاشية العسكر رغم اعتقاله فى زنزانة سيئة السمعة تعرف ب"الثلاجة" لا يوجد بها مقعد للجلوس ومظلمة كليا دون وجود نافذة تسمح بمرور بصيص من النور. وحفر الشاب الحاصل على بكالوريوس الاقتصاد من جامعة أوهايو الأمريكية اسمه فى سجلات التاريخ كأطول مضرب عن الطعام فى العالم ب495 يومًا من النضال، كابد خلالها الموت البطيء وتدهور الحالة الصحية وانهيار وظائف الجسم، حتى نجح فى كسر فاشية العسكر ليتم الإفراج عنه فى مايو الماضي، ليعود إلى واشنطن فى رحلة جديدة من الكفاح ضد وحشية الانقلاب خارج حدود الوطن. وفى ندوة دولية نظمتها جامعة "كونكورديا" بمدنية مونتريال الكندية، وبحضور سارة ليا ويتسون المسؤولة ب"هيومن رايتس ووتش"، فضح الناشط السياسي الأهوال التى يتعرض لها الأحرار داخل سجون السيسي، مؤكدًا أنه تعرض لأقسى أنواع التعذيب النفسي والبدني طوال فترة اعتقاله فى مقابر العسكر منذ انقلاب 3 يوليو. وكشف سلطان عن أن مليشيات السيسي قامت بعذيبه بالأسلاك الكهربائية ضمن عمليات تعذيب ممنهج تمارس بانتظام من أجل تعمد إهانة المعتقل وامتهان كرامته وكسر إرداته، مشيرًا إلى أن حراس السجن كانوا يضعون له الشفرات الحادة من تحت باب الزنزانة لكي يقتل نفسه. وأوضح نجل الداعية الإسلامي المعتقل أنه أشرف على الموت 10 مرات في أثناء وجوده في السجن بعد دخوله في عملية الإضراب عن الطعام، مشيرًا إلى أن المعتقلين كانوا يضطرون للنوم على جانب واحد بسبب كثرة أعدادهم داخل الزنزانة وظروف الاعتقال غير الآدمية والحرمان من العلاج والأدوية والطعام والأغطية. وأشار إلى أنه قرر أن يقاوم كل هذا الظلم والاستبداد ووضع لذلك استراتيجية، معتبرًا أن الموت أشرف من أن يُسجن عقله وروحه، معربًا عن اندهاشه في كل مرة كان يصاب بالإغماء أو يشارف على الموت من أنه ما زال على قيد الحياة. وأكد أن هناك 40 ألف معتقل يعانون في السجون أكثر من معاناته السابقة، ويكابدون الموت البطيء داخل المعتقلات بالمعني الحرفي للكلمة، مضيفا: "هم بالفعل يموتون، وأنا كنت محظوظًا عنهم لأنكم اهتممتم بقضيتي والسفارة الأمريكية تحركت.. ولكن هناك الآلاف داخل السجون لا يتحرك من أجلهم أحد". وشدد سلطان على أن سجن العقرب أسوأ بكثير من معتقل جوانتانامو سيئ السمعة، مشيرًا إلى أنه توجد بمصر اعتبارات أخلاقية وسياسية وحياتية تجبر الرافضين لما يجري في مصر على يد عسكر السيسي على الاحتشاد لمواجهة القمع والتعذيب الذي يتعرض له المعتقلون.