صفعة جديدة من العسكر على وجه الشعب المأمور بالتقشف وشرب "البول والغائط"، حيث لم تكد تنتهي تداعيات فضيحة "السجادة الحمراء" الأسبوع الماضي، عقب مرور قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى عليها بحوافره، حتى فاجأ الشعب بموكب ديكتاتوري جديد، تمثل في رتل من سيارات المرسيدس باهظة الثمن تشق طريقها إلى برلمان "الدم". أكدت مصادر صحفية مطلعة داخل مجلس الشعب في تصريحات خاصة ل "الحرية والعدالة" أن تعليمات مشددة صدرت من المخابرات وأجهزة الأمن لنواب العسكر بالتصفيق الحار مع دخول السيسي وإظهار شعبية جارفة في أوساطهم مع تدنيها على أرض الواقع بين عموم المصريين، وعدم مقاطعة كلمة السيسي إلا بالهتاف المعهود "بنحبك يا ريس" والذي درج عليه نواب مجلس الشعب من رموز الحزب الوطني أيام المخلوع حسني مبارك. وقالت المصادر: إن التعليمات أكدت على النواب أن الخطاب لن يتضمن أي فرصة لتعكير صفو خطاب قائد الانقلاب، وهو ما يوضح لماذا أنفق السيسي 4 مليارات جنيه على انتخابات نوابه الذين تم اختيارهم بعناية على مدار أكثر من عامين، ليظهر البرلمان في شكله الأخير بعبارة عن مجموعة من المصفقين والمهللين بحمد الفرعون الجديد، ليخلو البرلمان من أي معارضة حقيقية تهدد أمن عرش قائد الانقلاب أو توجه له مساءلة. وأوضحت المصادر أن رسالة البرلمان اليوم السبت خلال خطاب السيسي، أن هذا البرلمان الذي شكلته مخابرات العسكر من أوله لأخره هو برلمان تابع لقائد الانقلاب، لن يعبأ بغير ما يرضيه، ويثبت أركان انقلابه. وقد عرضت فضائية أون تي في، المملوكة لرجل الأعمال الانقلابي نجيب ساويرس، منذ قليل فيديو وصول السيسي إلى مبنى مجلس نواب الدم، تمهيدًا لإلقاء خطابه الأول عقب الانقلاب العسكري. وتخلل الفيديو مشاهد لمرور موكب مطول من سيارات المرسيدس الفارهة والحراسات الخاصة التي لاحقته، فضلاً عن قيام المدفعية بإطلاق 21 طلقة بالهواء عقب وصوله، والذي كان في استقباله علي عبدالعال، رئيس البرلمان. وكانت سلطات الانقلاب قد أغلقت شارع قصر العيني والشوارع المؤدية للبرلمان، فيما احتشدت قوات كبيرة من الأمن بالقرب من البرلمان وتم وقف الحركة بالمنطقة وأقامت الشرطة حواجز بشارع قصر العيني لمنع مرور السيارات، كما تحولت منطقة وسط البلد والتحرير لثكنة أمنية وكثفت قوات الأمن من وجودها بمحيط مجلسي الوزراء والنواب والشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير وكوبري قصر النيل، وجابت سيارات الانتشار السريع والشرطة شوارع وسط البلد والقريبة من البرلمان.