تمر علينا اليوم الذكرى الثلاثون للمجزرة المريعة في مخيم "صبرا وشاتيلا" الفلسطيني الموجود بجنوب لبنان والذي تقدر ضحاياه بحوالي 5000 شهيد.. أشرف على تلك المجزرة حزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي.. وبالرغم من مرور كل هذه السنوات إلا أن الجناة مازالوا يعيثون في الأرض فسادا دون أن تمتد إليهم يد العدالة، في وقت يؤتمن فيه الخائن ويخون فيه الأمين، ويصبح المعروف منكرا.. والمنكر هو المعروف.. لقد توقف ميزان العدالة في المنطقة العربية منذ عشرات السنين.. ترى بعد ثورات الربيع العربي.. هل تعود كفتي الميزان إلى الاعتدال..؟! استمرت تلك المذبحة لمدة ثلاثة أيام وتتراوح التقديرات بين 3500 و5000 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانيون أيضا، في ذلك الوقت كان المخيم مطوقا بالكامل من قبل جيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي الذي كان تحت قيادة آرئيل شارون ورافائيل أيتان، ودخلت القوات الانعزالية إلى المخيم وبدأت بدم بارد تنفيذ المجزرة التي هزت العالم ودونما رحمة وبعيدا عن الإعلام وكانت قد استخدمت الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم العزل وكانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيم وإنارته ليلا بالقنابل المضيئة. إن مجزرة صبرا وشاتيلا ليست أولى المجازر الصهيونية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، ولم تكن الأخيرة، فقد سبقتها مجازر قبية ودير ياسين والطنطورة، وتلتها مجزرة مخيم جنين، ومجازر غزة، وأن هذه المجزرة أتت انتقاما من الشعبين الفلسطيني واللبناني الذين صمدوا في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية الذي لقنته القوات المشتركة الفلسطينية واللبنانية ومعها الجيش العربي السوري درسا في الصمود والتحدي.