واصلت خسائر القطاع السياحي منذ تفجير الطائرة الروسية أواخر أكتوبر الماضي ارتفاعها بصورة غير مسبوقة تعكس حالة التردي والانهيار التي يقر بها قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وأذرع الإعلامية ولكنهم يتجاهلون ذكرها والحديث عنها أملا ألا تتسبب في زيادة حالة الغضب والاحتقان المشتعلة أصلا في صدور المصريين. وتشير التقديرات المبدئية التى قدرتها منظمات الأعمال السياحية، أن خسائر القطاع منذ أكتوبر الماضي بلغت 15 مليار جنيه، كما تراجعت حركة السياحة في مدينة شرم الشيخ بصورة كبيرة أسفرت عن إغلاق 100 فندق ويدلل على ذلك أيضا أن الحجوزات المستقبلية في المدينة «صفر» بحسب تصريحات صحفية لعاطف عبداللطيف عضو جمعية مستثمري السياحة بجنوبسيناء. وتكشف الإحصائيات التى أعدتها جمعية المستثمرين وغرفة فنادق جنوبسيناء عدة كوارث حقيقية؛ أهمها أن 70% من عدد المنشآت الفندقية بشرم الشيخ أغلقت خلال الشهرين الماضيين فقط على خلفية سقوط الطائرة الروسية يوم 31 من أكتوبر الماضي 2015م، وما أعقب ذلك من إجلاء السياح الروس والبريطانيين. إزاء هذه الكوارث تؤكد بيانات جمعية المستثمرين أن شرم الشيخ تعمل حاليا بطاقة فندقية لا تتجاوز 30% وتم الإبقاء فقط على فنادق قليلة لا سيما تلك المطلة على البحر مباشرة. تعنت حكومي ورغم هذه الكوارث غير المسبوقة، وجَّه مستثمرو السياحة استغاثة إلى قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسى وناشدوه التحرك من أجل إنقاذهم من تعنت بعض الأجهزة الحكومية، التى تطالبهم بسداد ما عليهم من متأخرات تتعلق بالفنادق والشواطئ ومتأخرات لشركات الغاز والتأمينات الاجتماعية وغيرها. ويعترف عاطف عبد اللطيف -عضو جمعية مستثمري السياحة بجنوبسيناء- بانهيار القطاع بسبب توقف الحركة السياحية إلى مصر وشرم الشيخ على وجه الخصوص في ظل استمرار تعليق الرحلات الروسية والبريطانية إلى مصر. إدارات فنادق عالمية تغادر القاهرة كارثة أخرى شهدتها مصر خلال الأيام القليلة الماضية؛ حيث يؤكد عصام الدين عبد الهادي -رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة التعمير السياحي- أن بعض شركات إدارات الفنادق العالمية اتجهت إلى نقل مقارها الرئيسية من القاهرة لدبى بسبب تراجع أعداد السياحة، وانتشار الفوضى وظاهرة الفلتان الأمني. وأضاف فى تصريحات صحفية اليوم أن أولى شركات الإدارة الفندقية، التى بدأت بنقل مقرها الرئيسى من القاهرة إلى دبى هى شركة موفنبيك العالمية لإدارة الفنادق، وتبعتها شركات عالمية أخرى مثل الماريوت، بعد أن كانت القاهرة المركز الإقليمى لإدارة الفنادق بمنطقة الشرق الأوسط. وأشار عبدالهادى إلى أن هذا التوجه، جاء كنتيجة للأحداث التي وصفها بالإرهابية، التى تمر بها البلاد، والتى أثرت على الحركة السياحية الوافدة لمصر بصورة كبيرة. وأضاف عصام عبد الهادى أن شركات الإدارة العالمية كانت تدير جميع فنادقها بمنطقة الشرق الأوسط من القاهرة، إلا أن معظم الشركات، قامت بدون سابق إنذار بنقل مقارها إلى دبى. متوقعا عودتها مجددا إلى القاهرة ولكنه رهن ذلك بعودة الأمن والاستقرار للبلاد. غياب الإدارة ويرى عبد الهادي أن الأزمة التى يمر بها قطاع السياحة حاليا تعكس عدم وجود إدارة حقيقية للأزمة، خاصة بعد أن أصبح دور الغرف السياحية واتحادها العام قاصرا على متابعة الأزمة، حسب تصريحاته. وينتقد عبد الهادى فى حوار مع «مال وأعمال» في عدد اليوم الأحد 17 يناير 2016 ما وصفه ب «تخلى» شركات الإدارة العالمية عن المقصد السياحى المصرى، خاصة أنها تحصل من الإيراد العام لأى فندق تديره من 1 إلى 3% لبند التسويق والدعاية للفنادق فى كل المقاصد السياحية. وأوضح أن هذه الشركات ربحت المليارات من مصر، وطالبها بأن تضحى بجزء من هذه النسبة، فى هذا التوقيت الصعب وتقوم هى بالدعاية لمصر من خلال تخصيص حملة مباشرة عن المقصد السياحى المصرى فى دولها لتحسين الصورة الذهنية مما يعطى انطباعا إيجابيا عن مصر، ويساهم فى عودة الحركة السياحية مرة أخرى إلى طبيعتها بعد الانهيار الكبير منذ أكتوبر الماضي، حسب وصفه. ويرى عبد الهادي أن الأسواق الجديدة تحتاج إلى متطلبات لا تتوافر لدينا، إذ إنها تحتاج فى البداية إلى توافر وسيلة نقل مناسبة وخطوط طيران مشتركة، وإذا فرض ووجدت خطوط الطيران فإنه لا يوجد رحلات كافية بين هذه الأسواق والمقصد السياحى المصرى سواء كانت رحلات منتظمة أو رحلات شارتر. وأشار إلى أن هناك ضرورة إقامة شركة طيران خاصة، باستثمارات مشتركة بين الدولة والقطاع الخاص، يكون هدفها التركيز على الأسواق البعيدة والواعدة مثل الهند والصين على حد قوله. ويناشد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة التعمير السياحي مجلس نواب العسكر مساندة قطاع السياحة في أزمته وتخصيص لجنة للسياحة والآثار تقوم بمخاطبة الحكومة لاتخاذ التدابير الجادة لصالح المستثمرين وقطاع السياحة.