الرئيس التوافقى لرئاسة مجلس الشعب الشرعى المنتخب دورة 2012، هادئ الطباع المبتسم، ورئيس أكبر حزب مدنى فى مصر "الحرية والعدالة"،الدكتور محمد سعد مصطفى الكتاتنى، من مواليد محافظة سوهاج، الذى انتقل للعمل فى وظيفة أستاذ النبات بكلية العلوم بجامعة المنيا. جريمة سعد الكتاتنى لم تكن تلك التى يتم تلفيقها إلى 99% من المعتقلين السياسيين الرافضين للانقلاب العسكرى الدموى منذ الثالث من يوليو 2013، لكنه كان متفردًا؛ حيث كانت جريمة فقط هى "رفض بيان الانقلاب"، الذى دعُيا له قادة حزب الزور وممثل الكنيسة تواضروس وقادة جيش الانقلاب والشرطة وممثلى الأحزاب الكرتونية، لكنه رفض دعوتهم وأصر على موقفه الثابت بأن الرئيس الرسمى للبلاد والمنتخب هو الدكتور محمد مرسى. سعد الكتاتنى، كان دائم التقدم بالصفوف، ويشهد له الجميع بأنه أحد الذين دافعوا عن الحق فى عهد المخلوع مبارك، وكان من بين الذين اعتصم مع أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في مجلس الشعب دعما لغزة؛ حيث كان الاعتصام في (البهو الفرعوني) بمجلس الشعب، الأمر الذى دفع نواب فتحى سرور رئيس المجلس آنذاك لطرح الموضوع للمناقشة في مجلس الشعب. ولم تمر ساعات على الانقلاب العسكرى بقيادة عبد الفتاح السيسى، حتى اعتقل الدكتور سعد الكتاتني، ونائب مرشد الإخوان الدكتور رشاد بيومي في منزليهما بأكتوبر، يوم الأربعاء الثالث من يوليو، بجريمة الرفض والانصياع لمغتصب لرئاسة مصر. ومر على اعتقال الدكتور الكتاتنى -وهو الأستاذ بقسم النباتات بجامعة المنيا- عامين، وتعرض خلالها لتصفية جسدية وقتل بطيء ممنهج وقاتل حتى ظهر فى إحدى الجلسات وقد تغيرت ملامح وجهه الممتلئ لتصبح شاحبة صفراء ورأسه أصبح صمًّا لا يرى فيه إلا البيضاء من شعره. وكانت إسراء نجلة الدكتور الكتاتنى قد كشفت -على صفحتها الشخصية- عن أن سلطات الانقلاب قررت نقل والدها لمستشفى القصر العيني بعد تعرضه لهبوط بالدورة الدموية، كما نفت صدور قرار انقلابي بالعفو الصحي عنه، موكدةً أن والدها آخر من سيخرج من المعتقل بعد تحرير جميع المعتقلين فى سجون مِصْر، وأولهم رئيس الجمهورية الشرعى الدكتور محمد مرسي.