نشر الناشط "هيثم غنيم" تقريرًا مفصلاً مرفقًا عن معتقل "سجن العقرب" والذي يعد مقبرة المعتقلين في مصر؛ حيث يلاقون خلاله أبشع أنواع الانتهاكات. وعبر تقرير منشور له على موقع "نون بوست" قال غنيم "أرسل لي أحد الأصدقاء من المسؤولين عن الملف الحقوقي بالداخل المصري يوم الخميس 10 ديسمبر 2015 رسالة مفزعة عن انتهاكات حدثت بسجن العقرب المصري، تحديدًا فيما يعرف بمبنى H4 وينج 4 وهذا في يومي الثلاثاء والأربعاء 8 و9 ديسمبر في حفلات تعذيب استمرت ليومين ونتج عنها إصابة الكثير من المعتقلين السياسيين وصلت حد الإصابة بالكسور بالإضافة لاعتداءات جنسية".
وتابع قائلاً: "تواصلت مع مصادر خاصة للتأكد من صحة ما حدث، كانت المفاجأة هي التأكيد مساء نفس اليوم على أكثر مما وصلني من حالات مع أسماء لبعض من تم الاعتداء عليهم من المعتقلين وأسماء لبعض الضباط الذين أشرفوا على تلك الانتهاكات".
واستعرض الناشط "هيثم غنيم" خلال التقرير كافة التفاصيل عن سجن العقرب، والتي جاءت كالآتي:
في البداية ما هو سجن العقرب؟ اسمه الرسمي "سجن 992 طره شديد الحراسة" ونشأت فكرته بعد عودة مجموعة من ضباط جهاز الأمن المصري من دورة تدريبية أمريكية في نهاية الثمانينيات.
يقع سجن العقرب في مجمع سجون طره الواقع بمنطقة طره جنوب غرب حلوان بجنوبالقاهرة، وهو أحدث السجون التي تم إنشاؤها داخل مجموع السجون الذي كان أول سجونه بتاريخ 1928 إبان الفترة الملكية في عهد وزير الداخلية الوفدي مصطفى النحاس، وكان هناك حرص حينها أن يطل جزء كبير من السجن على مجرى النيل، ثم تم إنشاء سجون أخرى ليصبح مجمع لأكثر من سجن، فكان آخر السجون التي تم إنشاؤها داخله هو سجن العقرب والذي بدأ بناؤه عام 1991 في عهد وزير الداخلية حسن الألفي في فترة حكم محمد حسني مبارك وتم الانتهاء منه في 30 مايو 1993 ثم افتتاحه رسميًا بتاريخ 26 يونيو 1993 بحضور مساعد وزير الداخلية حبيب العادلي.
وصف السجن اعتمادًا على خرائط القمر الصناعي وشهادات من التقيت بهم بصفة شخصية من بعض أسر المعتقلين الحاليين وبعض المعتقلين السابقين أثناء فترة حكم محمد حسني مبارك أو فترة حكم عدلي منصور وعبد الفتاح السيسي، حاولت رسم صورة لتصميم السجن الداخلي.
1- يقع على بعد 2 كيلو من بوابة منطقة سجون طره الرسمية وله أسوار إضافية خاصة به. 2- مكون من 4 مبان احتجاز رئيسية على شكل حرف H باللغة الإنجليزية، بالإضافة لمبنى إداري مكون من طابقين ملحق به مستوصف طبي مصغر ومبنيين بهم استراحة للضباط ومكتبة ومغسلة ومطبخ مركزي. 3- يقع يمين بوابة الدخول مبنى H1 وH2 محاطين بسور داخلي له بابان للدخول مكون من شبك حديدي وصاج يحجب رؤية من بالداخل عن باحة السجن من الخارج، وهناك ملعب أمام بوابة الدخول، ثم على يسار بوابة الدخول مبنى H3 وH4 محاطين أيضًا بسور داخلي مكون من شبك حديدي وصاج يحجب الرؤية. 4- مباني كل H مكونة من دور أرضي به زنازين الاحتجاز وقبو تحت الأرض تمتد فيه مواسير المياه والصرف وهناك ممر عرضي يربط بين H1 وH2 وممر عرضي يربط بين H3 وH4. 5- كل H مكون من 4 وينجات "عنابر" بكل وينج عدد 20 زنزانة احتجاز أبوابها حديد صب وعدد 3 زنزانة أبوابها أسياخ حديد طولي تسمي "زنزانة مصبع" وعدد 1 زنزانة باب حديد صب تستخدم كمخزن لتخزين أدوات النظافة وغيره، وغرفة استحمام بها من أربعة إلى ستة أماكن استحمام. 6- الزنزانة مساحتها ما يقارب الثلاثة أمتار في ثلاثة أمتار ونصف وبها حمام إفرنجي صغير مغلف بصبة أسمنتية وحوض صغير بجوارها دون ساتر ومصطبة أسمنتية للنوم، والزنزانة بها باب حديدي به فتحة عرضية تسمى "نضّارة" يتم إدخال الطعام للمعتقل من خلالها وبها فتحة تهوية علوية مغطاة بقضبان وشبك معدني وتطل على ممر خلفي يفصلها عن الفناء الخارجي. 7- فتحات تهوية الزنازين تطل على ممر خلفي بها فتحات تهوية تقع بشكل يعاكس فتحات تهوية الزنازين بحيث يصعب رؤية السماء من خلالها. 8- الممر الداخلي بين الزنازين في كل وينج عرضه ما يقارب مترين وسقف الوينج به ثلاث فتحات يدخل منها أشعة الشمس للمر الداخلي فقط. 9- المبنى بالكامل من حوائط داخلية وخارجية وسقف وأرضية الزنازين وأيضًا القبو مصبوب ومكون من الخرسانة المسلحة. 10- في كل H تقع ساحات للتريض بحيث يتم إخراج المعتقلين بها كي يتعرضوا لأشعة الشمس، وهناك 4 ساحات بين كل ضلعين من أضلع أحرف H يفصلها سور طولي بالطول بدون بوابات بينما السور العرضي به بوابات كي يتم توزيع المعتقلين على الأربع ساحات تريض. 11- هناك ممر خلفي يمر بكل وينج خلف كل الزنازين يتم الصعود إليه ببضعة درجات ويتم من خلاله التجسس على المعتقلين ورصدهم دون أن يشعروا. 12- هناك باب صلب يقع في الممر الخلفي لكل وينج ويفتح على الخارج. 13- هناك موقعان لزيارات المعتقلين عبارة عن غرفة الأولى في الممر الواصل بين H1 وH2 والثاني بين H3 وH4 ولغرفة الزيارة ممر منفصل خارجي لإدخال الأهالي وتتم الزيارة عبر حائلين زجاجيين وعبر الهاتف. 14- لسجن العقرب سور أسمنتي خارجي طوله يقارب ال7 أمتار من الخرسانة المسلحة المدعمة وبها أبراج حراسة، وهناك سور آخر من الحديد والسلك الشائك، وهناك خندق حديث يتم حفرة لا يعرف هل هو لسور جديد أم زيادة تأمين، هذا بخلاف منطقة تقارب المترين أو ثلاثة مفروشة بالزلط لإحداث صوت في حالة الحركة عليها. 15- بوابات السجن مصفحة من الداخل والخارج، وتقع جميع مكاتب الضباط والمسؤولين عن السجن خلف قضبان وحواجز حديدية مغلقة.