جاءت الجولة الأولي من مسرحية انتخابات برلمان العسكر فاضحة للسقوط المدوي لدولة الانقلاب وكاشفة للشعبية المصطنعة والهالة المزيفة ل عبدالفتاح السيسي، بعدما ظهرت اللجان خاوية على عروشها، وعجزت اللجنة العليا للانتخابات عن تزوير الأرقام بشكل يداري على نكسة خارطة 3 يوليو، فيما فشلت الأذرع الإعلامية فى معركتي الحشد أو التعتيم فلجأت إلى محاولة إعادة تركيب صنم الزعيم المفكك وتصديره المشهد من جديد. معركة البقاء دفعت العسكر لحشد كافة الأذرع الإعلامية من أجل تجميل المشهد القبيح وتبرير النكسة البرلمانية واللجوء إلى صناعة معارك جانبية مصحوبة بضجة إعلامية وصخب مرتفع لشحن الرأي العام بعيدا عن اللجان الخاوية والأرقام الضعيفة، وتمرير تشكيل مجلس النواب فى هدوء. الكاتب الصحفي وائل قنديل وصف السيناريو العسكري للتعتيم على مأساة الانتخابات، باعتبارها محاولة من أن لململة أجزاء الصنم الذي حطمته الجولة الأولى من انتخابات برلمان، أشرف على سيرها بنفسه، ووزّع حصصها على من أراد. وأكد قنديل –فى مقال على موقع "العربي الجديد"- أن محاولة إنقاذ السيسي فى غرفة الإنعاش، دفعت الأذرع الإعلامية للخروج بصوت واحد بهدف وضع الزعامة المزيّفة على جهاز التنفس الصناعي، في محاولة لإنعاش الوهم، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وسخر الكاتب الصحفي من الاستعانة بذات الوجوه القبيحة من أجل تجميل صورة أكثر قبحا، مشيرا إلى أنه لا فرق بين "الحكيم هيكل" و"قطي أخبار اليوم"، هو المواء نفسه، والمفردات نفسها، في محاولة لضخ المزيد من الوهم في مجاري الوعي المتجلّط على أبواب لجان الاقتراع. وتهكم قنديل من العزف على أوتار الخرافة بعبارات مستهلكة، قائلا: "هيكل شق قلب السيسي ورأى أن "انحيازاته الرئيسية وقلبه في طريق صحيح"، فيما رأى "مطرب الأخبار" وسلفه، أن الزعيم يملك قلب النبي محمد وصاحبه أبي بكر، وأن النظارة السوداء هي لكي لا يرى الفقراء دموعه، وهي تنساب ألماً لأحوالهم، فيما هتك أحد ضباع المعارضة النظامية المصنوعة في كواليس المؤسسة، سر نومه، وأعلن للأمة أن الزعيم لا ينام سوى أربع ساعات، إذ يقضي اليوم كلّه، والليل جلّه، ساهراً للتفكير في أحوال الرعيّة". وأوضح المقال أن الأذرع الإعلامية و"التوك شوز" لصناعة معارك جانبية تلفت الانتباه بعيدا عن السقوط البرلماني، مضيفا أن الهلوسة الأمنية دفعت لتحميل رجل الأعمال الإخواني حسن مالك، مسؤولية الخراب الاقتصادي المتمثل في انسحاق الجنيه المصري تحت سنابك الدولار، والإعلان عن العثور على نصف مليار دولار مرصوصة في منزل رجل الأعمال، مستخدمين صورة مزيّفة، تعود إلى العام 2008. وتابع أن لوثة الأفعال دفعتهم أيضاً إلى إغلاق مسجد الحسين، رضي الله عنه، وافتعال بطولة دينية وهمية، ضد طقس شعبي يمارسه المصريون، بحجة التصدي للمد الشيعي، ليبدو الأمر، في النهاية، وكأن الزعيم يقود معركة مقدسة دفاعاً عن صحيح الدين والعقيدة، معقبا: "السؤال هنا: أين كانت الغيرة على صحيح الدين والمعتقد والاحتفال بذكرى "سيدنا الحسين" و"السيدة زينب" يتحوّل إلى ساحة لتوزيع استمارات "تمرّد" تمهيداً للانقلاب". وأضاف: "إنهم لا يقدمون جديداً، حيث يُستعاد الكلام التافه عن رغبته في جعل "مصر قد الدنيا"، بينما الجميع يعلمون أنها تتضاءل وتنخفض وتتقزّم، بفعل إدارة سفيهة، يدرك النافخون فيها والمروّجون عبقريتها أنها فاقدة القدرة على التفكير والفهم والفعل، وأنها باتت عالة على الإنسانية". ولخص قنديل المشهد فى ختام مقاله على لسان هيكل، "إن مصر تعيش حالة "صخب انتظار الصوت الموجّه حتى دخول أحدهم بهيبته"، وهذا "الأحد" بالطبع هو السيسي، ولا سواه، والذي يحتاج إلى حزب "لا بد أن يكون للرئيس أناس حوله شبه حزب من خلال جبهة وطنية أو تحالف يقوده". هكذا يشرح، قبل أن يضيف "الرئيس يجب أن يضع شروط دعمه"، الفكرة نفسها، يروجها آخرون، من أتباع هيكل، في تناغم لافت، وإن اختلفت المداخل، للحيلولة دون سقوط الصنم.