واصل الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية, سرقته نصوصا من كتب ومؤلفات من يناهضهم فكريا ونسبها إليه، فبعد أن تداولت الصحف ذلك بالأدلة على نقله - دون إشارة - من كتاب "فى ظلال القرآن" لسيد قطب، فى مقاله المنشور بإحدى الصحف اليومية مؤخرًا. ورغم ما أثاره المفتى من الجدل الواسع لسرقة فقرات كاملة من كتاب سيد قطب، إلى حد وصف معه البعض ما حصل بأنه "تعد على حقوق الملكية الفكرية"، وخروج "علام" ليدافع عن نفسه بأنه تعمد ذلك، حتى يكشف للقارئ "أنه يمكن أن يقرأ المقال ولا يشعر بفرق بين ما هو كلام العلماء وبين ما كتبه المؤلف لكتاب الظلال؛ ليغطى به تشويهات قصد أن يبثها فى هذا الكتاب وتستخدمها الإخوان غطاء لهدم مصر"، إلا أنه استمر فى النقل دون إشارة إلى المصدر، وكان هذه المرة من كتاب "أخلاقيات الخلاف" للداعية السعودي، الدكتور سلمان العودة. وفى ختام مقاله المنشور بجريدة "الأهرام"، كبرى الصحف الحكومية فى مصر، تحت عنوان "كيف ندير خلافاتنا؟" http://www.ahram.org.eg/NewsQ/408237.aspx
يقول علام "بقى أن أشير إلى مجموعة آداب يجب أن يتحلى بها المختلفون فى اختلافاتهم، ولعل أهمها الإنصاف والذى يعنى أن تضع نفسك مكان خصمك، وأن تنزل الآخرين منزلة نفسك، وأن يدرك المختلفون أنه لا إنكار فى مسائل الاجتهاد المختلف فيها، وضرورة التحفظ عن تكفير فرد بعينه أو لعنه، حتى لو كان من طائفة، أو كان من أصحاب قول، يصح أن يوصف أنه كفر، ثم على الجميع أن يأخذ الآخر بالظاهر، والله يتولى السرائر، والنبى صلى الله عليه وسلم يقول:( إنِّى لَمْ أُومَرْ أَنْ أَثْقُبَ قُلُوبَ النَّاسِ، وَلاَ أَشُقَّ بُطُونَهُم)".
وهذه الفقرة السابقة منقولة من مقال سلمان العودة المنشور على موقعه "الإسلام اليوم" من كتاب "أخلاقيات الخلاف". Www.islamtoday.net/salman/mobile/mobartshows-28-2816.htm وذلك تحت عنوان "الإنصاف"، كما نبين على النحو التالي: والذى يقول فيه: "الإنصاف خلق عزيز يقتضى أن تنزل الآخرين منزلة نفسك فى الموقف، والإنصاف ضرورة، وله قواعد منها: فى مسائل الاجتهاد لا تأثيم ولا هجران، وهذا ذكره ابن تيمية -رحمه الله- وهذا مذهب أهل السنة: أنهم لا يرون تأثيمًا لكل من اجتهد فى المسائل كلها من غير تفريق بين الأصول والفروع، فمن استفرغ وسعه فى معرفة مراد الله عز وجل، وكان أهلًا لذلك، فإنه لا يأثم بهذا الاجتهاد بل هو بين أجر وأجرين، فلا تأثيم فى مسائل الاجتهاد، ولا ينبغى أن يكون ثمت تهاجر بين المؤمنين.