انتقد الكاتب الصحفي وائل قنديل، توقيف السلطات الألمانية للإعلامي بقناة الجزيرة احمد منصور، بناء على طلب من سلطات الانقلاب. وتساءل قنديل في مقاله بصحيفة "العربي الجديد" بعنوان "بنت المثالية اصطادت احمد منصور"، عما إذا ما كانت صفقة الجنرال الذي يحكم مصر مع الشركة الألمانية التي توشك على الإفلاس، والتي تمت برعاية المستشارة أنجيلا ميركل، ليس تتضمن في أحد بنودها اصطياد الإعلاميين المصريين المعارضين لحكم السيسي، وتسليمهم إلى القاهرة، أم لا.
وأضاف أن كل ما نعرفه أنه جرى توقيف أحمد منصور، بالتزامن مع استمتاع المشاهد الصهيوني بالحلقة الثالثة من التمثيلية المهداة (حارة اليهود) من جيش السيسي الفني إلى الجمهور الإسرائيلي، وهي لحظة جديرة بأن يشكر فيها الإسرائيليون قاهرة السيسي وبرلين ميركل معاً.
وأكد قنديل أن الطريقة التي تمت بها عملية اصطياد أحمد منصور في ألمانيا تحمل قدرا مخيفا من "اللاأخلاقية"، على نحو يجعلها أقرب لشغل عصابات المافيا، من انتمائها لإجراءات وقوانين دول، ذلك أنه دخل بشكل طبيعي، وحاور كبار السياسيين، ومكث خمسة أيام في برلين، ثم حين عودته برز له في المطار من يلقون القبض عليه، بناء على مذكرة من سلطات الانقلاب والذي كانت ميركل تخجل من اللقاء به، وتفر من إلحاحه على زيارتها، حتى كانت صفقة الاثنى عشر مليارا من الدولارات. وتابع: إن ميركل، تعلم كما تعلم الحكومة الألمانية، يقينا، أن القبض على أحمد منصور عمل ينتمي إلى عالم الصفقات والبزنس، ولا يستند إلى قانون مادي أو أخلاقي ، ومع ذلك، أقدمت على هذه الخطوة المشينة لقيم ألمانيا "بنت المثالية"، على نحو يثير الأسى على أمم جاء عليها وقت، لكي يحكمها أشخاص يلعقون ماضيها، ويهدرون تاريخها وإرثها الحضاري، من أجل دعم أوغادٍ يمارسون جرائم ضد الإنسانية.