غموض كبير يلف عملية إجلاء 27 من الرعايا الإثيوبيين من ليبيا التي أعلنت سلطات الانقلاب قيامها بها سواء من حيث هوية الخاطفين أو ملابسات العملية، وسط تأكيد مصادر ليبية بدور كبير لرجل الإمارات في المنطقة"محمد دحلان" والانقلابي خليفة حفتر في إخراج العملية في محاولة لإنقاذ السيسي وتحسين صورته بعد أن أصبحت تلاحقة الأزمات فى كل مكان وبات ورقة محروقة بالمنطقة. وفي حين هللت وسائل الإعلام المصرية بالعملية، فضحت وسائل الإعلام الأجنبية زيفها، حيث نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر إثيوبية وليبية تشكيكها في الرواية المصرية؛ مؤكدين أن الرعايا الإثيوبيين لم يكونوا مختطفين حتي يتم تحريرهم؛ وإنما كانوا محتجزين لدى جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعي في ليبيا. وأشارت الوكالة إلى تصريح أحد الرعايا الإثيوبيين للصحفيين في المطار، بأنهم كانوا محتجزين لدى سلطات الهجرة الليبية، وأن السلطات المصرية أخذتهم من هناك. ويري مراقبون أن العملية الغامضة التي أراد بها قائد الانقلاب العسكري إظهار نفسه بأنه حامي الحمي بالمنطقة العربية والقارة الإفريقية، جاءت بنتائج عسكية على الأقل في الداخل سواء من جانب المواطنين ورواد صفحات التواصل الاجتماعي الذين رأوا في العملية تأكيد على فشل سلطة الانقلاب في إنقاذ المصريين الذين تم ذبحهم في ليبيا منذ عدة شهور، فضلا عن تشكيك الخبراء السياسيين في ظروف وملابسات هذه الحادثة وحادثة مقتل المصريين في ليبيا. من جانبه، قال السفير إبراهيم يسرى، مساعد وزير الخارجية السابق: إن الأسباب غير واضحة، ولكن من المحتمل أنها ذات بعد سياسى، متسائلا: إذا كانت مصر قادرة على التوصل إلى حل سلمى دون إراقة الدماء مع عناصر داعش، فلماذا لم تفعل ذلك مع المصريين الذين قتلهم التنظيم من قبل؟، وأشار إلى أنه من الممكن أن يكون سبب فشل الانقلاب فى تحرير الأسرى الأقباط المصريين، أمر متعمد منها، لإيجاد ذريعة للتدخل فى ليبيا ومساندة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وتقويض انتشار جماعة الإخوان المسلمين داخل الأراضى الليبية. وأكد أحمد منسى، الباحث السياسى، تعمد نظام السيسي فى عدم إنقاذ المصريين الذين أعدمهم التنظيم، من قبل، وأن هذا الأمر خلفه مؤامرة سياسية من الدرجة الأولى ، لافتا إلى أن هذا الأمر يوضح وجود علاقة بين الأجهزة المصرية والتنظيم، وقال: إن عملية الخطف قد لا تكون من عناصر داعش من البداية، خاصة أن بعض الفيديوهات التى تبث غير صحيحة، ومشكوك فيها.