أكدت الكاتبة الأمريكية ميشيل دن -كبيرة الباحثين بمعهد كارنيجي لدراسات الشرق الأوسط- أن الأوضاع التي تشهدها مِصْر حاليًا تشبه تلك الأوضاع التي كانت موجودة في 2010 قبيل ثورة يناير، مشيرة إلى أنه حتى الآن لا يوجد برلمان منذ يونيو 2012، وتم استبعاد جماعة الإخوان المسلمين وتهميش الحركات العلمانية بقانون التظاهر وقرارات ظالمة تعمل على هدم الحياة السياسية في المجتمع. تقول "دن" خلال ورقة بحثية لها نشرت بموقع كارنيجي، في عام 2015 تم استبعاد الإسلاميين الذين فازوا في الانتخابات البرلمانية، وتهميش الحركات العلمانية، أما الحركات المرتبطة مع النظام العسكري ورجال نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك فقد عادوا لتصدر المشهد من جديد ويتنافس كل منهما داخل نفس السياج، بحسب رصد. أوضحت "دن"، أن هناك شبهًا كبيرًا بين ما قام به السيسي وما فعله عبد الناصر، بداية بالانقلاب على السلطة وإجراءات تعسفية لتوطيد حكم العسكر، حيث قام الضباط الأحرار باتخاذ عدوًّا وهميًا لهم من البريطانيين، وكذلك السيسي الآن يعتبر الإخوان عدوًا له للاستمرار في الحكم". وأضافت: "السيسي وعبد الناصر استخدما وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الحكومة، وكذلك الثقافة الشعبية لتمجيد أنفسهم والجيش وتشويه صورة معارضيهم، مع تقديم الأغاني الموالية للعسكر مثل تسلم الأيادي"، منوهة إلى أن كلًا من ناصر وسيسي استخدما الثقافة لسرد تاريخ مخالف لما فعلوه من انقلاب. وتابعت: منذ الخمسينيات كانت وظيفة كل رئيس ومن حوله أن يصل أنصاره فقط لصناديق الاقتراع، فقد ألغى ناصر المنافسة السياسية التي كانت قائمة قبل عام 1952، وأنشأ قاعدة الحزب الواحد، ثم تبعه السادات ومن بعدهما مبارك، وها هو السيسي يخطط لذلك من جديد بدعوته لتشكيل قائمة موحدة في الانتخابات. وأبرز البحث سببين وراء ذلك، وهي استمرار التنافس بين العديد من الجماعات داخل الأوساط القومية المؤيدة للسيسي، من أجل مصالح العسكر الاقتصادية، وثانيًا رفض العسكر لوجود منافسين.