دعت صحيفة "نيويورك تايمز" -في افتتاحيتها- إلى ربط المساعدات السنوية الأمريكية التي تقدم للجيش المصري، والتي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار بتحقيق تقدم على مستوى الحريات والديمقراطية، وانتقدت استمرار إدارة الرئيس باراك أوباما في تجاهل القمع الوحشي الذي وصلت إليه مصر، والذي وصفته بأنه أسوأ بكثير من عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك". وأكد الصحيفة -خلال افتتاحيتها بالأمس- أن الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالسيسي كانت "مزورة"، مشددة بضرورة إجراء مراجعة شاملة لطبيعة العلاقة مع مصر في ظل الانقلاب العسكري. وقالت إن ما حدث في مصر يوم الثالث من يوليو 2013 بأنه "انقلاب عسكري". وأضافت الصحيفة -في تقرير لها- أن مشاركة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر شرم الشيخ, نظر إليها البعض على أنها "دعم لاستمرار الانتهاكات في مصر". وتابعت: "رغم أهمية مصر للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، إلا أنها تحولت إلى الديكتاتورية"، محذرة من أن "القمع المتواصل فيها، يهدد بزيادة التطرف، وخروج الأوضاع في المنطقة عن السيطرة". واتهمت الصحيفة قائد الانقلاب السيسي ب"استغلال تطلع الشعب المصري، وتمسكه بالاستقرار، في سبيل تحصين بقائه في منصب الرئيس. وأشارت إلى أن "احتكار السلطة"، الذي تشهده مصر حاليًا، لم تشهده منذ عهد محمد علي باشا، وأشد قمعا مما كان يحدث في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. وتابعت الصحيفة "حكومة قائد الانقلاب أحكمت قبضتها على وسائل الإعلام التابعة للدولة، في حين ينتظر صدور قانون غامض يشدد العقوبات على الأفراد الذين يتلقون تمويلا أجنبيًّا، ويجعل ذلك جريمة يعاقب عليها بالحبس مدى الحياة، بحجة محاربة الإرهاب، وهي الحجة التي استخدمتها الدولة من أجل إعاقة الجمعيات التي تدعو للديمقراطية". وقالت الصحيفة إن جماعة الإخوان المسلمين -التي تصدّرت المشهد السياسي بعد ثورة يناير- يقبع أعضاؤها في السجون حاليا، مع اعتبارها جماعة إرهابية، وهو أمر "غير عادل"، وهو ما قد يجعلهم "عرضة للتشدد"، في وقت تقوم فيه الولاياتالمتحدة بإنشاء تحالف لمحاربة تنظيم "داعش" المتطرف. تعتبر "نيويورك تايمز" -التي تحمل لقب "السيدة العجوز"- واحدة من أهم المؤشرات على المزاج العام لدى النخبة في الولاياتالمتحدة، كما أن الصحيفة تؤثر في صناعة القرار الأمريكي، خاصة المتعلق بالسياسات الخارجية.