حالة من الاستياء والسخرية والاستنكار سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية مسيرة العار والنفاق التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس بمشاركة العديد من الطغاة العرب وعرابيهم في بلاد الغرب للتنديد بحادثة صحيفة "شارل إيبدو" التي راح ضحيتها –وفقا للرواية الفرنسية الأحادية- 12 قتيلا. المسيرة المليونية التي جابت شوارع العاصمة باريس شهدت حضورا لافتا لرئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو قاتل أطفال غزة وسافك دماء الصحفيين في 2014 دون أن يحرك العالم ساكنا على طريقة "يقتل القتيل ويمشى في جنازته"، وعلى مقربة من السفاح العبري في مقدمة الصفوف وقف تلميذه عباس أبومازن رئيس السلطة الفلسطينية الذي لم يتحرك لأطفال وصحفي بلاده في الوقت الذي انتفض للتنديد بمقتل ما أساء للرسول، ولم يغب عن المشهد عاهل الأردن وزوجته بعدما حركته حادثة شارل إيبدو ولم يستنهضه تدنيس المسجد الأقصى. وبغض النظر عن المجازر التي ترتكبها فرنسا نفسها في الغرب الأفريقي، جاءت سخرية التواصل الاجتماعى من مشاركة أكبر داعمى الإرهاب في العالم في المسيرة، والاستياء من تحرك العالم لدماء أبناء قارة البيض في الوقت الذي تراق فيه دماء المسلمين من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، فيما كان الاستنكار واسعا بعد مشاركة مسئولين عرب في مسيرة رفعت خلالها صورا مسيرة للرسول صلى الله عليه وسلم. ومع دعوة الجامعة العربية لتنظيم مسيرة مشابهة لتلك التي جرت في فرنسا، خرج النشطاء ليأسفوا على حال العرب من الخنوع والتضاؤل أمام الغرب الاستعمارى، دون أن يستبعدوا أن ترفع الصور المسيئة للرسول من جانب أنصار قائد الانقلاب شجبا لإرهاب المسلمين الخوارج "اللي ريحتهم وحشة" قربانا للغرب وترويج مزاعم محاربة الإرهاب. الناشط الخطارى وصف المشهد المخزى الذي تناقلته وروجته وسائل الإعلام، قائلا: "بين مسيرة باريس ومسيرة 30 يونيو، قلب للحقائق، ومحاربة للإسلام تحت مبرر الإرهاب، وتصدر للخونة والسفاحين والفاسدين". وكتب محمد المختار الشنقيطى: "الوزير الصهيوني نفتالي بنّيت -المشارك في مسيرة باريس إلى جنب قادة عرب- يقول: "ما الخطأ في قتل العرب؟ لقد قتلتُ الكثير منهم!"، مضيفا: "المظاهرات نصرة للمسلمين حرامٌ في بلادهم وبفتوى علمائهم، لكنها واجبة في بلاد غيرهم نصرة لغير المسلمين".! وعلقت ابتسام آل سعد على كون باريس أكبر حاضنة للإرهاب في العالم: "لا تنسوا أن باريس كانت معقل كل اللقاءات العربية الإسرائيلية المتآمرة على غزة، ولاعجب أن تكون مسيرة باريس إحداها وليس آخرها!"، ووصف الكاتب اليهودي إيلي دايفوتش: "الاحتلال الصهيونى أقذر إرهاب ومن شارك في مسيرة باريس مجموعة من المنافقين". صفحة المركز الفلسطينى كتبت: "في الصورة إرهابي قتل 17 صحفيا فلسطينيا في 2014، وزميله في مسيرة باريس الذي قمع المظاهرات المتعاطفة معهم ومع إخوانهم"، فيما علق عبد العزيز الكاشف: "حكام العرب صفاً واحدا مع الصهاينة في مسيرة دعماً لمن سب رسول الله، ورفع لافتات تسيئ للرسول أي عار هذا ؟!". السياسي الإمارتى حسن الدقى، كتب : "إذا حان سقوط طواغيت الأرض فإن سحرهم ينكشف سريعا «فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين» كذلك انكشف حشد مسيرة باريس سريعا"، وعلق خالد المهاوش: "مسئولين عرب يشاركون بمظاهرات لبضعة قتلى، هل ينكر علماء السلاطين التظاهر وأنها منكرة وما أنزل الله بها من سلطان أم يلتزموا الصمت". وسخر محمد علاء: "رئيس العدو الصهيوني نتنياهو يتقدم مظاهرة باريس.. إن كان هؤلاء دعاة سلام وإنسانية، من الذي يصنع الحروب!". فيما أعربت القيادية الإخوانية عزة الجرف عن غضبها من حالة التناقض والإزدواجية التي تسيطر على العالم، قائلة: "إنهم عديمى الإنسانية.. أبو مازن ذهب من أجل ضحايا باريس، و1904 شهداء فلسطينين تم قتلهم وتدمير قطاع غزة بالكامل، إنهم كذبة عديمى الإنسانية خططوا وساندوا إنقلابى سفاح على قتل أكثر من 6000 آلاف مصرى في مذابح رابعة والنهضة ومازال القتل مستمر، إنهم عديمى الإنسانية من ينتفض لقتل 12 إنسان في فرنسا، ولا ينتفض لقتل 60 ألف إنسان في سوريا في سنة 2014" الناشط الخليجي سارى، كتب: "قمة المهزلة أن تُقام مسيرة باريس رفضًا للإرهاب، ويتقدم صفوف المسيرة قاتل الأطفال نتنياهو! عن أي ارهاب يتحدثون؟"، فيم وضع محمد السيد صورة نتنياهو في مقدمة الصفوف، وعلق: "الشيطان يعظ". واستنكر خليل السبّاح: "من عجائب السياسة أن نتنياهو في مسيرة ضد الإرهاب وطائراته تقصف الأطفال والنساء في فلسطين، فعلا السياسة لعبة قذرة في زماننا هذا".، وعلق الجاسم: "نتنياهو قاتل أطفال غزة في مسيرة باريس وبالقرب منه زعيم فلسطيني! من يتظاهر ضد من؟!وكم قتلى غزة؟"، فيما غرّد عبد العزيز العطية: "شاهد العالم اليوم أكبر تظاهرة يمكن وصفها بمظاهرة "النفاق" العالمي للتعبير عن مشاعر كاذبة من أجل 12 قتيلا فرنسيا.. لك الله يا سوريا." وسخر مناور سليمان من غياب السفاح السورى، قائلا: "أفتقد بشار الأسد لم أشاهده في مسيرة باريس، ولكن باريس تلتمس له العذر لانشغاله في قتل الشعب السوري"، ولم ينس كريستوف دولوار مدير عام "مراسلون بلا حدود" الحديث عن وضع الصحفيين في بلاد قادة المسيرة: "يجب أن نظهر التضامن مع شارلي ايبدو دون أن ننسى مع يحدث في العالم الآخر، إن حضور هؤلاء القادة ماهو إلا محاولة لتحسين صورتهم الدولية، فمصر التي وقفت بالأمس لتدافع عن حرية الصحافة هي نفسها التي تحبس أكثر من 16 صحفيا، بينهم مراسلي قناة الجزيرة الثلاثة". أما المواقع الجزائرية فقالت: "قادتنا يمنعون المسيرات والاحتجاجات الشعبية في الجزائر ويذهبون هم ليحتجوا في شوارع باريس"، وعلق مساعد الكثيري على تذلل قادة العرب: "عاهل الأردن وعاهلته يشاركون في مسيرة باريس التي تسير بعنوان ضد الإرهاب.. جميل لكن ماذا عن إرهاب بشار واليهود". ولشيخ سلمان العودة نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ندد بالمسيرة، قائلا: "لا يجوز لمسلم أن يشارك في مسيرة ترفع فيها الصور المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، ويتوسطها الصهاينة قتلة الأطفال والنساء". وعلق الكاتب الفلسطينى ساعرى عرابى: "ما كان مشهد مسيرة باريس ليكتمل، ويعبر عن الحقيقة السافرة، إلا بوجود نتنياهو في مقدمة المسيرة.. المشهد معبر جدا.. وصريح جدا.. وعدواني جدا.. وساخر جدا"، أما السياسى المصرى سيف عبد الفتاح، فكتب: "نتنياهو يشارك بمسيرة ضد الإرهاب!! نكتة الموسم". وهاجم الكاتب الصحفي وائل قنديل، المشاركين في مسيرة باريس، قائلا: "في المسيرة الباريسية ضد الإرهاب يشارك قتلة وسفاحون ومرتكبو جرائم ضد الإنسانية أشد إرهابًا من كل التنظيمات المتطرفة".، بينما اعتبر الناشط السياسي عبد السلام الغزوي: "ما حدث في باريس تمثيلية سيئة مكشوفة". وابتعد سعيد الحاج عن المسيرة ليعكس صورة أوسع على خلفية تصريحات أمريكية بضلوع مخابرات الصهاينة وراء الحادث بتواطئ فرنسي، قائلا: "فقط لاحظوا شيئاً واحداً.. من يفترض أنهما نفذا العملية قتلا دون قول حرف واحد -كما يحدث عادة- والمصدر الوحيد المتاح لكل ما حصل من الألف للياء هو فرنسا، والرواية الوحيدة الموجودة هي الفرنسية.. قتل الشابان وسيدفن معهما سرهما.. أما ما سيحصل لاحقاً فنحن لن نعرفه إلا حين تبدأ فرنسا (وغيرها) في تنفيذه على الأرض. !"! وعلى الدرب ذاته سار حمدى شفيق: "لعبة غربية قذرة تمهيداً لهجوم جديد!، تكرار حذف فيديو مسرحية "شارلى ابدو"الفرنسية يفضح أكابر المجرمين أكثر"، بعدما استطاع الكاتب والباحث البريطاني المعروف "ديفيد آيك" كشف الخطأ الإخراجي في الفيديو الذي تم تصويره حول الإعتداء الذي تعرضت له صحيفة شارلي إيبدو منذ يومين، حيث إصابة مباشرة في الرأس من بندقية كلاشينكوف من هذه المسافة القصيرة جداً للشرطى القتيل بدون إراقة أي قطرة من الدم ".