لم تفلح مساعى الانقلابيين الحثيثة للتعتيم على فضيحة تخصيص 2 فدان لمحمود بدر مؤسس حركة التمرد المخابراتية، حيث لا تزال أصداء الفضيحة تتصدر المشهد كاشفة عن الأوجة القبيحة للفاسدين، الذين ظنوا وهماً قدرتهم على نهب ثروات المصريين وتوزيع ممتلكاتهم على شركاء الانقلاب. ننشر نص لثلاث مذكرات تلخص عملية النصب والتدليس التى قادها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، لمكافأة محمود بدر أحد الأدوات التى استخدمها العسكر لتنفيذ مخطط الانقلاب على الرئيس الشرعى. النص الأول هو طلب محمود بدر للحصول على أرض بمساحة 2 فدان تابعة لحقول تجارب قطاع الإرشاد بوزارة الزراعة، تحت دعوى إقامة مصنع خدمى لتوفير الوجبات المدرسية لطلاب محافظة القليوبية. جاء فى نص الطلب الذى قدمه بدر : "أن المشروع سيساهم فى توفير 1000 فرصة عمل لشباب مدينة شبين القناطر للقضاء على ظاهرة البطالة، ويساهم فى توفير وجبة غذائية آمنة لطلاب المحافظة، بعيدًا عن أيدى العابثين.
رفض اللجنة وفى 9 يوليو 2014 تشكلت "لجنة بيع الحقول الإرشادية"، لبحث الطلب المقدم من محمو بدر مؤسس حركة تمرد، وكان اللجنة برئاسة الدكتور أشرف غنام، رئيس قطاع الإرشاد بوزارة الزراعة، بمشاركة المستشار بخيت إسماعيل نائب رئيس مجلس الدولة، وبحضور عدد من قيادات ومستشارى وزارة الزراعة، ورفضت اللجنة، تخصيص قطعة الأرض لصالح بدر، معللة ذلك أن تلك الأرض الأرض البالغ مساحتها أكثر من 5 فدان بشبين القناطر بالقليوبية، غير مخصصة للبيع وفقًا للقرار الجمهورى رقم 537 لعام 1983 فى عهد مبارك”، والذى ينص على: ” أن أراضى الحقول الإرشادية التابعة لوزارة الزراعة والتى لم تعد مخصصة لتحقيق الغرض المخصصة له يزال تخصيصها من المنفعة العامة”. واعتبرت اللجنة أن الأرض التى طلب بدر الحصول عليها، مازالت صالحة للزراعة -وفق نتيجة تحليل معهد بحوث الأراضى-. وأضافت اللجنة أن تلك الأرض، عليها نزاع قضائى بالدعوى رقم 13 لسنة 2003 المرفوعة من ورثة المدعو “حسين غالب رشدى ” ضد وزير الزراعة بعودة الأرض لملكيتهم، بعد أن تم نزعها في عهد الرئيس جمال عبدالناصر عام 1958. إقالة الغنام النص الثانى: تقدم الدكتور أشرف رجب الغنام، 6 يوليو 2014، بمذكرة رسمية إلى وزير الزراعة عادل البلتاجى، تتضمن: "إنه لا يجوز تخصيص أرض حقول تجارب الإرشاد الزراعى لأي شخص أو حزب، وأن مقدم الطلب مؤسس حركة تمرد ووكيل مؤسس الحركة الشعبية العربية “تمرد” لا تتوافر فيه شروط التخصيص". وتسببت تلك المذكرة فى إثارة أزمة بين أشرف الغنام رئيس قطاع الإرشاد الزراعى، ووزير الزراعة، ليخرج البلتاجى بقرار إقالته 19 نوفمبر 2014، تم على إثرها الإطاحة بالغنام. وقام وزير الزراعة الانقلاب دكتور عادل البلتاجى، برفع مذكرة للمهندس إبراهيم محلب فى شهر سبتمبر، الذي قام بدوره برفعها لرئاسة الجمهورية للبت فيها.
قائد الانقلاب تدخل قائد الإنقلاب نفسه حيث أصدر قرارًا بتاريخ 9 نوفمبر 2014، ينص على تغيير الغرض من استخدام أراضى الحقل الإرشادى بشبين القناطر من غرض الإنتاج الزراعى، إلى غرض إقامة مشروعات ذات نفع عام ويتم تخصيصها لمحافظة القليوبية، على أن ينشر القرار بالجريدة الرسمية.