منذ سنواتٍ اتهمت محاكم إيطالية وألمانية رجل الأعمال الإماراتي حسين النويس بتسهيل رشاوى لشركات إنيلباور الإيطالية وسيمينز الألمانية، حسبما قالت نشرة "جالف ستاتس نيوز" مؤخرًا. وأظهرت أوراق المحكمة مدفوعات غير قانونية تبلغ 8.3 مليون دولار تم ضخها عبر أعمال تجارية وحسابات شخصية تتبع "النويس". وقالت النشرة ان ذلك لم يكن له تأثير يُذكَر على مكانة "النويس" في أبو ظبي، حيث يرأس مجلس إدارة صندوق خليفة لتطوير المشاريع، ومجلس إدارة الشركة القابضة العامة (صناعات)، وهو عضو مجلس إدارة روتانا للفنادق، ومساهم في شركة أبوظبي لبناء السفن، وشركة الواحة كابيتال. واكدت ان هذا ايضا لم يكن له تأثيرٌ يُذكَر على حكومة محلب الانقلابية في مصر، التي وقَّعت مذكرة تفاهم بين شركتها القابضة للكهرباء وشركة "النويس" للاستثمار، لتنفيذ أول محطة لإنتاج الكهرباء بالفحم فى منطقة عيون موسى. وأضافت النشرة لم ير المسئولون المصريون في تاريخ "النويس" ما يدعو للقلق، ولا غروَ- والحال هكذا- أن يمتنع "النويس" في تصريحاته ل"رويترز" عن ذكر القيمة المقدرة للاستثمار في المحطة، أو التطرّق لتفاصيل التمويل، التي قال إنها سيتم بلورتها قريبا، بل لم يُحَدَّد إطار زمني لبناء المحطة أو دخولها حيز التشغيل. وأشارت إلى أن رجل الأعمال الإماراتيّ وجد في مصر بُغيَته، لا سيما خلال هذه الفترة الاستثنائية، للتقدم بعرضه الاستثماريّ تحت ظلال "العلاقات المتميزة بين الشعبين والحكومتين الإماراتية والمصرية"، متعهدًا باستغلال علاقاته الدولية لجذب المزيد من الاستثمارات لمصر لاسيما في قطاع الكهرباء. يذكر ان هذه المعلومات نشرها موقع الأهرام الحكومي، الذي احتفى- رغم الغموض الشديد- بالصفقة، وكرَّس نصف تغطيته تقريبًا لنقل تصريحات "النويس"، الذي قال: "أنا من أشد المتحمسين للاستثمار في مصر والمساهمة في تنمية وتطوير مشاريع البنى التحتية المصرية وغيرها من المشاريع التي من شأنها تمكين الاقتصاد المصري من النهوض مجددًا لمواصلة النمو والازدهار لثقتنا بهذا البلد وشعبه العظيم". من جانبهم حذر خبراء هندسيون وناشطون معنيون بالبيئة من أن استخدام الفحم كمصدر للطاقة ستكون له تداعيات كارثية على مصر التي يوجد بها بالفعل أحد أعلى مستويات التلوث في العالم. لا سيما في وجود بدائل تحدثت عنها أستاذة هندسة القوى الكهربائية دينا مراد، في تصريحها للجزيرة نت، قائلة: "إذا كانت الحكومة تعاني من أزمة في الحصول على الوقود الخاص بتوليد الطاقة وليس لديها مقدرة مالية لشرائه، فمن الممكن أن تلجأ إلى النفايات والدهون الحيوانية، واضحت ان الانبعاثات الناتجة عنها أقل بكثير من تلك الصادرة عن الفحم". كما حذر خبير الشؤون النووية والطاقة الدكتور إبراهيم علي العسيري من التلوث الناجم عن استخدام الفحم لتوليد الكهرباء، لافتا إلى أن تشغيل محطة توليد كهرباء واحدة بالفحم- بقدرات كهربية متوسطة )500 - 600 ميجاوات كهربائي)- سيتسبب في إطلاق نحو 3.7 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون، المسبب الرئيسي للاحتباس الحراري. وأوضح أن هذا القدر يعادل قطع 161 مليون شجرة دائمة الخضرة، موضحا أن الانبعاثات الإشعاعية من محطات الفحم تزيد مائة مرة عن تلك الصادرة من المحطات النووية، ذات نفس حجم القدرة الكهربية. يشار الى ان ذلك كله لا يهمّ، طالما يؤكد "النويس" ثقته بالقيادة المصرية الجديدة، ويصف "السيسى" بأنه "يمتلك من الحكمة والرؤية الثاقبة ما يمكنه من المضي بمصر العروبة نحو بر الأمان واستعادة مكانتها العربية والإقليمية والعالمية على مختلف الأصعدة وفى كافة المجالات".