مع اقتراب الذكرى الأولى لفض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس، تتذكر الكاتبة البريطانية دانييلا دين، في مقال بصحيفة واشنطن بوست، ملابسات مقتل زوجها "ميك دين" مصور شبكة سكاي نيوز البريطانية خلال تأديته لمهام وظيفته، وتؤكد على أن الأمر ليس مجرد أرقام صماء حول عدد القتلى، لكنها خسارة مدمرة يشعر بها ذوو الضحايا، ومشاعر حزن تتحول أحيانا إلى غضب أعمى تجاه من يشعر المرء أنه مسؤول عن سلب حياة شخص عزيز لديه. وقالت دانييلا في مقالها :" كان زوجي ميك، هدفا سهلا لقناص عسكري مصري، ربما كان متربصا على أحد الأسطح على مسافة ميل.. لقد كان ميك أشقر وضخم البنية، بين بحر من المتظاهرين الرافضين للانقلاب العسكري, جاذبا كاميرا تصوير تلفزيوني عملاقة، أعتقد أن القوات الأمنية شعرت بالضجر من وقوفه هناك، لذلك قررت قتله. وأضافت:" أعلم بالتأكيد أنهم لن يُقِرّوا أبدا بقتل زوجي، كما أن التحقيق الجنائي حول ملابسات قتل ميك، صباح 14 أغسطس 2013 في القاهرة لم يسفر عن شيء. وبعد مرور عام من الواقعة، أقلعت عن التفكير في جدوى التحقيق. وتابعت :"ميك.. صحفيًا بريطانيًا يعمل لدى شبكة سكاي نيوز، كما عمل سابقًا لدى شبكتي "آي تي في"، و "سي إن إن", وكان في محيط مسجد رابعة العدوية لمدة ساعة ونصف، في ذلك الصباح ذات الحر القائظ، حيث كان يصور القوات الأمنية المصرية، أثناء فضها لمعسكر الاعتصام". وأشارت إلى أن المتظاهرين المؤيدين للرئيس محمد مرسي، مكثوا في ذلك المكان على مدى أسابيع، وفجأة قتل المئات منهم في ظرف ساعات، مضيفة :"كان زوجي ميك، 61 عاما، يصور مجموعة من النساء اللاتي تجمعن بجوار المسجد، والتقط صورة أخيرة في وقت خطط فيه الفريق المصاحب له لمغادرة المنطقة، لكن رصاصة أردته قتيلا. وأكملت البريطانية دانييلا دين مقالها قائلة: " قتل ميك وهو يمارس مهام عمله، مثله تماما مثل صحفيي الجزيرة الثلاثة، الذين صدرت ضدهم أحكام بالحبس طويلة المدى في القاهرة، كما لقي ثلاثة صحفيين مصريين، مصرعهم في نفس يوم فض الاعتصام، بينهم صحفية في السادس والعشرين من العمر". ولفتت إلى أن "ميك" واجه العديد من التجارب السيئة خلال فترات عمله في مجال الشبكات الإخبارية، والتي امتدت 33 عامًا، أتخيله يحادثني قائلا إن ما حدث معه لم يكن مصيره فحسب، لكنه حدث مع أعداد تتراوح بين 638 إلى 2600 شخص قضوا نحبهم في ذات اليوم، بحسب اختلاف تقديرات قتلى فض الاعتصام بين وزارة الصحة المصرية وأنصار الرئيس مرسي.