يسود جو من الترقب والقلق بين المتعاملين في سوق المال المصرية بعد إقرار مشروع قانون بفرض ضريبة تبلغ عشرة بالمئة على الأرباح المحققة من التداول في البورصة المحلية وعلى التوزيعات النقدية وكذلك الأرباح الناتجة عن تداول الأوراق المالية في الخارج. كانت رئاسة الانقلاب أصدرت اليوم الثلاثاء قرارا بقانون يقضي بفرض ضريبة عشرة بالمئة على الأرباح الرأسمالية المحققة في البورصة المحلية وعلى التوزيعات النقدية، وكذلك الأرباح الناتجة عن الاستثمار في الأوراق المالية في الخارج أو التصرف فيها.
وقال البيان إن ذلك "يأتي استجابة لما يمر به الاقتصاد المصري من تحديات بالغة تتطلب تضافر كافة الجهود لحماية وإعادة بناء الثقة فيه."
وحتى الآن كانت البورصة المصرية معفاة تماما من أي ضرائب على الأرباح المحققة نتيجة المعاملات أو التي توزع في شكل نقدي أو مجاني على المساهمين بالشركات المقيدة.
وعصف مشروع قانون الضريبة بالبورصة عند الكشف عنه للمرة الأولى في أواخر مايو أيار وتكبدت الأسهم خسائر جسيمة مما دفع الحكومة إلى تخفيف بعض بنوده وهو ما أثار الآمال بتعديلات أوسع نطاقا تصب في مصلحة المستثمرين.
وبحسب "رويترز" فان الانظار تتجه الآن إلى رد فعل البورصة غدا الأربعاء نظرا لأن الإعلان يوم الثلاثاء عن إقرار القانون جاء في يوم عطلة البنوك الحكومية وسوق المال بمناسبة بدء السنة المالية الجديدة.
وقال كريم عبد العزيز من الأهلي لادارة صناديق الاستثمار "أخذنا الصدمة من قبل ورأينا التأثير" في إشارة إلى تهاوي السوق نحو عشرة بالمئة عند الإعلان عن مشروع الضريبة.
وأضاف "أعتقد أنه في ظل حزمة القرارات الأخيرة المتعلقة بالضرائب وخفض الدعم سيكون التأثير العام علي السوق سلبيا على حزمة القرارات وليس ضرائب البورصة فقط."
ويأتي إقرار ضريبة الأرباح الرأسمالية بعد أن وافق السيسي يوم الأحد على ميزانية معدلة تتضمن عجزا أقل للسنة المالية 2014-2015 في أول خطوة على الطريق نحو تقشف اقتصادي مؤلم.
وفي إطار سعيها لإنعاش الاقتصاد المنهك تعمل مصر على تغيير عدد من قوانين الاستثمار وتذليل العقبات من أجل تشجيع المستثمرين الأجانب على العودة من جديد للاستثمار في البلاد.
وبينما يتوجس المتعاملون من هبوط السوق يوم الأربعاء في رد فعل للضريبة يقول ايهاب رشاد من مباشر لتداول الأوراق المالية "المشكلة ليست في التداولات غدا أو بعد غد .. المشكلة في الاستثمارات الجديدة. هل الضرائب عامل جاذب للاستثمار أم طارد؟"،ويصف رشاد الضرائب بأنها "بعبع المستثمرين."