في مشهد يعكس تصاعد العدوان الإسرائيلي، وتهافت الخطاب الإعلامي عن "التهدئة"، استُشهد القائد في كتائب القسام أحمد سرحان، إثر استهداف مباشر في مدينة غزة، ضمن سلسلة غارات دموية شنّها الاحتلال على مناطق مُتفرّقة من القطاع. القصف طال منزل عائلة اللوح في منطقة أرض المفتي، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وإصابة سبعة بجروح متفاوتة. كما استُهدفت منازل لعائلتي فلفل والخور، وتجمع للمدنيين في شارع رئيسي غربي مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص. في شمال القطاع، تسببت غارات على بلدة بيت لاهيا في تدمير عشرات المنازل، وسقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، فيما تواجه طواقم الإنقاذ صعوبات بالغة في الوصول إلى الضحايا. وفي تطور جديد، أصدر جيش الاحتلال أوامر بإخلاء أكثر من نصف مدينة خانيونس، مهددًا بعملية "غير مسبوقة" ضد ما أسماه قدرات المقاومة. مصادر أكدت للصحفيين أن أكثر من 400 ألف نسمة معرضون للنزوح من المدينة، التي كانت قد استقبلت سابقًا آلاف النازحين من رفح. وفيما يستمر القصف حتى على المناطق التي يُطلب من المدنيين اللجوء إليها، يتساءل السكان كخالد أبو دقة: "إلى أين نذهب؟ المواصي تُقصف أيضًا". ويُضيف حسين أبو طير، من عبسان: "لن أترك منزلي لأعيش في خيمة بالشوارع، بعد سنتين من الحرب، إما النجاة أو الشهادة هنا". رغم التهديدات، تشهد شوارع خانيونس موجات نزوح كبيرة، وسط ظروف إنسانية كارثية في خيام لا تقي من القصف ولا من حرّ الصيف. جنود نتنياهو بملابس النساء ويأتي هذا التصعيد في ظل انهيار سياسي وأمني غير مسبوق لحكومة نتنياهو، التي لم تجد في بعض العمليات الخاصة حرجًا في إلباس جنودها ملابس نساء لاختراق مناطق غزة، في مشهد يختصر ما آلت إليه "هيبة الجيش الذي لا يُقهر". ومع كل هذا الخراب، تستمر بعض الأصوات في الترويج لما يسمى "تهدئة"، بالتزامن مع تقارير أمريكية تكشف عن "ابتلاع" ترامب لتريليونات من أموال الخليج، وكأن الدم الفلسطيني مجرد خلفية لصفقات لا تُبرم إلا على ركام غزة.