استعدادا لعملية عسكرية موسعة أسقطت قوات الاحتلال الصهيوني منشورات على قطاع غزة تحمل تحذيرًا يقول: "شعب غزة، الجيش الإسرائيلي قادم"، في إشارة إلى تصعيد عسكري جديد ضمن عملية عسكرية موسعة تُعرف باسم "عربات جدعون". في هذا السياق قالت صحيفة تورنتو ستار الكندية : "هذه المنشورات جاءت بعد يوم من إعلان جيش الاحتلال عن توسيع هجوم واسع النطاق على القطاع، والذي بدأ منذ 19 شهرًا". وأكد شهود عيان أن المنشورات انتشرت في عدة أحياء، وسط تصاعد التوتر بعد مقتل أكثر من 378 فلسطينيًا خلال جولة الرئيس الأمريكي الإرهابي دونالد ترامب في الخليج التي استمرت أربعة أيام، وهو رقم يقارب أربعة أضعاف الضحايا في الأيام الأربعة السابقة للزيارة. تهدف عملية "عربات جدعون"، وفقًا لإذاعة كان الصهيونية إلى احتلال قطاع غزة بالكامل، مع خطة لنقل السكان إلى منطقة صغيرة في جنوب القطاع قرب رفح.
الحصار والتجويع
من جانبه وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الوضع في غزة بأنه يتجاوز الوصف والبشاعة والإنسانية، محذرًا من أن سياسة الحصار والتجويع تسخر من القانون الدولي. كما أعربت منظمات إغاثة عن قلقها إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث كشفت الأممالمتحدة أن 92% من الأطفال دون سن الثانية وأمهاتهم يعانون من نقص التغذية، وأن 65% من سكان غزة يفتقرون إلى مياه الشرب النظيفة.
مستشفيات خارج الخدمة
وقالت وزارة الصحة بغزة، في بيان لها: إن "المستشفيات الواقعة في المحافظة الشمالية من القطاع، لا تستطيع الآن تقديم الخدمات العلاجية الطارئة للمصابين والجرحى". يأتي هذا التصريح في الوقت الذي يحاصر فيه الاحتلال مستشفى العودة والأندونيسي ناريا من خلال الطائرات المسيّرة التي تستهدف كل من يتجرك في محيط هذه المشافي، الأمر الذي جعل من الصعوبة وصول الطواقم الطبية أو نقل الجرحى إليها، مما أجبر عوائل المصابين على إجلاء جرحاهم نحو مجمع دار الشفاء بمدينة غزة. وكشفت مصادر فلسطينية عن سقوط 106 شهداء جراء غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم. وقالت وزارة الصحة بغزة: إن "الاحتلال يكثف استهداف ومحاصرة المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة منذ فجر اليوم". فيما أعلن الدفاع المدني بغزة،عن توقف 75% من مركباته عن العمل لعدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها، وأكد رائد النمس، مدير إعلام الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، أنّ طواقم الإسعاف تعمل على مدار الساعة رغم الاستهدافات المتكررة من قوات الاحتلال ، ورغم خروج معظم مستشفيات شمال القطاع عن الخدمة بفعل الحصار والقصف. وأضاف أنّ قوات الاحتلال تعمّدت استهداف المنشآت الطبية والكوادر العاملة، ما أدى إلى تدمير أو تعطيل أكثر من ستة مستشفيات ونحو 56 مركز رعاية أولية، بالإضافة إلى نقص حاد في الوقود وغياب قطع غيار لسيارات الإسعاف، ما ينذر بكارثة صحية وشيكة في حال توقفت بقية مركبات الإسعاف عن العمل.
محمد السنوار
وكشفت مصادر عن العثور على جثة محمد السنوار و10 من مساعديه داخل نفق في خان يونس، جنوب قطاع غزة. وقالت المصادر: إنه "تم التأكد من مقتل قائد لواء خان يونس (محمد السنوار)، الذي يتزعم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بغارات صهيوينة قبل أيام على محيط المستشفى الأوروبي شرق خان يونس". وأشارت إلى أن محمد شبانة، قائد لواء رفح قتل في الغارات أيضا مع السنوار.
مقترح جديد
في سياق متصل كشفت هيئة البث الرسمية الصهيونية عن تفاصيل مقترح جديد يجري تداوله ضمن مفاوضات تبادل الأسرى بين دولة الاحتلال وحركة حماس، يتضمن الإفراج عن 10 من المحتجزين الصهاينة الأحياء دفعة واحدة، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، دون تحديد الأسماء أو عدد الأسرى أو ما إذا كانوا من أصحاب الأحكام العالية أو الذين تفرض دولة الاحتلال «فيتو» على الإفراج عنهم. وقالت الهيئة: إن "المقترح يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار لمدة تتراوح بين شهر ونصف وشهرين، تُستكمل خلاله المفاوضات للوصول إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، مشيرة إلى أنه فى اليوم العاشر من تنفيذ الصفقة ستقدم حركة حماس معلومات محدثة عن الحالة الصحية للمحتجزين، سواء الأحياء أو المتوفين".