ترى د.نرمين عبد السلام -المدرس بكلية الإعلام بجامعة القاهرة- أن فكرة تفعيل الدعوة لحذف القنوات التليفزيونية المملوكة لرجال أعمال داعمين للانقلاب خاصة بشهر رمضان فكرة جيدة، وهذا الوقت الأنسب لتطبيقها، ولكنها تحتاج لعدة عوامل ورؤية واضحة لتوافر إمكانية نجاحها. لافتة في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة" إلى أنه يجب توعية الجماهير عامة جميعهم بخطورة هذه القنوات ليس فقط لأنها مؤيدة للانقلاب ولكن لأنها قنوات تعمل ضد مصلحة المجتمع، وتفسخ وتفتت المجتمع وتهدمه. فلكي تنجح فكرة مقاطعة القنوات الداعمة للانقلاب لابد أن يسبقها اقتناع القاعدة الجماهيرية بأن الآثار السلبية لهذه القنوات لا تقل خطورة عن بث السموم والمخدرات حيث تدمر قيم المجتمع وأخلاقياته وتماسكه الاجتماعي وتدعو للعنف والكراهية. ونبهت "عبد السلام" لضرورة التوعية بأن خطورتها في شهر رمضان أكبر فهي وسائل للإلهاء وصرف الناس عن مفهوم الشهر الكريم، خاصة وأن الملاحظ بالسنوات الأخيرة تدهور المستوى القيمي للأعمال الدرامية التي تبث على هذه القنوات. ولاحظت "عبد السلام" أن قطاعات من الجماهير المصرية من مؤيدي الانقلاب وحتى من المسيحيين بدأت ترفض القنوات الداعمة للانقلاب وتتراجع عن متابعتها، مما يجعلها مع مرور الوقت تخسر أكثر فأكثر حتى من المشاهد المؤيد للانقلاب والسلطة نتيجة ممارسات الإعلاميين السلبية ونتيجة القيم السلبية التي تبثها المدمرة للمجتمع ونسيجه الاجتماعي مما دفع قطاعات من خارج دائرة رافضي الانقلاب والفئات المعارضة تنصرف عنها. مما يجعل فكرة مقاطعة هذه القنوات وحذفها من الساحة مهيأة لها عن ذي قبل، ولكن تفعيلها على نطاق واسع بحاجة لمجهود كبير وسائل متنوعة للتوعية بها، والأهم كيفية إقناع الجماهير بأهمية القضية لجميع شرائح المجتمع المصري والنشء والتربية والقيم المصرية، وأن مقاطعتها يحمي المجتمع مما تبثه من سموم. وأكدت "المدرس بكلية الإعلام" أن مقاطعة القنوات الداعمة للانقلاب والمملوكة لرجال الأعمال تحتاج رؤية وخطوات عملية منها بالطبع الترويج عبر شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، ويصاحب ذلك على التوازي قيام مجموعات شبابية متطوعة تتبنى عملية الترويج لها عبر آليات التواصل المباشر والحي في محيطهم الأسري والعائلي والاجتماعي وبين الجيران، مشيرة إلى أن هناك فئة معينة تستخدم وتتعامل مع الإنترنت فيما فكرة مقاطعة قنوات رجال الأعمال والتوعية بمخاطرها لا بد أن تنتشر في أوساط قطاعات كبيرة بالشارع المصري، وتحتاج توعية يترتب عليها دعمهم وتأييدهم للفكرة. وتنطلق فكرة المقاطعة للقنوات برأي "عبد السلام" من منطلق تدميرها المجتمع المصري وقد ظهر ذلك بقوة على سلوكيات المجتمع، وما يحدث فيها ضد أي ممارسة مهنية للإعلام، وفلسفة الشهر الكريم تتنافى مع ما تبثه من برامج، لذا أنا أقاطع وأحذف هذه القنوات كمصري أخاف على بلدي وهويتي ومجتمعي وليس فقط لأني رافض للانقلاب، ولا يجب حصر المقاطعين فقط بشريحة رافضيه بل نخاطب الجميع ليقاطعها. وأوضحت أن مقاطعتها ستكون أكثر اتساعا وإقناعا إذا انطلقت من أرضية الوطنية والضمير، والعلم أن هذه القنوات لا تخدم ولا تدعو لتنمية حقيقية، وتعرض أعمال درامية للإثارة. وبشأن الخسائر المتوقعة المترتبة على حذف هذه القنوات ومقاطعتها كشفت "عبد السلام" أن المفاجأة أن هذه القنوات وفقا لتقييم خبراء متخصصين مستقلين قالوا إنها "بالفعل تخسر مما يثير علامات استفهام عن مصادر تمويلها، فهي قنوات دخلها لا يغطي مصروفاتها إطلاقا، فكيف تخسر وكيف تستمر؟" وبناء عليه ليس التعويل الأساسي على الخسائر الاقتصادية الناتجة عن مقاطعتها لأن لدى هذه القنوات طاقة على الاستمرار رغم الخسارة، لكن الأهم هو مقاطعة هذه القنوات من قطاعات واسعة لضرورة ذلك وخطورة القنوات بغض النظر عن التأثير الاقتصادي، بأن يقتنع المشاهد بوعيه بكوارث ناجمة عن مشاهدتها عليه وأسرته فأفكارها تحرض على العنف وتقوم على شيطنة الآخر المختلف والجرائم الكبرى دورها في الانهيار القيمي، وظاهرة التحرش والاغتصاب بالشوارع ليست من فراغ بل بناء على نوعية السلوكيات بالدراما ولغة التخاطب نفسها، وتغييرها وتشويهها للشخصية المصرية وجرها للوراء.