برحيله قبل أيام فقدنا عالما فذا من قادة الصحوة الإسلامية التي انطلقت في مصر أوائل سبعينيات القرن الماضي وازدهرت واتسعت في بدايات الثمانينيات ..هو ركن مهم من أركان الدعوة الإسلامية والمشروع الإسلامي . مات الشيخ المحلاوي بعد 92 عاما من عمره (يوليو 1925م – 10 مارس 2024م)، فبات عنوانا لمرحلة مهمة شهدت جيلا من عمالقة الدعوة الإسلامية ، في مصر والعالم الإسلامي …جيل خاض مسيرةً طويلة وشاقة ومثمرة على طريق الدعوة إلى الله والصدع بكلمة الحق ابتغاء مرضاته . كان ميدانه الأول منابر المساجد وأهمها جامع القائد إبراهيم بالإسكندرية والذي حوله الشيخ إلى منارة تهفو إليها جماهير المصلين لصلاة الجمعة وتنتظرها – مسجلة ملايين المسلمين حول العالم – مثلها مثل خطبة الشيخ محمد الغزالي في جامع "عمرو ابن العاص" أقدم جوامع مصر ، وخطبة الداعية الشهير الشيخ عبد الحميد كشك بجامع " عين الحياة " بالقاهرة و د. عبدالرشيد صقر في جامع صلاح الدين القريب من جامعة القاهرة وغيرها من عشرات المساجد المنتشرة في العاصمة المصرية وربوع الجمهورية … تزامن بروزه مع بروز كوكبةً من العلماء والدعاة في العالم الإسلامي قل أن يجود الزمان بمثلهم ، ويعدون – بحق – هم صناع الصحوة الإسلامية ، وسيتوقف التأريخ للصحوة الإسلامية و للعمل الإسلامي في العصر الحديث طويلا أمام تلك الفترة ودور علمائها بالتحليل لاستخلاص العبر ، والأهم أن تلك الفترة بعلمائها كانت امتدادا طبيعيا لما يمكن أن نسميه "جيل التأسيس للصحوة "ووضع البذور النافعة لها في بدايات القرن الماضي وأبرزهم : الشيخ حسن البنا ( 1906 – 1949م )، مؤسس جماعة الإخوان المسلمون والشيخ محب الدين الخطيب ( 1886 – 1969م) مؤسس المدرسة السلفية وجمعية الشبان المسلمين ، والشيخ محمد محمود السبكي (1858م- 1933م.) مؤسس الجمعية الشرعية . وقد تلاقت المدارس الثلاثة علي هدف إعادة الناس إلى أحضان دينهم بعد أن انتزعتهم عهود البغي والدكتاتورية ، ومثلت جامعة صهرت الأجيال في بوتقة الإسلام الحنيف وتخرج فيها أجيال من العلماء أكملوا المسيرة …جيلا بعد جيل ..وسيتوقف التاريخ أمامها طويلا. ولد الرجل عام 1925م بينما كانت الخلافة تعالج سكرات الفرقة والتمزق وتوشك شمسها علي المغيب عام 1928م ، ومات يوم 10 مارس 2024م والعالم الإسلامي يواجه أعتى غزوة غربية صهيونية تستهدف دينه ودرة قضاياه .. فلسطين الحبيبة ..في مشهد يذكرنا بأجواء وعد بلفور ونكبة فلسطين على أيدي خيانات نظم عربية وبقيت ثلة مؤمنة صامدة .. هي هي الصامدة اليوم.. نسأل الله لها النصر والتمكين وتحرير فلسطين ..كل فلسطين. ————— * مدير تحرير الشعب المصرية والمجتمع الكويتية