أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية، أمس الأحد، تمسك حركته بخمسة مبادئ لعقد أي صفقة مع الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح هنية خلال كلمة له، أن هذه المبادئ الخمسة تتمثل في وقف إطلاق النار الشامل وإنهاء الحرب، والانسحاب الكامل، وعودة النازحين، وإيصال المساعدات، وتبادل الأسرى.
الاحتلال يتهرب
وأشار إلى أن حركة حماس تحلّت بمسؤولية عالية وإيجابية ومرونة واسعتين في كل جلسات التفاوض مع الوسطاء، مشددا في الوقت ذاته على أن الاحتلال يتهرب حتى الآن من إعطاء ضمانات واضحة، خاصة في موضوع وقف إطلاق النار.
وذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يريد استرداد أسراه ثم استئناف حربه على قطاع غزة، وهذا مرفوض، منوها إلى أنه قبل ساعات من كلمته، تواصل مع الوسطاء، ولم نتلق التزاما من العدو الإسرائيلي بوقف الحرب على غزة.
وتابع قائلا: "نسعى أيضا للوصول إلى صفقة مشرفة، بموجبها يتم تبادل الأسرى، وقد تحلت الحركة بمسؤولية عالية وإيجابية ومرونة واسعة في كل جلسات الحوار والمفاوضات مع الإخوة في مصر وفي قطر".
وقال هنية: إن "حماس منفتحة على استمرار المفاوضات، وعلى أي صيغ تلتزم بمبادئنا وتنهي جرائم الاحتلال"، مشيرا إلى أن من يتحمل مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق هو الاحتلال وحكومة العدو.
ولفت إلى أن الاحتلال يواصل جريمة القرن على غزة، الذي كتب فيها بيده شهادة وفاته كمحتل، معتبرا أن السابع من أكتوبر مفصل تاريخي في عمر القضية الفلسطينية.
وبيّن أن السابع من أكتوبر أعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد العالمي، بعد محاولة القوى الاستعمارية جعلها في طي النسيان، مضيفا أن معركة السابع من أكتوبر شكلت متغيرا عميقا ومهما على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأردف قائلا: "نريد ترجمة الصمود الأسطوري في غزة إلى إنجازات حقيقية لشعبنا الفلسطيني".
مجازر السحور ميدانيا، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجازر جديدة في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد وجرح العشرات في مناطق متفرقة، مع دخول أول أيام شهر رمضان.
وقالت مصادر طبية: إن "ستة عشر مواطنا أغلبهم من الأطفال والنساء استشهدوا فجر الاثنين، وأُصيب العشرات بجروح مختلفة، بعد قصف طيران الاحتلال منزلا يعود لعائلة أبو شمالة في حي الصبرة بمدينة غزة".
وقبيل الفجر، قصف الاحتلال مناطق قرب الحدود المصرية الفلسطينية داخل حي السلام في رفح، بينما شن طيران الاحتلال غارات إسرائيلية على غرب مدينة غزة، وقصف منزلا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وعدة منازل في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما تسبب في سقوط شهداء وجرحى.
وكانت طواقم الإسعاف قد انتشلت، مساء الأحد، جثامين 10 شهداء بينهم أطفال ونساء، من منزل يعود لعائلة عاشور قرب دوار الدحدوح في حي تل الهوا، جنوب غرب مدينة غزة، وتم نقلهم إلى مستشفى الشفاء.
وفي حصيلة غير نهائية، فقد ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 31,045 شهيدا و72,654 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي. وارتكب جيش الاحتلال 8 مجازر ضد العائلات في القطاع خلال ال24 ساعة الماضية، راح ضحيتها 85 شهيدا وأصيب 130 آخرون.
فتوى لدعم الغزيين
في غضون ذلك، دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القرة داغي، إلى ضرورة تقديم الدعم لأهالي قطاع غزة مع دخول شهر رمضان في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل، لافتا إلى جواز إعطاء قيمة العمر خلال رمضان للشعب الفلسطيني في غزة.
وقال القره داغي في لقاء مع الأناضول: إن "حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة أثبتت أن الغرب اليوم بلا مبادئ ولا قيم".
وأضاف: "لا قانون دوليا ولا قانون إنسانيا ولا رحمة إنسانية، المبادئ الإنسانية والقوانين الإنسانية وضعت تحت أرجل الصهاينة".
ودعا خلال حديثه، الحكومات الإسلامية والإنسانية إلى دعم جنوب أفريقيا في ملاحقتها "تل أبيب" أمام محكمة العدل الدولية، وتعويض ما تتعرض له من ضرر.
وبخصوص واجبات المسلمين في شهر رمضان ، أضاف خلال حديثه للأناضول: "أطالب أمتي أن يسارعوا إلى الخيرات، وأن يجودوا بكل ما يمكن أن يجودوا به، وأن يحسوا بما عليه إخواننا في غزة من جوع وعطش ومرض".
وشدد على أنه "لا يجوز لأمتنا أن تقوم بمثل ما تقوم به في بقية السنوات من الإسراف والتبذير باسم شهر رمضان، يجب علينا أن نقدم لأهل غزة كل ما يمكن".
وزاد قائلا: إنني "أفتي بأنه ينبغي للشخص الذي يريد أن يعمل عمرة مستحبة في رمضان، أن يعطي قيمة العمرة المستحبة لإخواننا في غزة، فيكون أجره عند الله سبحانه وتعالى أكثر من ذلك".
وأردف: "أطالب إخواني كذلك بالدعاء والتضرع إلى الله، وأطالب إخواني الخطباء بتخصيص خطب الجمعة لغزة، وأن يضغطوا على الحكومات بالأسلوب السلمي دون أي أضرار، سواء كانت مظاهرات سلمية أو أي نوع أو اعتصامات، حتى نوقف هذا العدوان"، بحسب القره داغي.