قال برنامج الأغذية العالمي اليوم الثلاثاء: إن "القليل جدا من المساعدات الغذائية وصل إلى خارج جنوبغزة منذ بداية الصراع مع دولة الاحتلال، وإن جيوبا في القطاع الفلسطيني لا تزال معرضة لخطر المجاعة، بحسب "رويترز". وأدى الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ في أعقاب هجوم شنه نشطاء حماس في السابع من أكتوبر إلى نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتسبب في نقص حاد في الغذاء والماء والإمدادات الطبية. وقتل أكثر من 25 ألف شخص، وفقا للسلطات الفلسطينية، ويخشى أن يكون آلاف آخرون مدفونين تحت الأنقاض. قالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي عبير عطيفا: "من الصعب الوصول إلى الأماكن التي نحتاج إلى الوصول إليها في غزة، وخاصة في شمال غزة، أعتقد أن خطر وجود جيوب من المجاعة في غزة لا يزال قائما إلى حد كبير". وانقطع شمال غزة تماما عن المساعدات الخارجية لأسابيع سابقة من الصراع، في حين دخلت بعض المساعدات إلى الجنوب من مصر. وقالت عطيفا: إن "هناك قيودا منهجية على الوصول إلى شمال غزة، وليس فقط لبرنامج الأغذية العالمي". وأضافت: "هذا هو السبب في أننا نرى الناس يصبحون أكثر يأسا وينفد صبرهم لانتظار توزيع المواد الغذائية، لأنها متقطعة للغاية، إنهم لا يحصلون عليها كثيرا، وليس لديهم ثقة أو ثقة في أن هذه القوافل ستأتي مرة أخرى". وقالت هيئة مدعومة من الأممالمتحدة الشهر الماضي: إن "جميع سكان غزة يواجهون مستويات أزمة من الجوع مع تزايد خطر المجاعة كل يوم، بينما تزعم دولة الاحتلال أنه لا قيود على المساعدات". وقال المتحدث باسم حكومة الاحتلال إيلون ليفي يوم الثلاثاء: إنه "لا توجد قيود على دخول المساعدات الإنسانية". وأضاف: "على الجهات الفاعلة الدولية المهتمة برؤية المزيد من المساعدات في غزة إرسال المزيد، وما زلنا نواجه مشكلة وهي أن وكالات الأممالمتحدة غير قادرة على توزيع المساعدات بالسرعة التي تعالجها بها إسرائيل." لكن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قال أيضا: إن "سلطات الاحتلال تمنعه بشكل منهجي من الوصول إلى شمال غزة". وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: إنه "في الأسبوعين الأولين من يناير، خططت الوكالات الإنسانية ل 29 مهمة لإيصال الإمدادات الأساسية إلى شمال القطاع، شمال وادي غزة". 24٪ فقط سمح بتنفيذها كليا أو جزئيا، وهو انخفاض كبير عن الأشهر السابقة. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: إن "هذا الرفض يمنع زيادة المساعدات الإنسانية ويضيف تكلفة كبيرة"، مضيفا أنه تعثر أيضا بسبب القيود الإسرائيلية طويلة الأمد على استيراد المعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة. اجتماع مجلس الأمن ومن المتوقع أن تهيمن الدعوات لدولة الاحتلال للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة وقبول قيام دولة فلسطينية مستقبلية باعتبارها ضرورية لأمنها على اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك يوم الثلاثاء. وقبل الاجتماع، التقى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف بنظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في نيويورك لحث الاحتلال على الموافقة على وقف إطلاق النار وتحذير الولاياتالمتحدة من تأجيج انتشار الصراع. ويأتي الاجتماع على خلفية غارة ثانية منسقة بين الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة ضد معاقل الحوثيين في اليمن، فضلا عن تكثيف القتال في جنوبغزة. وقال أمير عبد اللهيان: إنه "أبلغ وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في دافوس الأسبوع الماضي، وإن تصرفك في تصعيد التوتر في البحر الأحمر وضد اليمن خطأ استراتيجي". وكان التركي هاكان فيدان والفرنسي ستيفان سيجورني من بين وزيري الخارجية اللذين سافرا إلى نيويورك لحضور مناقشة مجلس الأمن، ومن المرجح أن يسمع الحاضرون انتقادات مطولة بأن دولة الاحتلال لم تنفذ قرارا أقره المجلس قبل عيد الميلاد يطالب بزيادة كبيرة في تسليم المساعدات إلى غزة. وفي نبرة من القلق بشأن تدفق المساعدات إلى غزة، أبلغت وزارة الخارجية البريطانية أن طارق أحمد، وزير شؤون الشرق الأوسط، سيبلغ مجلس الأمن أن الأزمة الإنسانية تتفاقم يوميا، والمعاناة غير مقبولة، ويجب أن تكون أولويتنا هي تخفيفها". وسيضيف أن "التوقف الفوري ضروري الآن لإدخال المساعدات المنقذة للحياة وإخراج الرهائن". تآكل الدعم الأمريكي لنتنياهو يواصل المسؤولون الأمريكيون الدفاع عن حق الاحتلال في القيام بعمل عسكري، على الرغم من الخلاف العلني بين جو بايدن وبنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي بسبب رفض نتنياهو الصريح لحل الدولتين كوسيلة للخروج من الأزمة. بين الديمقراطيين الأمريكيين، يتآكل الدعم لنتنياهو، وانضم أعضاء ديمقراطيون بارزون في مجلس الشيوخ مثل كريس فان هولين، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، إلى الدعوات لوقف فوري لإطلاق النار، فان هولن هو الآن واحد من 20 عضوا ديمقراطيا في مجلس الشيوخ يدعون إلى جعل المساعدات لإسرائيل مشروطة بتطبيق القانون الإنساني الدولي. وقال فان هولين: "كما ذكرت العديد من عائلات المختطفين، قلل رئيس الوزراء نتنياهو من أولوية عودة أحبائهم، بمن فيهم الأمريكيون، لإطالة أمد الحرب وتأجيل حساباته السياسية، حتى في الوقت الذي نواجه فيه الخطر المتزايد لحرب إقليمية تمتص في الولاياتالمتحدة". وادعى أن نتنياهو "يسلح الآن علنا الرئيس بايدن وخطته بعد الحرب لحل الدولتين". الاتحاد الأوروبي يروج لحل الدولتين وفي بروكسل، قدم مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خطة من 12 نقطة تؤدي إلى حل الدولتين، وتحدى إسرائيل قائلا: "ما هي الحلول الأخرى التي يفكرون فيها لجعل جميع الفلسطينيين يغادرون؟" وقال بوريل: "أعتقد أن المزيد من القتلى، والمزيد من الدمار، والمزيد من المصاعب لشعب غزة، للشعب الفلسطيني، لن يساعد في هزيمة حماس أو أيديولوجيتها، لن يجلب المزيد من الأمن لإسرائيل". وقال: إن "عدد شاحنات المساعدات التي تصل إلى غزة ، بمتوسط 100 شاحنة في اليوم غير مقبول، يوم الاثنين كان العدد 66". ولم تحظ خطة بوريل بتأييد فوري بالإجماع، لكن أنالينا بيربوك، وزيرة خارجية ألمانيا، وهي واحدة من أقوى حلفاء الاحتلال، قالت: إن "حل الدولتين هو الحل الوحيد وكل أولئك الذين لا يريدون معرفة أي شيء عنه لم يطرحوا بعد أي بديل آخر". ودعت إلى فترات راحة إنسانية، وليس وقف إطلاق النار، وإلى تحرير الرهائن والمزيد من المساعدات الإنسانية في غزة.