بدأ سريان الهدنة الإنسانية في قطاع غزة الساعة السابعة صباح اليوم الجمعة، بعد ليلة استمر فيها القصف الإسرائيلي المكثف على أرجاء قطاع غزة، واستبقتها قوات الاحتلال باقتحام المشفى الإندونيسي. وجاء تنفيذ الهدنة الإنسانية بناء على اتفاق تضمن صفقة تبادل إطلاق أسرى للاحتلال من غزة، يفترض أن يبدأ الساعة الرابعة عصر اليوم بتسليم 13 محتجزًا، من أصل 50 أسيرا، في حين تطلق قوات الاحتلال 300 أسيرة وأسير من الأطفال خلال 4 أيام وهي المدة التي ستستمر فيها الهدنة. واقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، فجر اليوم، بالدبابات وقتلت سيدة من المصابين وأصابت 3 بجروح خطيرة، قبل ساعات قليلة من سريان التهدئة، وقامت قوات الاحتلال بتدمير مولدات الكهرباء ومضخات الأكسجين وأجهزة الأشعة. قبل أن تنسحب منه. انسحاب الطيران وأوردت وكالة «معا» الفلسطينية أنّ الطيران الإسرائيلي انسحب من أجواء جنوب قطاع غزة، فيما من المقرر انسحابه من الشمال من الساعة العاشرة حتى الرابعة. ومن المقرر تسليم 13 إسرائيلياً في الساعة الرابعة عصراً، مقابل إفراج إسرائيل عن 39 من الأسرى الفلسطينيين. كما من المقرر إدخال مساعدات لكافة مناطق قطاع غزة، بما فيها السولار والبنزين. وفي السياق أصيب سبعة فلسطينيين في أعقاب إطلاق جيش الاحتلال النار على مواطنين حاولوا العودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة، فيما بدأت شاحنات المساعدات والوقود تدخل إلى القطاع، من معبر رفح، علماً أنّه من المتوقع، اليوم، دخول 230 شاحنة. دخول الشاحنات وقال متحدث باسم هيئة المعابر في غزة، إنّ الشاحنات التي دخلت، صباح اليوم، تنقل «خمس ما كان يدخل يومياً في السابق». كما بدأ الفلسطينيون الذين كانوا عالقين في مصر، بالعودة إلى القطاع عبر المعبر. تزامناً مع ذلك، تعمل عدد من الجمعيات، بما في ذلك «الهلال الأحمر الفلسطيني»، على تعزيز مراكزها، لاستقبال الجرحى ودعم المنظومة الصحية التي كانت هدفاً للعدوان الإسرائيلي خلال الفترة الماضية. إجراءات الإفراج عن الأسيرات أفادت وسائل إعلام فلسطينية ببدء الاحتلال الإسرائيلي بنقل الدفعة الأولى من الأسيرات المتوقع الإفراج عنهنّ بموجب صفقة التبادل من سجن الدامون إلى عوفر. وبدأت سلطة سجون الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، إجراءات الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، الذين من المنتظر إطلاق سراحهم اليوم في إطار الصفقة بين إسرائيل وحركة "حماس". سرايا القدس تلتزم بالهدنة أكد الناطق باسم "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، أبو حمزة، الالتزام بوقف العمليات العسكرية خلال فترة الهدنة الإنسانية، وهو ساري المفعول ما التزم العدو، مشدداً على أن أي خرق سيقابَل بالردّ المناسب. وقال في كلمة اليوم: "على مدار 48 يوماً، دكت "سرايا القدس" والمقاومة الفلسطينية المدن والبلدات المحتلة بمئات الصواريخ وقذائف الهاون"، متوجهاً لقوات الاحتلال بالقول: "كفاكم تهديداً لغزة وقد ذقتكم فيها الويلات، وإن كان لا بد فارقبونا عند كل شارع وزقاق ومفترق طرق، ولن نرفع الراية البيضاء ولن نخرج إلا منتصرين". الغزاويون يتنفسون الصعداء وشهد القطاع حركة نشطة للمواطنين وبدأ الآلاف بمغادرة مراكز الإيواء وتوجهوا إلى منازلهم في المناطق الشرقية للقطاع، لا سيما في جنوب وادي غزة. وشوهد الآلاف في شوارع رفح وخانيونس ودير البلح ومخيمات المحافظة الوسطى مع توقف سماع الانفجارات وغياب حتى الآن لتحليق طائرات الاحتلال. وعبر مواطنون عن سعادتهم لبدء الهدنة، وعبروا عن أملهم أن تكون بداية لوقف عدوان شامل. وقالت مواطنة وهي في طريقة لمنزلها شرق خانيونس: سنعود إلى منازلنا، ونطمئن عليها، ونحمد الهل على كل حينا، وندعو الله أن يتوقف العدوان وأن يحفظ الله شعبنا ومقاومتنا. وقال مواطن آخر: مهما قتلوا ودمروا سنبقى صامدين وننتصر، وسنعود لبيوتنا وسنعود يومًا إلى أرضنا ومدننا المحتلة. وعبر مواطنون عن مرارتهم من مشاهد الدمار الهائلة في العديد من المناطق والأحياء ولكنهم أكدوا أن كل ذلك سيعاد بناءه بإذن الله، مشددين على ضرورة تكثيف الجهود لوقف العدوان بالكامل. وفي حين تبدو الأمور أكثر أريحية بعد سريان الهدنة جنوب وادي غزة، تبدو الأمور أكثر صعوبة في غزة وشمالها، حيث تشهد العديد من أحياء المحافظتين توغلات لقوات الاحتلال. وأشار تقرير "المركز الفلسطيني للإعلام" إلى أن دبابات إسرائيلية تتمركز عند شارع النصر (محطة بهلول) في مدينة غزة وتمنع السكان من الوصول لتفقد منازلهم في المناطق التي تتوغل بها تلك القوات. ووفق المصادر؛ فإن دبابات الاحتلال تطلق النار على طوال شارع النصر ومحيط مستشفى الرنتيسي وتمنع المواطنين من الوصول لمنازلهم بمناطق شمال غرب غزة. وتحدى مواطنون تمركز قوات الاحتلال وأصروا على العودة لمنازلهم وتفقدها في بيت حانون وجباليا، كما بدؤوا التحرك على طريق صلاح الدين الواصل بين محافظاتغزة، بهدف العودة لمنازلهم في غزة وشمالها، غير أن قوات الاحتلال التي تتمركز على الطريق جنوبغزة أطلقت قنابل الغاز في محاولة لتفريقهم. يشار إلى أن مئات الآلاف من المواطنين نزحوا قسرًا من غزة وشمالها إلى جنوب القطاع بفعل القصف والتهديد الإسرائيلي، وهم يعانون معاناة شديدة لعدم توفر أماكن إقامة ملائمة، ويتطلع بعضهم للعودة لمنازلهم والاستقرار فيها مجددا أو تفقد منازلهم وباقي عوائلهم. وبدأ دخول شاحنات السولار والغاز من الجانب المصري باتجاه الماصوف في الجانب الفلسطيني من المعبر، فيما تستعد عشرات الشاحنات التي تقل مساعدات للدخول للتخفيف من أعباء الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة بعد 48 يومًا من العدوان والحصار الخانق.