مع اتهام كاذب جديد من جيش الاحتلال الصهيوني بأن حماس تمنع عائلات شمال غزة من النزوح نحو الجنوب، قال محلل الشؤون العربية في القناة ال13 العبرية، تسفي يحزقيلي: إن "عائلة وائل الدحدوح، مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة، كانت هدفا لقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المتواصل على القطاع". وكان رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أبرز من شهد على نفسه، فاعتبر القتلى نحو 5 آلاف طفل وامرأة بين 7 آلاف شهيد فلسطيني في غزة ، أمس، أنهم آلاف المخربين، واعدا أن تمضي إسرائيل قُدما في الحرب دون أي اعتبارات سياسية، مجددا دعوته إلى سكان غزة بالنزوح جنوبا. ومن جانبها، قالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين: إن "غارات الاحتلال قتلت 23 صحفيا في 20 يوما، وأكثر من نصفهم دُفنوا تحت أنقاض منازلهم مع عائلاتهم، حيث استهدف الاحتلال نحو 20 منزلا يقطنهم صحفيون وعائلاتهم، فيما لا يزال بعض أقرباء الصحفيين تحت الأنقاض". وقالت تقارير: إن "الصحفيين ليسوا استثناء من دائرة استهداف غارات الاحتلال، فعائلات الأطباء هي الأخرى تحت القصف، كان آخرهم مقتل عائلة رئيس قسم الجراحة في مستشفى الإندونيسي، محمد الرن، إثر استهداف منزله". كما اشتكى رجال الدفاع المدني من استهدافهم بشكل متكرر أثناء عمليات إنقاذ الحياة المتواصلة والتي لم تتوقف منذ 8 أكتوبر الجاري، وحتى سلطة المياه الفلسطينية، التي تكافح من أجل إعادة توصيل خطوط المياه المدمرة، في ظل تعطيش حكومة الاحتلال لسكان القطاع، تستغيث من غارات تستهدف طواقمها الفنية بشكل مباشر. براءة حماس تسفي يحزقيلي قال في لقائه المتلفز: إنه "بسبب ضراوة القصف على غزة، لا توجد معلومات بشأن المستهدفين بسبب حجم الدمار الذي نراه، مضيفا حماس نفسها ربما لا تعرف ماذا جرى في الأماكن المستهدفة؛ لأنها لا تملك قدرة الوصول أو الإخلاء". وأكد يحزقيلي المحلل الصهيوني أن الأهداف التي تُقصف تكون معروفة للجيش، مضيفا: "على سبيل المثال، كان الهدف اليوم عائلة مراسل الجزيرة"، على حد تعبيره. وقتل الاحتلال، مساء الأربعاء، عددا من أفراد عائلة وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة، وذلك جراء استهداف منزل نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط القطاع. قناة الجزيرة قالت: إن "زوجة وابن وابنة الدحدوح استشهدوا جراء القصف، فيما ظهر الدحدوح في مقطع فيديو يبكي وهو يودع ابنه، وقال ينتقمون منا في الأولاد". كما قالت قناة الجزيرة: "يبدو أن استهداف عائلة الدحدوح يأتي كنوع من الانتقام الإسرائيلي من قناة الجزيرة نتيجة تغطيتها المتواصلة للحرب الإسرائيلية والمجازر التي ترتكبها بحق الفلسطينيين المحاصرين في القطاع". وتداولت الفضائيات العربية والعالمية على الهواء مباشرة مشاهد الألم التي مني بها مراسل قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، وهو في أحد مشافي غزة يستقبل أفراد عائلته واحدا تلو الآخر بعد أن قضوا شهداء في قصف صهيوني جبان ممتد قبل 19 يوما وحتى الآن. واستشهد عدد من أفراد عائلة مراسلها في قطاع غزة وائل الدحدوح، بمن فيهم زوجته وابنه وابنته، في قصف إسرائيلي استهدف وسط القطاع، حيث منزل نزحت إليه العائلة، في مخيم النصيرات. وظهر وائل الدحدوح في مقطع مصور مساء الأربعاء وهو يحمل بيديه طفلته الصغيرة بعد أن فقدت حياتها بسبب قصف منزله، وقال الدحدوح : "هذه دموع الإنسانية فقط، وليست دموع الجُبن والانهيار، وليخسأ الاحتلال". وبثت القناة القطرية صورا للدحدوح، وهو يُلقي نظرة الوداع على ابنه، فيما التف حوله عدد من المواطنين الذين قدموا له العزاء. وظهر في مقطع آخر وهو يودع ابنه باكيا ويقول: "بينتقموا منا في الأولاد، في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي، معلششش، إنا لله وإنا راجعون". مدير تحرير قناة الجزيرة، محمد معوض، كتب عبر منصة "X" تغريدة بالانجليزية قال فيها: "قُتلت زوجة الصحفي المخضرم وائل دحدوح وابنه وابنته في غارة جوية إسرائيلية استهدفت ملجأ كانوا لجؤوا إليه، تلقى وائل الخبر بينما كان على الهواء يغطي الغارات الإسرائيلية المتواصلة على غزة". واعتبرت قناة الجزيرة "أن استهداف عائلة الدحدوح يأتي كنوع من الانتقام الإسرائيلي من قناة الجزيرة نتيجة تغطيتها المتواصلة للحرب الإسرائيلية والمجازر التي ترتكبها بحق الفلسطينيين المحاصرين في القطاع".