أكد عزمي بشارة، المفكر الفلسطيني، أن من يتحاور مع معسكر الاستبداد في أثناء ارتكابه المجازر حوارًا عقلانيا في الإعلام يرتكب خطأين كبيرين حتى لو كان حسن النوايا. وأوضح بشارة -في تدوينة له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"- أن أول خطأ من هذه المحاورات يتمثل في تحويل مرتكب المجازر ضد المدنيين بالجملة في أثناء القتل إلى طرف مؤهل وشرعي للحديث ما يسهم في تطبيعه كطرف في مقابل طرف، ويحول الحقيقة والكذب إلى رأي في مقابل رأي، ويقلب العلاقة القائمة في الواقع وهي علاقة المجرم بالضحية. وأضاف: "أما الخطأ الثاني فهو أنه يمنحه فرصة للكذب وترويجه. فمن لا يردعه ضميره عن القتل بالجملة، لن يردعه عن الكذب بالجملة أيضا. ويصعب إحراج شخص لا يحرجه عار الجرائم، فإذا أحرجته في موضوع اخترع كذبة جديدة للخروج من الحرج. ولا خاتمة سعيدة لهذه العملية، فالظالم لن يعلن هزيمته أمام المنطق". وقال بشارة: "ليس هنالك ما هو أكثر رداءة من مشهد من قاتل يحاور ضحيته في الإعلام خارج بلده، ويسمح لها بالصراخ عليه، ويتظاهر أنه مظلوم في حق الكلام، وهو قادر على سجن من يحاوره في بلاده دون إبداء الأسباب، ومصادرة أملاكه، ونفيه من وطنة، وقتله، وقتل من يحتج على قتله". وشدد على أن الصراع مع الاستبداد ليس مسألة انتصار في محاججة، بل انتصار في النضال، مؤكدًا أن النضال يلزمه دعاية إعلامية حازمة وحققة ضد الظلم لفضحه وليس للحوار معه، ولا حاجة للمبالغة في الدعاية، بل يجب أن تكون صحيحة ودقيقة وذات مصداقية، وهي تكون كذلك إذا صورت الواقع كما هو.