عبر الكاتب البريطاني ديفيد هيرست عن ذهوله من خضوع الحكومات الغربية لخدمة الطاغية المستبد، محمد بن زايد، في نشر الخوف وتلطيخ سمعة المسلمين الأبرياء، ومشاريعهم التجارية، والتحريض على شن هجمات عنصرية على المساجد. وكشف في مقال له بصحيفة "ميدل إيست آي" أن النمسا مركز لعمليات محمد بن زايد للقيام بما أسماه هندسة اجتماعية للمجتمع الإسلامي في أوروبا.
أجندة قوية ولفت مدير تحرير "ميدل إيست آي" إلى أن هذه الحملة ضمن "أجندة أجنبية قوية، بمحفز مختلف تماما لتأجيج الإسلاموفوبيا في أوروبا والولاياتالمتحدة". وأضاف أن الحملة مستمرة منذ نحو عقد من الزمن، كرد فعل على الربيع العربي، عندما شعر جميع المستبدين في الخليج بخطورة الأحداث التي وقعت في تونس ومصر واليمن ولفترة قصيرة سوريا. وتابع أن "منظري هذه الأجندة نجحوا في التأثير على السياسة الحكومية في بلدان مثل بريطانيا وألمانيا والنمسا وفرنسا، وأن الذباب الإلكتروني التابع شوّه سمعة كثير من الناس؛ بل وأفسدت مؤسسات".
لماذا النمسا؟! وعن النمسا، التي حاول محمد بن زايد ومجموعة عمله الأوروبية لصق العنف بالإخوان المسلمين، كتب هيرست عن وزير الداخلية النمساوي شن أكبر حملة اعتقالات ضد الإرهابيين المزعومين في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، بعد قتل 4 أشخاص في هجوم نفذه مسلحون يتعاطفون مع داعش بفيينا عام 2020. وأشار إلى أن "حملة الاعتقالات تهاوت بعد أن ثبت أنها لا تقوم على أساس، وهي الحقيقة التي أكدتها المحكمة الولائية العليا في غراتز بعد اعتراضات تقدم بها العديد من المتهمين". وأضاف أنه كان من بين عشرات المواطنين الذين اعتقلوا بتهمة الارتباط بجماعة الإخوان المسلمين فريد حافظ، الأستاذ الزائر في الدراسات الدولية في كلية ويليامز وكبير الباحثين غير المقيم ضمن مبادرة الجسر التابعة لجامعة جورجتاون. واسترشد "هيرست" بمقال كتبه فريد حافظ ل"ميدل إيست آي" البريطاني، قال "بينما اتهم الادعاء بعضا ممن استهدفوا في حملة المداهمات بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، أشارت المحكمة إلى أن جماعة الإخوان لا تعتبر منظمة إرهابية داخل النمسا". وأكد حافظ أنه "بعد أكثر من سنة ونصف، وما يزيد عن 21 ألف ساعة من التسجيلات الهاتفية وأكثر من مليون صورة، لم تثبت أي تهم". ولفت "هيرست" إلى إصرار النمسا رغما على المخطط الخبيث قائلا "لم يحُل دون أن تجرم الحملة التي شنّتها الدولة النمساوية المجتمع المسلم". مبينا أن ذلك كان إستراتيجية لغايتين؛ الأولى، التستر على الإخفاق الذي مُنيت به المخابرات النمساوية بشأن الهجمات نفسها، والثانية، إثارة جو من الرعب حول الإسلام السياسي وما نجم عن ذلك من إجراءات مثل منع الحجاب وإغلاق المساجد. واستدرك أن النمسا مناسب لها هذا الإصرار أن تكون مركزا لعمليات بن زايد في أوروبا، فهي البلد الوحيد الذي ما زال بإمكانك أن ترى فيه تمثال عمدة فيينا السابق المعادي للسامية، كارل لويغر، الذي كان مصدر الإلهام لهتلر، بحسب ديفيد هيرست. تساؤلات للشيطان وكمن يسأل الشيطان لماذا هو كذلك؟ وجه ديفيد هيرست تساؤلات لمحمد بن زايد، ما الذي يحققه جهاد الإمارات ضد الإسلام السياسي؟ لماذا تستمر حكومة مسلمة في رعاية وتمويل حملة تستهدف المسلمين في أوروبا، بغض النظر عن آرائهم السياسية أو نشاطاتهم؟. وأكد أن "بن زايد" رغم إخفاقاته مستمر بأجندته ، لقد اضطر محمد بن زايد تحت وطأة الإخفاق إلى تغيير سياسته الخارجية، فقد رفع الحصار عن قطر المجاورة، وهو الآن يستثمر بكثافة في تركيا، ويبدو في الظاهر على الأقل أنه ماضٍ في التصالح مع خصومه الإقليميين"، بحسب الكاتب. وعاود السؤال "ما الذي ستكسبه الإمارات من نشر الخوف وتلطيخ وتدمير سمعة المسلمين الأبرياء ومشاريعهم التجارية، والتحريض على شن الهجمات العنصرية على المساجد، وتحطيم حياة الآلاف من الناس؟ ما الذي يستفاد من تغذية اليمين المتطرف؟ ما الذي يستفاد من تدمير الجهود الغربية الفعالة في الاستخبارات المضادة من خلال وصم مجتمعات بأسرها؟ كما عاود الإجابة بديلا عن شيطان العرب بأن ما يفعله ليس البحث عن "المسلم الطيب"، كما يزعم أنه يسعى لإيجاده، إنما يفعله حفاظا على ذاته، تماما كما يفعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
موقع الإخوان المسلمين وفي أغلب التقارير التي تتحدث عن دور "بن زايد" والحكومات الغربية ضد المسلمين، إلا وتبرز جماعة الإخوان المسلمين في الواجهة، وأعاد "هيرست" الإشارة لتقرير "نيويوركر" الأمريكية، عن تجنيد محمد بن زايد وإشرافه وشقيقه وزير الخارجية على تلطيخ جماعة الإخوان المسلمين بالتقارير والتحليلات وشخصيات مثل، السويسري ماريو بريرو، والإيطالي لورنزو فيدينو ومراكز ومنصات على مواقع التواصل الإلكتروني. و"بريرو" هو مدير مؤسسة آلب، وله سوابق في انتهاك القانون في كل من سان فرانسيسكو وسويسرا، ولقد وصف تخصصه بأنه حملات اتصال فيروسي خبيث. ويتقاضى بريرو شهريا 200 ألف يورو لإيجاد ومهاجمة الأهداف في أنحاء أوروبا، وتحرك مع "فيدينو" لتصيد عناصر جماعة الإخوان المسلمين وربطهم بالجماعات المتطرفة. "فيدينو" مشرف برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن، ويقدم نفسه خبيرا في الحركات الإسلامية في أوروبا وأمريكا الشمالية، ركزت أبحاثه على ديناميكيات الاستنفار لدى شبكات الجهاديين في الغرب، والسياسات الحكومية لمكافحة التطرف، والمنظمات التي تستلهم فكر جماعة الإخوان المسلمين في الغرب. وأردف ، تم اختيار مصطلحات تستلهم فكر جماعة الإخوان المسلمين بعناية، لأن الاتهام الكاذب لأي شخص مسلم بالعضوية في الجماعة يمكن أن يعتبر تشهيرا، بدلا من ذلك يقسم فيدينو أهدافه إلى ثلاث فئات، "إخوان مسلمين خلص" "ذراري الإخوان" ثم "منظمات متأثرة بالإخوان". وأستدرك أن ذلك على الرغم من أن "فيدينو" يقر بأنه من الخطأ الجسيم تحليليا وضع فكر الإخوان المسلمين في سلة واحدة مع فكر السلفيين والجهاديين، فإنه في واقع الأمر يقوم بذلك بالتمام والكمال. ونشر مركز المسبار البحثي الإماراتي كتاب فيدينو عنوانه "جماعة الإخوان المسلمين الجديدة في الغرب" وصرح "فيدينو" ل(ميدل إيست آي) "كنت ببساطة قد كلفت بإعداد ورقة بحثية وتقديم إحاطة للناس الذين يعدون الدراسة، تماما مثل كثير من الأكاديميين الآخرين الذين تمت الاستعانة بهم لهذه الغاية". تلقفت الإمارات "فيدينو" على عجل. ووفق رسائل الإيميل المسربة للسفير الإماراتي في أمريكا يوسف العتيبة، بعث ببحث فيدينو إلى وزير الخارجية الإماراتي، واصفا البحث بأنه "ورقة حول تمكين الصوت المعتدل للإسلام في الولاياتالمتحدة من أجل مواجهة ثم هزيمة أصوات الإسلاميين في نهاية المطاف". ونبه إلى أن العتيبة رتب لعقد اجتماع بين فيدينو وعبد الله بن زايد، الذي أضحى شريكه في التأليف ومديره في العمل.