واصلت أسعار الخبز الحر والفينو ارتفاعها بسبب ارتفاع أسعار الدقيق الذي تتحكم فيه حكومة الانقلاب ، ما أثار موجة من الغضب والاحتجاج بين المواطنين الذين يؤكدون أن أسعار الفينو والخبز تضاعفت مع بدء موسم المدارس مقارنة بالعام الماضي ، فيما أعلن أصحاب المخابز أنهم لا يستطيعون الحصول على الدقيق إلا بأسعار مرتفعة وأن ارتفاع الأسعار يضعهم في مواجهة مع المواطنين رغم أنهم ليسوا مسئولين عما يجري ، بل أصبحوا يحققون أرباحا أقل والبعض منهم يتكبد خسائر . وقال عدد من تجار الحبوب إن "سعر القمح والدقيق المستخدم في صنع الخبز الحر ارتفع بصورة كبيرة ، مشيرين إلى أن المستوردين يحاولون السعي لدفع ثمن شحنات القمح العالقة في الموانئ لكن نقص العملة الصعبة يمنعهم من ذلك". وأكدوا أن حكومة الانقلاب ترفض الإفراج عن حوالي 700 ألف طن من القمح من الجمارك، مما تسبب في توقف حوالي 80٪ من المطاحن التي تنتج الخبز والمكرونة والسلع الأخرى عن نشاطها بالكامل، لافتين إلى أن هذا كشف عنه بيان صادر عن غرفة المطاحن باتحاد الصناعات المصرية.
ارتفاع الأسعار
كان سعر الدقيق قد شهد ارتفاعات قياسية بنهاية شهر سبتمبر الماضي، حيث ارتفع سعر طن الدقيق بروتين 24 و27 بنحو 700 جنيه، وطن الدقيق الفاخر بنحو 1000 جنيه لدى تجار الجملة ، واشتكى تجار وموزعو قمح وأصحاب مخابز من استمرار ارتفاع سعر طن القمح السياحي . وأكدوا أنه منذ بدء موسم المدارس زاد الطلب بشكل كبير على المخبوزات وخبز المدارس المعروف "بالفينو" وقفز طن القمح إلى أكثر من 12 ألف جنيه في حين تزعم حكومة الانقلاب أنها تبيعه ب 7800 جنيه وهذا للشو الإعلامي فقط .
كانت حكومة الانقلاب قد حددت سعر بيع الخبز "الحر" في مارس الماضي والذي وزنه 45 جراما ب 50 قرشا، وال 65 جراما ب 75 قرشا، وال 90 جراما بجنيه، و11.5 جنيها لكيلو الخبز المعبأ، أما الخبز الفينو فحدد القرار 50 قرشا للرغيف زنة 40 جراما، على أن يستمر العمل به لمدة ثلاثة أشهر أو لحين إشعار آخر، ولم يجدد القرار مع ارتفاع أسعار الدقيق. وألزم القرار منافذ البيع بالإعلان عن أسعار الخبز في أماكن ظاهرة للمستهلكين، مع فرض غرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تتجاوز خمسة ملايين جنيه على المخالفين وهو ما لم يطبق على أرض الواقع. وللتحايل على هذه القرارات الانقلابية لجأت بعض مخابز "العيش الحر" والمخابز الأفرنجي، إلى تقليل حجم رغيف الفينو بدلا من رفع السعر، بسبب ارتفاع أسعار الدقيق والخامات .
الفينو
من جانبه قال صاحب أحد المخابز إن "سعر الدقيق ينعكس بشكل سريع على الخبز لأنه استهلاك يومي، ومع دخول المدارس ، وزيادة الطلب على الخبز الفينو لجأ البعض إلى تقليل عدد قطع الخبز في الكيس الواحد من 7 إلى 5 قطع فقط، وبسعر خمس جنيهات، بعد أن كان الكيس الواحد فيه 10 قطع العام الماضي بنفس السعر". وأكد أن المشكلة ليست في عدد ولا حجم الخبز، وإنما المهم توفر الدقيق ووجود الخبز طوال الوقت، وهناك أكثر من 25 مليون طالب على مستوى الجمهورية، محذرا من أن عدم وجود دقيق يعني أزمة كبيرة في توفير الخبز لطلاب المدارس .
نقص الدولار
وقال حسين بودي، نائب رئيس غرفة المطاحن باتحاد الصناعات المصرية ، إنه "بينما تراجعت أسعار القمح العالمية إلى مستوياتها قبل الحرب الروسية الأوكرانية، ارتفعت الأسعار في مصر بسبب نضوب المخزونات". وأضاف بودي في تصريحات صحفية "لم يعد بإمكان المستوردين في مصر تجديد مخزون القمح لديهم وسط نقص في الدولار بسبب ارتفاع فاتورة الاستيراد وتراجع عائدات السياحة من اثنين من أكبر أسواقها أوكرانيا وروسيا، كما ساهم فقدان ثقة المستثمرين بالجنيه المصري في نقص العمل الصعبة".
الدقيق الفاخر
وقال عطية حماد رئيس شعبة أصحاب المخابز بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن "سعر طن الدقيق الفاخر المستخدم في تصنيع الخبز «الفينو» تجاوز ال 12 آلف جنيه وفي زيادة أسبوعية، مؤكدا أنه تم زيادة أسعار الفينو والجاتوهات والتورتات وغيرها". وطالب حماد في تصريحات صحفية دولة العسكر بسرعة التدخل وطرح خبز فينو مناسب لمواجهة ارتفاع أسعار الخبز الفينو والحلويات. وحذر من أنه خلال الأيام المقبلة سيتم زيادة أسعار كافة المعجنات والجاتوهات والفينو، بسبب ارتفاع أسعار القمح عالميا، موضحا أن أسعار الخبز تخضع لسياسات السوق. وأوضح حماد أن أسعار المعجنات لا تخضع لقرارات وزارة تموين الانقلاب وغير مسعرة تسعيرا جبريا ولا أحد يستطيع التدخل فيها لأنها سلعة حرة. وقال إن "المخابز لجأت لتقليل حجم الرغيف بدلا من زيادة السعر، حتى لا تضع أعباء جديدة على المواطنين دون أن تخسر، وذلك نتيجة لارتفاع أسعار الدقيق". وأشار حماد إلى أن دولة العسكر لا تدعم المخابز الحرة "العيش السياحي والفينو" وبالتالي أي زيادة في أسعار مدخلات الإنتاج تظهر دائما في السعر أو وزن المنتج النهائي. وأوضح أن سعر الخبز الحر كأي سلعة يخضع للعرض والطلب وتتأثر أسعاره دائما بأي زيادات جديدة في مكونات إنتاجه، لذلك لجأت بعض المخابز لزيادة الأسعار أو تقليل الحجم، نتيجة لارتفاع مدخلات الإنتاج كالدقيق والخميرة ومحسنات الخبز والزيت والسكر والغاز.
حجم الرغيف
وقال حسن المحمدي، رئيس شبعة المخابز بغرفة الشرقية التجارية إن "المخابز الأفرنجي" الفينو" والسياحي، لجأت إلى تقليل حجم الرغيف ، بدلا من زيادة السعر نتيجة لارتفاع الخامات. وأوضح المحمدي في تصريحات صحفية أن سعر الدقيق قفز نحو 600 جنيه في يوم واحد ليسجل نحو 10800 جنيها مقابل 10200 جنيه بسبب زيادة الطلب مع بدء الموسم الدراسي، فيما وصل سعر الرغيف الفينو وزن 40 جراما إلى جنيه واحد، وسعر الرغيف الفينو 90 جراما إلى جنيهين. وحذر من أن الزيادة المستمرة في الأسعار ستؤدي إلى توقف الكثير من المطاحن والمخابز ، ما يخلق أزمة مجتمعية لا أحد يستطيع التنبؤ بما قد تؤدي إليه من كوارث.