في واقعة تكشف عن نقص حاد لدى قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، قررت دولة العسكر المخابراتية، شطب الفنانيْن عمرو واكد، وخالد أبو النجا من نقابة الممثلين. ومع بداية ثورة 25 يناير 2011، لم يتردد فنانون في الانخراط في الاحتجاجات على الأوضاع القائمة وقتها، فنالهم من العذاب ما نالهم بالفصل والتشريد والتجريح، ومنهم من خاف وارتعب ولُصق بالحيط وقام بالارتماء في أحضان النظام الاستبداداي، ودافعوا عن الأنظمة بكل شراسة، مبررين الأمر بأنها ما هي إلا مؤامرات خارجية تهدف إلى القضاء على الأوطان. وقضت الدائرة الثانية من محكمة القضاء الإداري المصري، برفض الطعن المقدم من الفنانيْن على قرار شطبهما من نقابة المهن التمثيلية في الدعوى رقم 52538. وكانت النقابة برئاسة الفنان أشرف زكي، قد أصدرت في العام 2019، قرارا بشطب الفنانيْن خالد أبو النجا وعمرو واكد من النقابة بشكل نهائي.
جلسة الكونجرس السبب وعُلل قرار النقابة آنذاك، بسبب توقف الفنانيْن عن العمل بالتمثيل داخل مصر، وهذا ما يخالف نصا للمادة 6 من القانون رقم 35 لسنة 1978 بند 6 الخاص بنقابة المهن التمثيلية. وتزعم المادة بحسب قرار النقابة فيمن يُقيد عضوا عاملا بكل نقابة من النقابات، أن يكون مشتغلا بالمسرح أو السينما أو الموسيقى، وفقا لما نصت عليه في المادة 2 من ذات القانون. وأشار القرار إلى أن الفنانيْن واكد وأبو النجا، شاركا أيضا "في جلسة بالكونغرس الأمريكي،للتعبير عن آرائهما السياسية تجاه الدولة المصرية". وأكدت النقابة في بيان لها، أنها تعتبر ما حدث من العضوين خيانة عظمى للوطن والشعب المصري، لتآمرهما ضد الوطن، واعتبارهما خائنين لمصر وشعبها بعد التحريض ضد الدولة، ونشر أخبار كاذبة. وكان الفنانان المصريان عمرو واكد وخالد أبو النجا، قد طعنا رسميا أمام الجهات القضائية بقرار نقيب المهن التمثيلية في مصر، بشطب عضويتهما من النقابة. وكتب حينها المحامي مالك عدلي، عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك، إنه تقدم بطعن أمام محكمة القضاء الإداري على شطب عضوية الفنانيْن. وأوضح أنه أودع بصفته وكيلا عن الفنان عمرو واكد، بالاشتراك مع زياد العليمي المحامي، بصفته وكيلا عن الفنان خالد أبو النجا، عريضة الطعن رقم 52538 لسنة 73 قضائية "شق عاجل" على قرار نقيب المهن التمثيلية بشطب عضوية الفنانين من نقابة المهن التمثيلية. أبو النجا وواكد، قد اتخذا موقفا حاسما من نظام حكم العسكر، حيث وصف الفنانان ما حدث في مصر، يوم 30 يونيو من العام 2013، بانقلاب عسكري على الرئيس الشهيد محمد مرسي.
افتح القوس سبق لدولة العسكر، فصل هشام عبد الحميد ومحمد شومان وهشام عبدالله من نقابة الممثلين، وذلك في أكتوبر 2017، وقتها قال أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية ، إنه "تم فصل كل من هشام عبدالله ومحمد شومان وهشام عبد الحميد؛ بدعوى عدم دفع اشتراك النقابة السنوي". وأوضح زكي خلال لقائه ببرنامج تلفزيوني ،تم فصل هؤلاء الثلاثة بسبب عدم دفعهم اشتراك النقابة لمدة تزيد على عام، والقانون ينص على ذلك، برغم محاولة دفعهم عن طريق إرسال الإشتراك إلى النقابة.
بين لقطتين وبالعودة لزمن قريب، كانت الصورة حاضرة بين أول لقاء بين الرئيس الشهيد محمد مرسي، بحضور ممثلين لجميع أطياف الشعب المصري ، كانت الصورة الأبرز هي عدم حضور أي فنان للقائه. بينما كان لقاء المنقلب السيسي في أول ظهور مع الفنانين مختلفا، عندما دعا السفاح مجموعة من الفنانين والمطربين لحضور الاحتفال بعيد تحرير سيناء بجامعة المستقبل في أبريل عام 2013 ،وقتها قال كلمته الكارثية الشهيرة" مصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا وبكرة تشوفوا مصر". وعقب الانقلاب وتوليه عسكرة مصر،ومع أول زيارة رسمية له للولايات المتحدةالأمريكية في 23 سبتمبر 2014 لحضور اجتماعات الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة وإلقاء كلمة مصر أمام قمة المناخ ضم الوفد المصاحب للسيسي في هذه الزيارة الخارجية بعضا من السياسيين والإعلاميين ورجال الأعمال والصحفيين والفنانين للهتاف له أمام مقر الأممالمتحدة وكان على رأس الحضور ، وشمل الوفد المصاحب للسيسي 19 فنانا وفنانة، منهم يسرا وإلهام شاهين والراحل ممدوح عبد العليم وأحمد بدير وسامح الصريطي ولبلبة وياسمين الخيام.
إما الانحناء أو الفصل في المقابل، كان هناك قائمة من الفنانين المرحبين بالانقلاب ، منهم تامر عبد المنعم فُصل بعد استنزاف فترات عمله وانتهاء صلاحيته مع المخابرات، والمطرب محمد فؤاد الذي انطفأ بريقه، بينما توطدت المخابرات ممثله في شركة متخفية تحت اسم عريض" الإنتاج الفني والإعلامي" ومنها الشركة المتحدة والتي تمثل إمبراطورية الإعلام الجديد في مصر ،بالتعاقد مع الفنانين المرضيّ عنهم وإسناد أعمال درامية لهم مثل" يسرا وإلهام شاهين وأحمد عز وأمير كرارة، وغيرهم ممن انحنوا للانقلاب خوفا على سكنهم وطبيعة أشغالهم وملايينهم المكدسة في البنوك. ومنهم من " قرص العسكر أذنه" كي يعود لحظيرة الانقلاب وتأيدها، كما حدث مع الإعلامية لميس الحديدي بعد وقفها عن العمل ورفض ظهورها على الشاشة، وبعد العفو والصفح عنها ، قاموا بإعادتها عبر بوابة شاشة "أون " مؤخرا. فيما واصل عسكر مصر الغضب والانقلاب على مذيعين مثل الإعلامي جابر القرموطي بعد رحيله عن قناة النهار، وتوقف برنامجه "مانشيت" وكذلك توفيق عكاشةوالإعلامي محمود سعد.